شهدت قاعة المحاضرات في بيت القرآن مساء أمس (الخميس) ندوة جماهيرية مهمة استقطبت حضورا كبيرا من المواطنين والمقيمين الذين تفاعلوا مع الطرح الرافض لخطابات التحريض والتأجيج والطائفية والاتهام، وإعلان رفض الخطاب السيئ الذي يحرق ويدمر ويعتمد على التحشيد للكراهية، مطالبين بتحول الأقوال ألى أفعال في العمل للتصدي للطائفية.
وفي الندوة التي عقدت تحت عنوان: «أدب الحوار في ضوء مشروعية تعدد الرأي» بمشاركة كلٍّ من نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد عبدالله الغريفي ومستشار سمو رئيس دولة الإمارات للشئون الدينية السيد علي السيد عبدالرحمن الهاشمي، دعا السيد الغريفي إلى فعاليات مشتركة بين السنة والشيعة، مستدركا «أن هذه الفعاليات ستواجه معوقات وستعمل بعض الجهات على إجهاضها».
وفي الوقت الذي تساءل فيه الرئيس الفخري لجمعية الإمام مالك بن أنس الشيخ راشد المريخي في كلمته عن مصادر التناحر والطائفية والفوضى التي تثار بين الناس، أكد أن قيادة البلاد أيّدت الخطوات التي يقوم بها لتعزيز النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.
الحورة - سعيد محمد
أنعشت «ندوة أدب الحوار في ضوء مشروعية تعدد الرأي» التي شهدت حضورا نوعيا وطرحا وقيما ودعوات وطنية صادقة الآمال في امكانية العمل المشترك بين أبناء البلاد للتصدي للممارسات المثيرة للفتنة والدعوات الطائفية.
ووفقا لعدد من الدبلوماسيين والنواب والشخصيات البحرينية من الطائفتين الكريمتين، فإن الندوة كشفت اجماع أهل البلاد على صيانة الوحدة الوطنية، فقد شهدت قاعة المحاضرات في بيت القرآن مساء أمس (الخميس) ندوة جماهيرية مهمة استقطبت حضورا كبيرا من المواطنين والمقيمين الذين تفاعلوا مع الطرح الرافض لخطابات التحريض والتأجيج والطائفية والاتهام، وإعلان رفض الخطاب السيئ الذي يحرق ويدمر ويعتمد على التحشيد للكراهية، مطالبين بتحول الأقوال الى أفعال في العمل للتصدي للطائفية
وفي الندوة التي عقدت بمشاركة كل من نائب رئيس المجلس الإسلامي العلمائي السيد عبدالله الغريفي ومستشار سمو رئيس دولة الإمارات للشئون الدينية السيد علي السيد عبدالرحمن الهاشمي، دعا السيد الغريفي الى فعاليات مشتركة بين السنة والشيعة، مستدركا (بأن هذه الفعاليات ستواجه معوقات وستعمل بعض الجهات على اجهاضها).
وفي الوقت الذي تساءل فيه الرئيس الفخري لجمعية الإمام مالك بن أنس الشيخ راشد المريخي في كلمته عن مصادر التناحر والطائفية والفوضى التي تثار بين الناس، أكد على أن قيادة البلاد أيدت الخطوات التي يقوم بها لتعزيز النسيج الإجتماعي والوحدة الوطنية.
فيما أجاد السيد علي الهاشمي بتقديم نماذج تاريخية مستوحاة من التراث الإسلامي العظيم في تعامل نبي الأمة «ص» وأهل البيت عليهم السلام والصحابة الكرام في النقاش والتحاور، مؤكدا أن الحوار المؤسس على الإحترام والأسلوب المهذب الخالي من كل ما يريب يؤتي ثماره، أما الحوار الذي يعلوه الغرور والتعالي فلا نأمل منه الوصول الى النتائج المرجوة.
وأكد أن المطلوب جملة من المواقف العملية وأهمها التركيز على عناصر الإلتقاء والتقارب والسعي الحثيث بمؤازرتهم باعتبارهم الجسور للفهم المشتركة، مع الإبتعاد عن الأصوات المثيرة للفتنة، وتعزيز اللقاء المشترك للوصول الى الفهم الحقيقي.
وفي بداية الندوة، استهل مديرها بوصفها على أنها لقاء يجمع الأمة ويوحد الصفوف ويقوي العزائم والهمم ويجعلنا اخوة متحابين متكاتفين يشد بعضنا بعضا كالبنيان المرصوص، موجها الشكر الجزيل والثناء لكل من فكر وسعى وساهم في تنظيم واقامة مثل هذا اللقاء الطيب المبارك وخصوصا الشيخ راشد ابراهيم المريخي بالتعاون مع جمعية الإمام مالك بن أنس.
