قالت رئيسة جامعة الخليج العربي رفيعة غباش إن الجامعة تدرس إمكان زيادة موازنتها بنسبة 20 في المئة مشيرة في الوقت ذاته إلى قدرة الجامعة على تحقيق النماء الذاتي إذ أنها تحقق نسبة 35 بالمئة من مواردها الذاتية. وذلك نتيجة زيادة سقف القبول في برامج الطب والدراسات العليا، وقالت إن الموازنة لو تمت زيادتها ستفتح باب الابتعاث والمنح الدراسية داخل الجامعة إذ أن هناك دراسة لإمكان استحداث منح للجامعة وهو ما سيعرض على وزراء التعليم في دول مجلس التعاون.
وأشار نائب رئيسة الجامعة رياض حمزة في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في الجامعة إلى الاجتماع الثاني والخمسين لمجلس أمناء الجامعة في الرياض الذي يناقش مشروع موازنة الجامعة للدورة المقبلة الممتدة من إبريل/نيسان المقبل حتى 31 مارس/آذار من العام 2005. وبعد أن تصدر توصية ويقر المشروع بما يشمله من تعديلات وإضافات يقدم إلى لجنة وزراء التعليم العالي لإقراره. وقال إن الاجتماع الذي يعقد خارج بلد المقر في الدول الأعضاء المؤسسين للجامعة يسهم في التواصل بين المسئولين، مشيرا إلى اجتماعات سابقة عقدت في كل من قطر وعمان والكويت.
كما أعلنت غباش عن حفل التخرج الذي تنظمه الجامعة قريبا وتنتظر بشأنه توجيهات الديوان الملكي، وسيتم الإعلان عن موعده خلال الأسابيع المقبلة، إذ يضم حوالي 450 طالبا. مشيرة إلى أن عدد خريجي الجامعة بلغ حتى الآن 1400 طالب منحوا درجات علمية مختلفة. وأضاف حمزة أن الجامعة بصدد الإعلان عن مركز لخدمة المجتمع يخطط للبنية التحتية لجميع ما تقدمه كليات الجامعة للمجتمع. ويدعم التواصل مع المؤسسات الأهلية والحكومية والخاصة سواء التجارية أو الصناعية منها. ويأتي ذلك في ضوء مساعي الجامعة لتقديم الخدمات والاستشارات للمجتمعات الخليجية. كما أن الجامعة تعد نظاما أساسيا للمركز وسيتم تعيين مسئوليه من قبل رئيسة الجامعة قريبا.
وكشفت غباش خلال المؤتمر عن مجموعة من البرامج والمشروعات العلمية والأكاديمية المستقبلية للجامعة. وقالت إن من أهم المشروعات المطروحة حاليا استقبال طلبة الماجستير في برنامج السياسات الصحية والدراسات الإسكانية الذي يستهدف خلق قيادات في المجال الصحي في ميادين بحثية مختلفة. وتطوير الخدمات الصحية التي تحتاج إلى مساندة ودعم أكاديميين وسيم افتتاحه غدا بحضور وزير الصحة خليل حسن وعدد من القائمين على الخدمات الصحية. من جانبه أشار عميد كلية الطب حسام حمدي إلى أن البرنامج الجديد يهدف إلى تحليل القرارات المتخذة في وزارات الصحة من نواحٍ عدة سياسية واقتصادية وغيرها. كما قال إن اتخاذ القرار في السياسات العلاجية يجب أن يكون مسنودا بالأدلة العلمية.
ونوه إلى زيارة منظمة الصحة العالمية لمركز الجامعة للطب والتعليم الطبي المسند بالأدلة إذ أن هناك توجها عالميا لأن يكون الإسناد معتمدا على وجود الأدلة وهو المركز الوحيد الموجود في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. كما أشارت غباش إلى المؤتمر العلمي الأول لطلبة كليات الطب في دول مجلس التعاون الذي يعقد الثلثاء المقبل وهو من أهم فعاليات الجامعة على المستوى الطلابي ويعد التجربة الأولى من نوعها في الوطن العربي. وذكرت أن من أهم أهدافه ترسيخ وتأصيل الإحساس بالانتماء للمجتمع الخليجي، وتشجيع الطالب على الانتقال من دور المتلقي إلى المشارك في الفعالية العلمية.
كما يرعى المؤتمر وزير التربية والتعليم الكويتي مساعد الهارون، ويشارك فيه أكثر من مئتي طالب وطالبة. من جانبه أشار حمدي إلى أن المؤتمر يناقش لأول مرة مناهج كليات الطب من منظور الطلبة، ويؤكد الشراكة في العملية التعليمية بين الجامعة والطلبة. أما على مستوى الدراسات العليا فهناك برنامجان يستعرضان موضوعات جديدة الأول في التطوير المعرفي، والثاني خاص بالتعليم عن بعد إذ أن الجامعة تسعى لتخريج اختصاصيين للتدريب عليه. كما نوهت غباش إلى أن التعاون جارٍ مع مؤسسات أكاديمية في فرنسا للتأكد من الحصول على التقنية العلمية المناسبة للبرنامج.
