مرزوق مستاء جدا من محاولات بعض الناس ربط حوادث شارع المعارض بفئات ينتمي بعض منها الى جمعية من لا برج لهم. وأولئك الناس المملوءون بأفكار غير صالحة لم يصدقوا ان يحدث في البحرين شيء، واذا بهم يهرولون ويكتبون خرافات اقرب الى الدجل منها الى الجدل.

وعلى هذا الاساس قرر مرزوق ان ينزل الى مستوى أولئك النفر من الناس واتصل بأحدهم ليسأله عن سبب اتهامه المستضعفين من الناس بأنهم خلف الأعمال العبثية.

مرزوق: ما هو دليلك على ان الذين قاموا بأعمال العبث في شارع المعارض هم من الفقراء؟

مُتهِم الأبرياء: والله هؤلاء الذين تسميهم فقراء هم اناس أكرههم وأتمنى عدم وجودهم على ارض البحرين، ولو كان بإمكاني لقلت أكثر!

مرزوق: ولكن لماذا تكرههم وماذا عملوا لك في الأساس؟

مُتهِم الأبرياء: والله هم لم يعملوا لي مكروها، ولكني اكتشفت انني اذا كرهتهم فهناك امتيازات كثيرة أحصل عليها وتتم ترقيتي وأحصل على اشياء لا أحلم بالحصول عليها أبدا...

مرزوق: اذا انت لا تكرههم اساسا، ولكن ترى في كرههم وسيلة لحصولك على مزايا شخصية؟

مُتهِم الأبرياء: وما العيب في ذلك؟ فلكل واحد مهنة في هذه الحياة، والمهنة ما دامت مطلوبة، وانا لدي خبرات اقدمها، فأعتبر هذه شطارة!

مرزوق: ولكن هذا مثل الذي يسترزق عبر ايذاء الآخرين.

مُتهِم الأبرياء: قِف عند حدك، فأستطيع ان «اودّيك» في ألف داهية، فبإمكاني ان اتهمك ايضا بأنك من الذين خططوا لأعمال التخريب وأنك واحد من شبكة التخريب التي ولدت مع التخريب ولا تستطيع ان تعيش إلا مع التخريب، وأستطيع - عبر وسائلي الخاصة جدا - ان اوصل اسمك وصورتك الى بعض وسائل الاعلام، وبعدها ستعرف ان تتحدث مع المواطن الصالح الذي ترعرع ونما وشبع في ظل قانون أمن الدولة المجيد.

مرزوق: الواضح انك ما صدقت ان يحدث حادث لتنفّس عن محتواك الذي سمم الاجواء في الماضي.

مُتهِم الأبرياء: أحذرك مرة اخرى من الحوار معي لأنني مواطن صالح، ولديّ شهادة حسن سيرة وسلوك وأدلة أخرى، بينما أنت واحد من الذين يُفترض ان يحمدوا ربهم أنهم خرجوا من الزنزانات التي كان يوفرها لكم قانون أمن الدولة المجيد.

مرزوق: ولكن لديك مشكلة...

مُتهِم الأبرياء: وما هي؟

مرزوق: إنك سلعة انتهت صلاحية مدتها الى الأبد