من جانبه، رحب الشيخ راشد المريخي بحضور هذا اللقاء، معبرا عن سعادته بالقول :»انظروا الى جمع المؤمنين بين أبناء رسول الله «ص» وأبناء عترته وعلمائه، متسائلا عن أسباب التناحر والطائفية التي يدعو اليها البعض والفوضى التي تثار بين صفوف المواطنين».
ووجه خطابه للحضور بالقول «لايعبث بكم العابثون ولا يخرب بلادكم الخارجون اتقوا الله في انفسكم وابنائكم واوطانكم وحكامكم و قادتكم و امهاتكم و دستوركم... والله هذه الفتنة لم نعرفها لا شيعة ولا سنة ولم نتكلم بهذا الإسم في ذلك الزمان الماضي، كانت والدتي حافظة القرآن التي علمت السنة والشيعة والكثير من الناس، ما كانت هذه الرائحة تفوح بين المسلمين، إذا، أين كان العدو بنا متربصا.. كونوا متصلين بآل البيت واصحابه وازواجه
.. لقد ظهرت هذه الفتنة لتحرق هذه البلاد التي دعا لها رسول الله «ص» بالبركة» يوم آمنت برسالته وقال عليه أفضل الصلاة والسلام :»بارك الله في البحرين وفي أهلها».
وتطرق الى فكرة المبادرة للم شمل أبناء الطائفتين، فقال انه حين ظهر من يثير الفتن بين الناس، اخرجت نفسي لله سبحانه وتعالى بعد أن أشار علي الرجل الصالح يوسف بو زبون، ولابد من ذكر اسمه لأعماله الصالحة التي تدعم المجتمع المؤمن، ولا ننكر اعماله ونؤمن بهذه الأعمال فقد نشط في هذا العمل وأبلغني بأنه توجه الى كثير من علماء السنة فلم يستجيبوا وقصدني طالبا الدعم فقلت: نعم، إذا كان في نيتك الإصلاح في الوطن، سأكون معك يدا بيد واذهب الى كل مكان. وأضاف قوله :»زرنا السيد عبدالله الغريفي الحبيب الطبيب الأديب الصالح في بيته المتواضع، ثم رد علينا الزيارة... أفي هذا انكار وتعجب وفوضى؟فجاءني بعلمه وعلمائه واحبابه وتحاببنا وتكلمنا الكلام الطيب.. لم نتكلم عن المذاهب ولا الطوائف ولا التيارات ولا الجمعيات، تكلمنا في اصلاح البلاد والعباد ودعم القيادة ودعم الحكام والشعوب، تكلمنا في هذا.. ثم قمت بزيارة الى العالم العلامة الشيخ عيسى قاسم، فلبى الدعوة وهو موجود الآن هنا ونحن على ذلك نسير.. ثم ذهبت الى القيادة الرشيدة وتباحثت معهم فبادروا بقلب طيب وسليم وباركوا هذه الخطوات.. وعلى هذا نحن نسير والله يحفظنا».
وبدأ السيد عبدالله الغريفي محاضرته بتثمين الجهود الطيبة التي يبذلها شيخنا الجليل الشيخ راشد المريخي لتعزيز التواصل بين ابناء هذا الوطن، كما أثمن كل التثمين حضور ومشاركة العلامة السيد علي الهاشمي والذي اعرفه نموذجا نظيفا يحمل رسالة المحبة والتقارب والوحدة بين المسلمين وله مساهماته العلمية والثقافية النافعة والمفيدة، نتضرع الى الله أن يتقبل هذا الجهد وأن يسدد هذه المبادرة المخلصة لتكون منطلقا لفعاليات جادة تخدم هذا الشعب وتجدد العلاقات بين ابناء هذا الوطن الطيب وتزرع على ارض هذا الوطن المحبة والإستقرار».
وأوضح أن لقاء يحتضن أدب الحوار ليس لقاء ترفيا اعلاميا استهلاكيا خطابيا استنزافيا فيما يراد لهذا العنوان الخطير أن يقارن مأزقا هو الأصعب في العلاقات الدينية والثقافية والإجتماعية، ففي زحمة التحديات الصعبة التي تواجه امتنا ووحدتنا وخطابنا، تأتي القيمة الكبيرة لهذه اللقاءات الجادة والى هذه العناوين الهادفة لعلاج اشكالات الواقع الديني والسياسي والثقافي والإجتماعي، وفي مرحلة اصبحت مشروعات التجزئة والتشظي بكل صياغاته هي الخيار الذي تصر عليه القوى المعادية للأمة، في هذه المرحلة يجب أن يكون خطاب الوحدة والمحبة في قبال خطاب التشتت والفرقة».
