في تكتم شديد تواصلت التحقيقات صباح أمس في إحدى قاعات المحكمة الصغرى الجزائية في وزارة العدل مع الموقوفين المتهمين بالعبث، الذي وقع في «شارع المعارض» عشية احتفالات رأس السنة، وجرى التحقيق داخل غرفة مغلقة في القاعة من دون حضور الصحافة ومحامي بعض الموقوفين أثناء ذلك.
حضر ستة ممن اتهموا في أعمال الحرق والتخريب، خمسة منهم اعترفوا بتهمهم، بينما امتنع واحد عن الاعتراف، حسبما أفاد المحامي عبدالله هاشم لـ «الوسط».
وأضاف وهو محامي كل من شهاب سيد بدر ووليد القيدوم أنه لم يتم اطلاع محامي بعض الموقوفين على أية أرقام أو أسماء تخص مجريات التحقيق وكان تعامل الضباط جافا على حد قول هاشم.
وأوضح هاشم: «هناك من تقدم باعترافات أمام قاضي التحقيق وهناك من لم يتقدم باعترافات وقد مدد توقيفهم حتى السبت المقبل». مشيرا إلى «أن اقصى عقوبة قد تكون عبارة عن غرامات مالية أو سجن لمدة عامين». وأضاف معلقا «الحقيقة ان من تم اعتقاله قد أخذ من الشارع أو ربما اعتقل بسبب وجوده في مكان الحادث وبحسب معلوماتي فإن كل من تم اعتقالهم فقد تم من الشارع وليس من بيوتهم». وعن موعد المحاكمة العلنية قال هاشم إن هذا «استخدام صحافي خاطئ غير دقيق وما يقتضيه القانون هو اجراءات جزائية فيما يتعلق بالتوقيف والتحقيق من قبل القاضي الذي يأمر باطلاق سراح بكفالة أو يقرر تجديد المدة». وردا على سؤال عما اذا كان هؤلاء الشبان ينتمون الى جهات سياسية ودينية معينة أجاب هاشم «قد لا ينتمون الى أحزاب دينية لأن من ينتمي الى تلك الاحزاب فئة قليلة والحقيقة هي أن من شارك في تلك الحوادث حوالي ألفي شخص وربما هناك نوع من الغبن والاحباط لدى هؤلاء الشباب الذين قاموا بأعمال التخريب والعنف». راجيا «أن تتجه القوى السياسية لتعميق ثقافة التسامح وليس ثقافة الانتقامات».
ومن جهة أخرى استطاعت «الوسط» ان تسأل يعقوب يوسف حيدر أحد الموقوفين أثناء خروجه من قاعة المحكمة عن الدافع وراء تصرفاته في تلك الليلة، فقال «كنت اشتغل في فندق وبسبب مواطن سعودي اشتكى عليّ تم فصلي بشكل تعسفي... ما حد يصرف عليّ ولا على عائلتي التي تتكون من أربعة أفراد... وبسبب القهر والنفسية المحطمة قمت بالتكسير».
حامد سالم استاء من أسئلة الصحافيين، وقال غاضبا «افهموا افهموا لم نقم بالتكسير، ولا أريد التحدث». في حين علق آخر قائلا لـ «الوسط»: «ذهبنا للاحتفال وانتهى بنا الحبس بطريق الصدفة».
المنامة - وزارة الداخلية
صرح القائم بأعمال المدعي العام المقدم محمد راشد بوحمود بأنه تم امام قاضي التحقيق بوزارة العدل تسجيل اعترافات عدد خمسة آخرين من المقبوض عليهم المشاركين في حوادث الشغب والتخريب التي وقعت ليلة السنة الميلادية الجديدة وبذلك بلغ عدد الذين تم تسجيل اعترافاتهم القضائية (13) متهما، وأضاف انه يجري استكمال التحقيق مع بقية المقبوض عليهم الذين من بينهم (3) من الجنسية السعودية ويجري استكمال الاجراءات القانونية اللازمة أولا بأول على ضوء نتائج هذا التحقيق لاستكمال الاعترافات القضائية وتجهيز ملفات القضايا لإحالتها إلى المحاكم المختصة.
ومن جانب آخر نفى القائم بأعمال مدير إدارة أمن منطقة المنامة العقيد حمد عبدالله آل خليفة ما تردد في بعض وسائل الاعلام المحلية والخارجية عن استعمال الغاز المسيل للدموع في تفريق المخربين، واكد ان قوات الامن العام حضرت وتعاملت معهم بشكل سريع باستعمال الوسائل الأولية لحفظ الأمن وبالقدر الذي يتناسب مع طبيعة وظروف شارع المعارض المزدحم بالمارة والسكان والبيوت والمحلات، كما اكد انه لحقت إصابات بين متوسطة وبسيطة بعدد من رجال الأمن العام والمواطنين والوافدين، وفي ختام تصريحه عبّر العقيد حمد عبدالله حمود آل خليفة عن استنكاره هذه الأعمال الدخيلة على مجتمعنا منوها بما لمسه من تفهم واع من الجميع وحرصهم على التعاون الايجابي لما فيه أمن وخير الوطن والمواطنين.
المحرق - بنا
عقد رؤساء النوادي الرياضية والثقافية والمراكز الرياضية في المملكة مساء أمس اجتماعا بنادي المحرق الرياضي وذلك استنكارا وشجبا للتصرفات التي قام بها المخربون على شارع المعارض في ليلة رأس السنة، حضر الاجتماع اعضاء وامناء سر النوادي الثقافية والرياضية.
وأعرب الحضور عن أسفهم لهذه التصرفات التي تتناقض مع ما تشهده المملكة من انفتاحات سياسية واقتصادية.
واكد رؤساء النوادي ضرورة التصدي لهذه التصرفات وذلك عن طريق التضامن وتقديم الدعم إلى الأجهزة الحكومية بوضع نوع من التصور عن هذه الحادثة وذلك من اجل التصدي لهذه الفئة ومحاولة اشراك الشباب في الأنشطة والبرامج الثقافية والرياضية التي تنظمها نوادي المملكة
العدد 121 - السبت 04 يناير 2003م الموافق 01 ذي القعدة 1423هـ