وعلى المستوى الثقافي يتم الإعداد لندوتين تقدمان قريبا إحداهما بعنوان (الخليج وشبه القارة الهندية والرؤى المستقبلية في ظل الظروف السياسية الراهنة) التي تنظم برعاية وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة. وتستعرض الندوة ثلاثة محاور أساسية هي تاريخ العلاقة الهندية الخليجية، وقراءة للأوضاع الهندية والباكستانية والخليجية الراهنة، وتحديات العلاقة بين الخليج وشبه القارة الهندية. والأخرى عن تقرير التنمية الإنسانية تنظم في السابع عشر والثامن عشر من فبراير/شباط المقبل وتهدف الجامعة من تنظيمها إلى الكشف عن آليات معالجة النواقص الخاصة بعملية التنمية وهي نقص المعرفة والحرية وتمكين المرأة. من جانبه قال عميد كلية الدراسات العليا محمد جابر الأنصاري إن التقرير أثار إشكالات كثيرة وردود فعل عدة بالاختلاف والاتفاق، مشيرا إلى أن موضوع التنمية لا يزال بحاجة إلى المزيد من التدقيق العلمي في مفهوم التنمية والعقبات التي تعترضها في العالم العربي والنواقص التي أحيطت بالتقرير وبينت جوانبها السلبية والايجابية. كما يشارك في الندوة 20 باحثا عربيا يتناولون عدة موضوعات كغياب الشفافية الإعلامية ومحدودية الحريات السياسية ووضعية المرأة في البلاد العربية. ونوه الأنصاري إلى أن الندوة تقام في الذكرى الأولى لوفاة الباحث العربي وأستاذ الجامعة أسامة الخولي الذي ساهم في خدمة الفكر العربي ببرامج علمية مميزة.
من جهة أخرى أشار عميد كلية الطب حسام حمدي إلى وجود 21 دارسا يقدمون 21 رسالة في برنامج ماجستير التعليم الطبي وذلك على مدى دفعتين. وتبدأ الدفعة الثالثة في فبراير المقبل إذ يلتحق بها 10 طلاب.
ونوه إلى أنشطة أخرى للكلية إذ نظمت قبل أسبوعين برنامجا في التعليم الطبي لأعضاء الهيئة التدريسية يستهدف رفع قدراتهم العلمية، وقد نظم في جامعة السلطان قابوس في عمان وسيعاد تقديمه مرة أخرى بناء على طلب من الجامعة ذاتها. وعن برامج الدكتوراة التي سيتم استحداثها قريبا في الجامعة وسيعلن عنها خلال ثلاثة الأسابيع المقبلة برنامج الموهبة والتفوق العقلي، والتخلف العقلي وصعوبات التعلم، والبيئة والموارد المائية، والتقنية الحيوية.
وأشارت غباش إلى أن هناك ثلاثة طلبات للالتحاق ببرامج الدكتوراه في الطب وافقت عليها الجامعة مبدئيا وفي انتظار تقديم خطط البحث التي يشرف عليها أحد المعاهد في السويد. وتحدث مدير برنامج علوم الصحراء والأراضي القاحلة بالجامعة وليد زباري عن بعض الفعاليات التي تنظمها الجامعة ومنها ورشة العمل الإقليمية عن التقويم المتكامل للبيئة وإعداد التقارير البيئية التي تنظم غدا الاثنين وتستمر لمدة خمسة أيام. وذكر أن الجامعة تنظمها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة - المكتب الإقليمي لمنظمة غرب آسيا، والأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسئولين عن شئون البيئة. ويشارك فيها عدد من خبراء البلدان العربية ومن المسئولين عن التخطيط والتنسيق في مجال التقييم المتكامل للبيئة وإعداد التقارير البيئية على المستويين المحلي والإقليمي. إضافة إلى ممثلي عدد من المنظمات المحلية والإقليمية.
كما أشار إلى توقيع الجامعة مذكرة تفاهم مع المركز العربي للمناطق الجافة والأراضي القاحلة وذلك لتأطير التعاون المشترك معه، والتعاون معه في إقامة الدورات والمؤتمرات والندوات المتعلقة بالموارد البيئية والطبيعية. ويستهدف الاتفاق تبادل المعلومات والخبرات، والتنسيق في مجال البحوث
العدد 121 - السبت 04 يناير 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1423هـ