وزاد قوله «لا أجد الفرصة هنا تتسع لمقاربة اشكالات التعدد المذهبي والتعدد السياسي والتعدد الثقافي لذلك اركز الحديث حول النمط الأول من أنماط التعدد وهو التعدد المذهبي، وهو الأصعب لأن الإشكالية هي كيف نوفق خطاب الوحدة ومشروعية التوحد؟ إن الرؤى الثقافية والسياسية لا تشكل مقومات تناقض الا اذا عاشت هذه الرؤى المتعددة حالات الإنغلاق على الذات والنفي المطلق للآخر، وأن الخطر كل الخطر حين يتحول الأنا المذهبي الى الأنا المتعصب من خلافات متجددة وصدامات ومعارك دامية عندما يغيب الوعي والبصيرة وعندما تنفلت عناصر الحوار البناء».
وتحت عنوان «خطاب الوحدة... الإتجاهات المواقف»، تحدث السيد الغريفي عن مجموعة من الإتجاهات التي تتحرك في الساحة الإسلامية ومنها الإتجاه المتشدد المتعصب الرافض لكل اشكال التقارب، ويتحرك هذا الموقف لدى متطرفين ومتشددين من السنة والشيعة، وهذا الإتجاه يرفضه العقلاء من المذهبين لأن التطرف بكل اشكاله مرفوض ان كان سياسيا ودينيا وثقافيا، فهو نزعة للتطرف المفرط واقصاء ومصادرة الحق المطلق، كلف المجتمع اثمانا باهضة من الدماء والصراعات، وتغذيه مؤثرات خارجية معادية للإسلام المسلمين تطبيقا للقاعدة الخبيثة (فرق تسد).
أما الاتجاه الثاني فهو الاتجاه المتحفظ من مسألة التقارب، ليس انطلاقا من عصبية وتطرف، ولكن من فهم خاطئ يرى أن هذا التقارب فيه الغاء للإنتماء المذهبي، ونقول للخائفين من السنة والشيعة أن مشروع الوحدة والتقارب لا يفرض التخلي المذهبي ولا الغاء القناعات الخاصة ولكنه تفعيل للقواسم المشتركة بين المسلمين وتطبيق لخطاب القرآن :» واعتصموا بحبل الله جميعأ ولا تفرقوا».
وأشار الى أن التنوع المذهبي والثقافي والسياسي لا يشكل عقدة أمام مشروع التقارب والوحدة الا اذا تحول هذا التنوع الى تشدد وتطرف وتعصب مما ينتج حالات الإلغاء والمصادرة، ما يدفع في اتجاه انتهاج خطاب عاقل ومنتجات فاعلة للتقارب والتآلف والى صياغات عملية متحركة تغني الواقع الفعلي والسياسي والفكري بخيارات متعددة ما دامت ترتكز على رؤى علمية مدروسة وليس على رؤى مزاجية.
وتناول القاء الضوء على الاتجاه المربوط باليأس والإحباط من خلال تجارب جسدها تأريخ الوحدة والتقارب، فلا جدوى في تضييع الوقت في مشاريع طوباوية خيالية لا تتحقق على أرض الواقع ولنا حول هذه الإتجاه بعض الملاحظات منها أنه ليس صحيحا القول بإخفاق كل المحاولات وفشل كل التجارب، فهناك نماذج ناجحة منها جماعة التقريب بين المذاهب في القاهرة ضمت علماء من الطراز الأول امثال الشيخ محمود شلتوت ومحمد محمد المدني وابو زهرة والكثير من علماء السنة الكبار، ومن علماء الشيعة الشيخ محمد تقي القمي، محمد جواد مغنية، السيد عبدالحسين شرف الدين الموسوي، وقد اسهمت الجماعة في تحقيق تقدم فقهي وعلمي وثقافي وآثارها باقية حتى هذه الوقت، واستمرت جهودها حتى العام 1979 وتجمد المشروع بفعل اطراف خارجية، ثم هناك تجربة مجمع الفتاوي الإسلامية الذي ضم علماء ومفكرين ومثقفين من مختلف المذاهب الإسلامية، كما أن جماعة علماء المسلمين في لبنان تمثل تجربة شاخصة تؤكد قدرة العلماء على مواجهة قضايا العصر.
