العدد 125 - الأربعاء 08 يناير 2003م الموافق 05 ذي القعدة 1423هـ

أديب جائزة نوبل: بوش مضطرب عائليا

هاجم الأديب والشاعر الألماني البارز «غونتر غراس» الرئيس الأميركي «جورج بوش»، مؤكدا أنه يشكل خطرا على السلام العالمي، وأن موقفه ضد العراق ناتج عن اضطراب ظروفه العائلية. وقال غراس الحائز على جائزة نوبل للآداب العام 2000 في مقابلة مع صحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية الأحد 29 ديسمبر/كانون الاول 2002: «إن شخصية بوش التي تهدد السلام العالمي تتكون من خليط من ظروف عائلية مضطربة، ونزعة شديدة للثراء المطلق وفتنة بالنفوذ والسطوة».

وأضاف غراس وهو صديق شخصي للمستشار الألماني «جيرهارد شرودر» أن مكونات شخصية بوش الابن تعكس علاقة وتشابها بين الليبرالية الجديدة التي تمثلها الولايات المتحدة والإرهاب الذي نخوض حربا ضده.

وأكد الأديب الألماني - الذي يوصف في وسائل الإعلام الألمانية بـ «ضمير ألمانيا» - على وجود تشابه كبير بين جورج بوش الابن وإحدى الشخصيات التاريخية في مسرح شكسبير، كانت مصابة بعقدة نفسية تتمثل في إرضاء الأب بكل السبل من دون الالتفات إلى أي معايير.

الحرب تعوض والده وعائلته

وأضاف غراس أن الرئيس الأميركي أسير في محيطه العائلي، وأن هدفه الأسمى من شن الحرب المحتملة ضد العراق هو رغبته أن يثبت لوالده بوش الأب أنه حقق له ما عجز هو نفسه عن تحقيقه في حرب العام 1991. وأكد غراس أن مضي بوش الابن في إشعال الحرب بالخليج بهذه الطريقة التي وصفها بأنها «صبيانية» بعد أن خاض نموذجا للحرب التجريبية في افغانستان سيؤدي إلى إثارة موجة غير مسبوقة من الإرهاب الجديد. وأضاف غراس أن الدافع الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في الحرب المحتملة، مشيرا إلى أن هناك سببا غير معلن لشن الحرب، يتلخص في رغبة الولايات المتحدة في السيطرة على النفط العراقي.

وأضاف أن الرئيس الأميركي يسعى لإنقاذ عائلته المسيطرة على الكثير من شركات النفط الكبرى من أزمة اقتصادية ضخمة تهددها. وأكد أيضا أن هناك سببا آخر للحرب، وهو هوس الولايات المتحدة باستعراض نفسها باعتبارها قوة عظمى أحادية، تستطيع أن تسيطر على باقي دول العالم على رغم عدم إلمام رئيسها بوش بمعلومات تذكر عن هذه الدول. وتأتي تصريحات غراس بعد 3 أشهر من تصريحات وزيرين ألمانيين بارزين انتقدا فيها موقف الرئيس بوش من ضرب العراق، ما أسفر عن الإطاحة بهما. وكان وزير الدفاع الألماني السابق «شاربينغ» قد أقيل من منصبه في أغسطس/آب 2002 عقب فضيحة مالية تزامنت مع إشارته في جلسة خاصة لدور اللوبي الصهيوني في حملة تحريض البيت الأبيض على ضرب العراق.

وبعد شهر من إقالة شاربينغ أقيلت وزيرة العدل «هيرتا غيميلين» من منصبها بعد أن شبهت الرئيس الأميركي بالزعيم النازي «أدولف هتلر»، وقالت: «إنه يريد إشعال الحرب ضد العراق حتى يشغل الناس عن فشله الداخلي، مثلما فعل هتلر»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً