أبدى الكثير من المتابعين ارتياحهم من طريقة تناول البرنامج التلفزيوني البحريني «حياكم معانا» الحوادث شارع المعارض، والذي يقدمه المذيع سامي هجرس، إذ جاء الطرح متوازنا بعيدا عن التجاذبات السياسية والاتهامات المتبادلة التي شاركت فيها بعض الأقلام الصحافية. وفي قراءة لأهم النقاط أو خلاصة ما طرح في البرنامج الذي استطاع امتصاص بعض أجواء الاحتقان التي شاعت بعد حوادث ليلة راس السنة الميلادية نجد ما يأتي:
مثل المشاركون شرائح متنوعة في المجتمع: إذ شارك النائبان البرلمانيان سعدي محمد وعبدالنبي سلمان، ومن مجلس الشورى شارك إبراهيم بشمي، إضافة إلى مدير دائرة الشئون القانونية في وزارة الداخلية المقدم البوعينين، والكاتب الصحافي جواد عبدالوهاب، إضافة إلى عدة مداخلات ثرية من بعض الشخصيات.
واتفق ضيوف البرنامج الذين تناولوا الموضوع من جوانب مختلفة ان المشكلة التي حدثت هي مشكلة عامة تحدث في أي مكان في العالم وهي ظاهرة عالمية بدأت تتسرب لنا من الثقافة الغربية، واتفقوا كذلك على أن هذه الحوادث تعبر عن أزمة خلقية لدى الشباب المشاغب وضرورة التفكير في وضع حلول استراتيجية بدل الحلول الوقتية، فيما انتقد البعض الكتابات الصحافية التي ساهمت في إثارة الأجواء الاجتماعية.
البوعينين أشار إلى أن قوات الأمن كانت قد أخذت احتياطها في ليلة رأس السنة لمثل هذه الحوادث، وان هذه الحوادث كان مرشحا لها اكثر من مكان قبل شارع الزبارة ومدينة عيسى، وأكد ان تعامل قوات الأمن مع الحوادث كان يرتكز على عدم حدوث أضرار بشرية. وأشار أحد المشاركين إلى تكرار مثل هذه الحوادث في السنوات السابقة عبر رشق الناس بالبيض.
النائب سعدي محمد أشار إلى انه طرح ضرورة أخذ السلطات الأمنية الاحتياطات اللازمة وذلك قبل ليلة رأس السنة، في حين أشار بعض المشاركين إلى أن هؤلاء الشباب المشاغبين قد دقوا بفعلهم هذا جرس الإنذار للمجتمع بأنهم محتاجون إلينا، وأيد هذا الكلام عضو مجلس الشورى إبراهيم بشمي الذي أشار إلى ضرورة وجود دراسات وبحوث اجتماعية للتغيرات التي تحدث في المجتمع البحريني وإلى ضرورة خلق شباب بحريني مؤهل أكاديميا واجتماعيا.
من جهته أشار النائب البرلماني عبدالنبي سلمان إلى غياب التخطيط الاستراتيجي للدولة على اكثر المستويات سياسيا واجتماعيا وغير ذلك، كما أكد أن الحوادث الأخيرة ليست موجهة ضد الاخوة الخليجيين (سعوديين أو غيرهم) والدليل أن هناك الكثير من البحرينيين تضرروا من المشاغبين.
وداخل الكاتب الصحافي سيد ضياء الموسوي بقوله: «كلنا ندين التخريب الذي حصل، ولكن هناك جرس إنذار قرع في هذ الحادث وهو التخريب الذي حصل وطريقة تعاطي الصحافة مع الحادث إذ قام هذا التعاطي على الشحن الطائفي، وأنا كمثقف مصدوم مما فعلته الصحافة بإشارة بعض الكتابات إلى طائفة معينة كمتهمة».
وأضاف: «لقد سبقت الصحافة القضاء في التحقيق والبعض صار يتهم أهل القرى ويقصدون بذلك طائفة معينة بينما هذه الحوادث تعبر عن أزمة ثقافية وأزمة السياحة غير المنظمة والتي تقوم على الدعارة».
بينما شدد النائب عادل المعاودة على ضرورة تعويض المتضررين وان التشدد في العقوبة يحمي المجتمع مستقبلا من مثل هذه الحوادث.
من جهته دعا عبداللطيف المحمود إلى عدم الاستعجال في إطلاق الأحكام. ومن ضمن المداخلات الأخرى اتصلت سيدة بحرينية (أم مازن) شكرت وزارة الداخلية لأن رجال الأمن أنقذوا ابنها من أيدي المشاغبين، بينما قال أحد المواطنين (عبدالله الذوادي) أنه إذا كان هناك كتّاب اتهموا طائفة بعينها بالوقوف وراء الحوادث الأخيرة فهؤلاء الكتّاب لا يمثلون إلا أنفسهم. وقالت إحدى الباحثات الاجتماعيات خلال مداخلتها إن الشباب المشاغب هم ضحايا أسر مفككة، وضحايا الإنجاب غير المنظم، ودعا آخرون إلى إيجاد ملحق اجتماعي بوزارة الداخلية
العدد 122 - الأحد 05 يناير 2003م الموافق 02 ذي القعدة 1423هـ