واستدرك بالقول :»اذا كان هناك تاريخ من الصراع المذهبي كرس روح البغض عند البعض، فإن هناك تاريخ طويل من المحبة في حاضر هذا البلد لا تمثله صيحات الفتنة..في المرحلة الإبتدائية، لا زلت احمل في ذاكرتي اسماء لنماذج رائعة لزملائي السنة وكثيرا من زملاء الدراسة الشيعة قد غابوا عن ذاكرتي، فلا مبرر أن يأخذنا اليأس والإحباط ويبقى صف المحبة هو الأقوى، وهذا لا يعني ان نتعامل مع مشروع الوحدة بطريقة حالمة بل بطريقة واقعية تخطط بكل حكمة وبصيرة وتلاحق كل الإشكالات والتحولات».
ونوه الى أن هناك الكثير يؤمنون بضرورة التصدي لمشروعات الفتنة الطائفية والوقوف في وجه التطرف لكنهم لا يعملون ولا يتحركون لأن ذلك يتطلب بذلا وعطاء وهم لا يريدون أن يعطوا و كل هذا لأنهم ركنوا الى الراحة، فنقول اذا كان اعداؤنا استنفروا كل طاقاتهم فهل نملك مبررا عقليا يسوغ لنا التخاذل والكسل؟ واين هو خطاب الجهاد والمجاهدة والصبر والمصابرة والدعوة الى المعروف والنهي عن المنكر؟، مشددا على أنه حين يتطاير الشرر الأعمى لن يستثني مريضا أو طفلا أو امرأة أو شيخا... «انظروا حينما استيقظت الفتنة الطائفية في بعض بقاع الأرض كم حرقت أوطانا وازهقت أرواحا وزعزعة أمنا واستقرارا فماذا ينتظر القاعدون؟».
وشدد أيضا على أن الاتجاه الصائب هو التصدي لمشروعات الفتنة الطائفية التي تهدد البلاد والعباد، وتنسف الأمن والإستقرار والمحبة والوئام والوحدة والإلتئام، لكنه تساءل :»هل استطاع هذا الإتجاه أن يتحرك على الأرض أم ما زال شعارا ومشاعر وامنيات؟ وهذا يتطلب منا قراءة علمية نقدية لنكتشف المستوى العلمي لحركة الخطاب، وما لم نمارسها بعقل هادئ وبروح موضوعية فإن الخطاب سيبقى أسير الرؤية الحالمة والركود، وهنا تبرز القيمة الكبيرة للحوار لأجل ازالة المعوقات التي تقف أمام الوحدة والتقارب».
ووفقا للسيد الغريفي، فإن الحوار لكي يكون ناجحا فإنه يتطلب ضمانات، ومنها أن يكون هدف الحوار واضحا والا تعقدت التجاذبات وتأسست الخلافات، وماذا نريد من الحوار هل يعالج مشكلا سياسيا أو دينيا او يوجد موقفا مشتركا حتى لا يكون حوارا تائها ضائعا فاشلا وألا يكون حوار طرشان! بالإضافة الى ضرورة امتلاك الكفاءة في أطراف الحوار.
وطرح اشكالية حوار علماء الدين، أنه ليس صحيحا القول ان علماء الدين يعتبرون خطابهم معصوما لا يجوز نقده أو محاسبته، فخطاب علماء الدين ليس معصوما، مؤكدا ضرورة أن يحتكم الحوار الى مرجعية متفق عليها، حتى لا يصل الحوار الى طرق مسدودة، كما يجب أن يكون الحوار موضوعيا من أجل أن تتوافق الحقيقة مع الهدف المتفق عليه، ثم لا تلغي الآخر الذي تحاوره وهو الآخر الديني والسياسي والمذهبي والإجتماعي والثقافي، فلا تحاوره حوارا تسلطيا حتى لو كنت تعتقد أنك تملك كل الحقيقة، فلابد من الإعتراف بأن الآخر طرفا في الحوار.
وعبر عن أسفه في أن تكون الحوارات المتحركة في الساحة (حوارات تحاول دائما أن تنسف القواسم الموحدة وتنسف الأرض المشتركة فتؤجج الإنفعالات والعداوات وتضيع الحقيقة وسط هذا الضجيج).
