في 21 يناير/ كانون الثاني 1820م وقعت بريطانيا معاهدة جماعية مع شيوخ الخليج والتي أطلق عليها (معاهدة السلام العامة) أو كما كانت موسومة بعنوان «معاهدة العمومية مع الأقوام العرب في خليج فارس في سنة 1820م» بين الجنرال وليم غرانت كير قائد الحملة البريطانية على الخليج والشيوخ العرب في الخليج العربي، وكانت تلك المعاهدة مكونة من 11 شرطا وترجمها النقيب تومسون مترجم الجنرال كير وكان يجيد اللغة العربية، واشترط البريطانيون التزام السفن التابعة للعرب برفع علم أحمر وهذا يكون علم العرب الاصدقاء وتمتنع عن استعمال أي شعار آخر وكان ذلك الشرط الثالث من هذه المعاهدة وكان نصه:
«إن العرب المصالحين لهم في البر والبحر علم أحمر فيه حروف أو بلا حروف على مطلوبهم وهو في كفة أبيض عرض الأبيض الذي في الكفة يعادل عرض الأحمر كما هو مصور في الحاشية وان هذا علم العرب المصالحين فيستعملون به ولا يستعملون بغيره».
وكان اللون الأحمر يدل على العلم الأحمر الذي كانت ترفعه معظم السفن العربية في الخليج، أما اللون الأبيض فاستخدم ليكون إطارا للون الأحمر ليدل على السلام.
ومن ذلك الوقت استخدمت امارات الخليج العربي اللونين الأحمر والأبيض كلونين اساسيين في اعلامها على رغم اختلاف مساحات وأشكال اللونين في تلك الاعلام، فبعضها استخدم اللون الأبيض كمستطيل في وسط العلم يحيط به اللون الأحمر، فيما استخدمت امارات أخرى اللون الأبيض على جانب العلم وأعطت المساحة الباقية من العلم للون الأحمر وتطور ذلك تدريجيا بحيث أصبح اللونان الأحمر والأبيض متداخلين في بعضهما عن طريق مثلثات حمر وبيض متداخلة ومتساوية كما هو الحال في البحرين.
السلامة العامة في المقدمة
في يوم الثلثاء الموافق للأول من مارس/آذار 1927م (أي قبل حوالي 75 سنة) عقد الاجتماع الأسبوعي لمجلس بلدية المنامة وكان يرأس تلك الاجتماعات في الغالب الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة الذي تولى رئاسة البلدية لفترة من الزمن على رغم كونه نائبا لحكومة البحرين في الفترة ما بين 1923 إلى 1932م، وكان ذلك الاجتماع في رأي بعض حاضريه اجتماعا غير مثير وخصوصا مع تغيب الشيخ عنه في البداية، غير ان نتيجة ذلك الاجتماع في نظر دعاة حماية البيئة المعاصرين كانت عظيمة، على رغم وجود عدد قليل من السيارات في البحرين تلك الفترة (لم يكن عددها يتعدّى «الدرزن» (دستة سيارات) وعلى رغم عدم تزاحم السكان والبيوت كما هو الحال في الوقت الحاضر، فإن المجتمعين في ذلك الاجتماع البلدي ناقشوا موضوع انشاء مستودع للنفط على ان يكون خارج بلدة المنامة حفاظا على صحة الناس وممتلكاتهم، ولنا أن نتصور حجم ما تستهلكه (دستة سيارات) وعدد قليل جدا من الطائرات التي تهبط في البحرين بصورة غير مجدولة بين فترة وأخرى، وكان استهلاك تلك السيارات المحدودة العدد محدودا في ظل عدم وجود الطرق المعبّدة في كل أنحاء البلاد مع محدودية المرافق والدوائر العامة وانحصارها في مساحة محدودة وانحصار مالكي تلك السيارات القليلة في أماكن قليلة أيضا، وإذا قارنا مجموع استهلاك كل تلك السيارات في ذلك الوقت لسنة كاملة لما بلغ مقدار ما تستهلكه السيارات في البلاد من وقود في الوقت الحاضر لعدة ثوان، غير أن الضرورة اقتضت انشاء ذلك المستودع النفطي خارج المنامة وذلك لعدة أسباب منها: عدم وجود النفط في البحرين فهو لم يكتشف في البحرين إلا بعد خمس سنوات ( اكتشف في 1932م)، وكان بعض التجار يستوردونه مكررا من إيران والعراق ويتم بيعه في اسواق البحرين، وكذلك غياب محطات البنزين في البلاد إذ أن أول محطة وقود في البحرين والخليج لم تنشأ إلا سنة 1938م بعد إنشاء معمل التكرير في سنة 1936م، وعليه فقد ارتأى المجلس البلدي (القديم) أن ينشأ ذلك المستودع لحفظ النفط (المستورد) في مكان مأمون بعيد عن الناس والممتلكات العامة على رغم تواضع كمية النفط المخزنة، وعليه كان نقاشهم في ذلك الاجتماع لذلك الغرض، أما نحن اليوم فقد تعودنا أن نرى محطات الوقود وفي أحيان كثيرة ملاصقة تماما للبيوت والأسواق ونسأل الله العافية والسلامة
العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