لماذا حاول البعض تجاهل زيارة اللورد ايفبري الى البحرين؟ وبعض هؤلاء ظلوا ويجترون مقولات حقوق الإنسان فيما كانت تلك المقولات ضربا من الإثم والكبائر بالنسبة اليهم في الحقبة المنصرمة.
لا يستطيع أي فرد أن يفرض قناعاته على الآخرين، ولكن على الآخرين ألا يمارسوا التعامل مع تلك المقولات بأكثر من وجه وتبعا للمصالح التي يقتضيها واقع حالهم، لأن المسألة وضمن هذه الحدود ترتبط وتتعلق بموقف أخلاقي لا يقبل التعامل معه بأكثر من وجه.
قد نجد مبررا ما لتجاهل زيارة ايفبري، ولكن الذي نعرفه بكل تأكيد أن الرجل كرس أكثر من عقد من الزمن باحثا ومتحريا وقلقا على شعب المملكة فترة الحوادث الدامية التي مرت بها، وهو موقف شجاع يستحق عليه الثناء والشكر والإعجاب، وان أي موقف معاكس لذلك يعني فيما يعنيه ابتعادا عن قضايا الناس وهمومهم.
هنالك من يفرض على نفسه طوقا من الرقابة بشكل ذاتي، وكأنه استمرأ مرحلة ضيق الهامش ومحدودية السقف الممنوح للكلمة ليمعن فيهما ممارسة وسلوكا.
جعفر الجمري
العدد 122 - الأحد 05 يناير 2003م الموافق 02 ذي القعدة 1423هـ