ونقل السيد علي الهاشمي تحيات رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لجلالة عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة ولحكومة وشعب البحرين، موجها الشكر الى الأمين العام لبيت القرآن عبداللطيف كانو لتهيئة بيت القرآن كواحة للعلم، كما شكر القاضي الشيخ ابراهيم راشد المريخي الذي وجه له الدعوة لحضور هذا اللقاء، ثم تناول شروحا لشروط التواصل والقاسم المشترك بين الطوائف الإسلامية، مؤكدا أهمية النماذج التي طرحها لاقتفاء أثر أهل البيت والصحابة المشهود لهم الصلاح، كما قدم قول الإمام الغزالي في كتابه احياء علوم الدين حيث نقل جملة مما يجب أن يتحلى بها المتحاوران في أي مسألة ومنها: أن يكون المتحاوران في طلب الحق كناشد الضالة يلقاها عليه، أو على يد من يعاونه ويراه معاضده معينا لا خصما. وهكذا كانت آداب المناظرة بين أهل البيت سلام الله عليهم وبين صحابته الكرام رضوان الله عليهم.
وفي لفتة مباغتة، خاطب السيد الهاشمي الحضور بالقول :«اعتدنا على سماع الصلاة على محمد وآل محمد حين نذكر نبي الأمة، وأنا ممن أشدد على ألا نصلي على النبي الصلاة البتراء بل نقول: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، راويا صورا من منهج الحكمة في النقاشات الجميلة بين أهل البيت عليهم السلام والصحابة لتكون لنا معبرا في فهم منهج الحوار.
وقال ان المتطرفين الذين يخرجون بإسم الإسلام فإنهم يخرجون عن حدود الإسلام لأن مسلكهم طائش، وأن اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي وكلها جديرة بالإحترام وللمسلمين أن يؤيدوا ما شاءوا دون تعصب، وما ما من أمة يكثر فيها عدد العقلاء الا ونجحت لأن سنة الله لا تتبدل وقد اقتضت أنه سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ودعا الى جملة جملة من المواقف العملية واهمها التركيز على عناصر الإلتقاء والتقارب والسعي الحثيث بمؤازرتهم باعتبارهم الجسور للفهم المشتركة، مع الإبتعاد عن الأصوات المثيرة للتباعد، تعزيز اللقاء المشترك للوصول الى الفهم الحقيقي بين المسلمين، لكنه حذر من الإستسلام والعجز لأنه مخالف لكلام الله سبحانه وتعالى.
وبعد انتهاء الندوة، فتح الباب للمداخلات، حيث قدم رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية النائب الشيخ علي سلمان مداخلة ثمن فيها هذه المبادرة من القائمين على هذا اللقاء الحواري، وعلى مستوى الفعاليات القادمة، مشيرا الى أنه من المهم في ظل الدولة، أن تتفهم الدولة الآراء المختلفة في الفهم المذهبي، وأن تحترم الدولة الآراء المختلفة ومتطلباتها، والنظر بنظرة متسامحة فتعطي الحقوق كاملة دون تضييق، ومنها أن يكون حق الإنسان في حياته وعقيدته محفوظ بالقانون، لكن بتصنيف المواطنين الى سني وشيعي وزيدي وغيره، فبهذا التصنيف تزرع شقاقا وخلافا، وعلى الدولة أن تحفظ الحقوق الكاملة لجميع اطرافها.
أما الباحث سعيد ابو عالي، فقد استهل مداخلته بالقول :»ما جلست الى عالم من علماء المسلمين الا وشعرت بأنني تلميذ مبتدئ، وفي هذه الليلة شعرت بذات الشعور»، داعيا الحضور الى المشاركة في مسابقة الثقافة الإسلامية ضمن فروع جائزة كانو للبحوث، كما أيد دعوة السيد الغريفي لتنظيم المزيد من الفعاليات المشتركة بين أبناء الطائفتين الكريمتين.
ووصف رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري السيد علي الهاشمي بأنه البحريني الأصيل «كالذهب» الذي لا يتغير حيث ترك البحرين ونراه الليلة كما كان «ذهبا» لا يتغير، ممهدا بهذه العبارة للقول أنه في احدى الندوات لم يحضر الا حوالي سبعة أشخاص، خلاف هذا اللقاء الذي حضره الجمع الكبير من أبناء البحرين تأكيدا على صدق نوايا أهل البحرين في الإلتقاء مع العلماء الصادقين في مسعاهم، مثمنا للجميع هذه الروح البحرينية الأصيلة.
فيما تناول عارف الجسمي في مداخلته الجانب التربوي الذي يتوجب على الأهل القيام به في تنشئة الأبناء ليكبروا على احترام الآخر وفهم الآخر، وهذه الصورة واحدة من الصور التي تربى عليها شعب البحرين ويلزم أن تستمر
العدد 2233 - الخميس 16 أكتوبر 2008م الموافق 15 شوال 1429هـ