بعد تجاهل استمر قرابة الشهرين للأزمة السياسية في فنزويلا واضطراب الموقف الرسمي للإدارة الأميركية نحوها، تتجه واشنطن إلى إطلاق مبادرة دبلوماسية بهدف إنهاء الأزمة عبر مخرج سلمي.

ووفق تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» نشرته أمس استنادا إلى مصادر أميركية وأجنبية، فان المبادرة تقوم على أساس تكوين مجموعة يطلق عليها «أصدقاء فنزويلا» من أطراف تتمتع بصدقية وموثوقية من قبل الحكم والمعارضة في فنزويلا.

وتقضي المبادرة التي تنتظر - اللمسات الأخيرة - بإنهاء الإضراب الذي دخل شهره الثاني، ويهدد بشلّ البلاد اقتصاديا، على ان يتم فسح المجال أمام إجراء انتخابات مبكرة. وستكون منظمة الدول الأميركية الوسيط الرئيسي في هذا الحل، تساندها الولايات المتحدة تشيلي والبرازيل والمكسيك وربما أسبانيا وممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.

ووفقا للدستور الفنزويلي فانه لا يمكن إبعاد الرئيس إلا عبر انتخابات مبكرة يمكن إجراؤها في أغسطس/آب المقبل في أسرع تقدير، أو عبر استفتاء جديد على رئاسته.

ويجيئ التحرك الأميركي بعد أسابيع من التجاهل، بل والميل إلى جانب المعارضة والدعوة إلى تخلي الرئيس هوغو شافيز عن السلطة، بسبب طول أمد الاضرابات التي أثرت على صناعة النفط، التي تزود السوق الأميركية بنحو 15 في المئة من احتياجاتها، وهو ما انعكس على الأسعار التي بلغت أعلى معدل لها منذ عامين.

وهناك أيضا الموقف من الحرب المحتملة على العراق، وهو ما ينذر بتصاعد جديد في الأسعار دفع الإدارة الأميركية إلى إجراء اتصالات بالدول المنتجة للنفط بهدف ضخ كميات إضافية لتطمين الأسواق. وبالفعل قررت أوبك زيادة الإنتاج من مليون ونصف المليون برميل إلى مليوني برميل وهو ما سيتبلور الأسبوع المقبل على أساس بدء التطبيق من مطلع فبراير/شباط المقبل.

وتخشى واشنطن ان تؤدي أسعار النفط المرتفعة إلى غلق الطريق أمام الانتعاش الاقتصادي المتوقع، وهو ما يمكن ان يصبح قضية سياسية وانتخابية محلية خاصة، ونهاية هذا العام سيشهد تصاعد الحمى الانتخابية. وتذكر واشنطن كيف خسر جورج بوش الأب دورة رئاسية ثانية بسبب الوضع الاقتصادي وهو ما يسعى جورج بوش الابن إلى تجنبه عبر مستشاره السياسي كارل روف