نسبه: ينتمي نسبه إلى الدوحة النبوية الهاشمية. فهو السيد عبدالجليل بن السيد ياسين البصري بن السيد ابراهيم بن السيد طه بن السيد خليل بن السيد محمد صفي الدين، يتصل نسبه الى السيد ابراهيم الملقب طباطبا بن السيد اسماعيل الملقب بالديباج بن السيد ابراهيم القمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن سيدنا علي بن ابي طالب (رضوان الله عليهم اجمعين).
مولده ونشأته: ولد في البصرة في العام 1190 هـ/ 1776م، ونشأ فيها، ودرس على يد علمائها الاجلاء قراءة القرآن والكتابة وعلوم الدين واللغة. ومن أساتذته الذين اجازوه الشيخ محمد بن فيروز العالم المشهور. وقد اجازه في العام 1211هـ والاجازة ارجوزة مثبتة بالديوان.
غادر البصرة الى الزبارة، وهو في ريعان الشباب. ولا نعرف بالضبط في أية سنة هاجر شاعرنا الى الزبارة، ولكن نستطيع القول انه استوطنها قبل سنة 1217هـ/ 1802م. ودليلنا على ذلك قصيدته التي قالها وهو في البصرة عند غزو سلطان مسقط (السيد سلطان بن أحمد) للزبارة والبحرين عند اشتداد الحصار على الزبارة في اوائل شهر سبتمبر/ أيلول سنة 1802م الموافق أوائل شهر جمادى الاولى سنة 1217هـ ومطلعها:
لك الله من فراق الحبائب
لفي لاعج بين الاضالع لاهب
هواي زباري ولست بكاتم
هواي ولا مصغ للاح وعائب
اتوق إذا هب الجنوب لأنني
أشم الغوالي من هبوب الجنائب
نأت دار من أهوى وعزّ قرارها
ومن دونها قد حان قرع الكتائب
وسد طريق القرب منها بخمسة
وخمسين جلا من عظام المراكب
ومن وصفنا إلى الزبارة تجد ان شاعرنا قد استوطنها وهي في عصرها الذهبي. وقد برز نبوغه وشاعريته بها وأول نظم قاله كان سنة 1211هـ / 1796م. وسنه حينذاك 21 سنة مؤرخا ميلاد ابنه البكر عبدالوهاب.
وخير الفأل قد ارخى لابني
(بطلعته بشير السعد باهي)
وظل شاعرنا مستوطنا الزبارة حتى هجرها اهلها إلى البحرين العام 1225هـ/ 1810م. فانتقل معهم إلى المحرق احدى مدن البحرين.
مكانته عند أمراء البحرين: وكان له المكانة الطولى عند أمراء البحرين الشيخ سلمان بن أحمد آل خليفة والشيخ أحمد بن سلمان بن أحمد آل خليفة والشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وتولى مراسلاتهم الرسمية كما مثلهم في المؤتمر الذي عقد بين امارات الخليج وبريطانيا في رأس الخيمة في العام 1236هـ/ 1820م والذي تم فيه عقد معاهدات الصلح المشترك بين بريطانيا وإمارات الخليج في العام المذكور نفسه. كما كانت له اليد الطولى بين ادباء عصره وأصبح مرجعا وحكما فيما يحصل بينهم من خلاف وتوطدت بينه وبين رجالات عصره الصلات.
وفاته: وفي العام 1259هـ/ 1843م انتقل من البحرين إلى الكويت حيث وافاه الأجل هناك في العام 1271هـ/ 1853م.
يتبين مما قدمنا ان الشاعر قضى زهرة حياته في الزبارة ثم البحرين حيث هاجر من البصرة إلى الزبارة وعمره يزيد على العشرين. وغادرها الى الكويت وعمره سبعون سنة وعاش فيها إحدى عشرة سنة ومات فيها عن عمر يناهز الاحدى والثمانين سنة. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
ديوانه: طبع ديوانه مرتين، مرة في مطبعة البيان في بومباي - الهند سنة 1315هـ/ 1897م ومرة في احدى دور الطباعة في القاهرة. إلا ان النسخة الوحيدة التي عثرنا عليها وهي من الطبعة الهندية وجدت صعبة التحقيق كثيرة الاخطاء المطبعية خالية من كل علامة للترقيم، مما يعسر على القارئ فصل جملة عن اخرى، حتى أنالنا ذلك عنتا ما بعده. ومن المعلوم ان الطباعة آنذاك كانت بدائية وهي ما نسميه الآن بالطباعة الحجرية. ولعل القارئ واجد بين مكان وآخر من الديوان موطنا للبس أو الغموض يتوقف عنده بعض الوقت، على اننا نؤكد له شعورنا اننا توصلنا الى اقصى الغاية الممكنة من الوضوح بعد اعمال الفكر في تقريب النصوص جميعها إلى الاصل المعقول على ضوء دراستنا لأسلوب الشاعر وحياته وعصره. ورب غموض تركناه أو لم نحاول التغيير فيه أكثر مما ارتأيناه حتى لا يضيع الاصل بالتنقيح والتصحيح. فالامانة العلمية تقضي بالمحافظة على ما وجد على رغم ما يشتبه في صحته.
أما شعر هذا الشاعر من الناحية الأدبية فهذا متروك إلى تقويم أدباء هذا العصر وإلى النقاد شرط العدل في الحكم وان تتصور نفسك أيها الناقد والاديب شاهدا على ذلك العصر الذي هو مسرح الشاعر. اذ من البديهي ان اساليب الشعر ومعانيه وأخيلته وفنونه قد تطورت بتطور ثقافتنا ووقتنا هذا. ولا شك في ان مدارس الشعر الحديث لا تقر كما لا تفهم الاساليب والفنون الشعرية التي تكثر في ديواننا هذا من تطريز وتخميس وتشطير وتضمين وألغاز، غير ان هذا لا يغير شيئا من الحقيقة الخالدة وهي ان الشعر مازال ديوان العرب، وإنه هو المرآة التي تعكس انفعالاتهم وتصور احاسيسهم، وتصون ثروتهم البيانية التي تتعالى في ذرى البيان الرفيع.
ومن يملك الصبر الجميل قليلا عند مراجعة هذه الكنوز الغوالي من تراثنا العظيم يجد جزاء مشقته وكفاء عنائه. وسيجد المدقق المنصف في رحلته الجميلة مع هذا الديوان بالذات أنه مع شاعر مطبوع، قوي الالحان، جزل التراكيب حتى لكأنما يقرأ لأبي تمام وأبي الطيب، وسيجد تدفقا في النفس الشاعرة، وقدرة على تنسيق البيان ساحرة أية ساحرة... ويزداد تقديره لكل هذا حين يذكر العصر الذي عاشه الطباطبائي، وما ارتكس فيه البيان آنذاك شعره ونثره من مهاو مظلمة من الجمود والركاكة. انك هنا مع رجل تطيعه الكلمات، وتنجذب له العبارات، وهو متحرك حساس ينفعل بالحادثة التي يصورها، وتنعكس عليه آثار التجربة التي يحياها بحيث انك اذا اضفت إلى ذلك كثرة ما ورد في الديوان من ذكر لأعلام العصر الذي عاشه الشاعر ولحوادث أيامه خرجت بفكرة واضحة القسمات عن زمانه وما يضطرب فيه من حوادث، وما يرتسم في جيله من شخوص.
ان ديوان الطباطبائي هو بحق وثيقة تاريخية للفترة التي عاشها صاحبه من القرن الفائت في ارض الخليج العربي وهو صورة صادقة للحياة التي كان ناس ذلك العهد يحيونها من مختلف النواحي الاجتماعية والادبية والسياسية.
المصدر: ديوان السيد عبدالجليل الطباطبائي
العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ
الكويت
جزاكم الله خيرا
الشيخ الطبطبائي
يعتبر الشيخ السيد عبدالجليل الطبطبائي من فقهاء و أدباء و شعراء و الخليج والجزيرة العربية المتميزين في العهد العثماني قبل قرنين ...ومن أحفادة وزير التربية في دوله الكويت الدكتور عادل الطبطبائي و عضو البرلمان الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي و العديد من الأحفاد المتميزين ...........
شاعر و مثقف كبير
أحفاد السيد عبدالجليل الطبطبائي بالكويت ولهم شهره كبيره بارك الله فيهم .........