لا أدري لماذا تتفاجأ الشعوب الخليجية من مستوى قرارات القمة عادة ، فآلية اتخاذ القرار هي نفسها لم تتغير منذ مطلع الثمانينات إذ اجتمع «الأشقاء» آنذاك من اجل درء الهاجس الأمني والاجتماع والتجمع لمجابهته لضمان «أمن الأنظمة».
ولعل ذلك يذكرنا بدعاء الممثل دريد لحام في إحدى مسرحياته عندما رفع يديه داعيا على خشبة المسرح ويقصد القادة العرب: «يا رب اجمع شملهم وقوِّ شوكتهم وزدهم في القوى والعدد والعتاد وانصرهم على عدوهم»... ثم أطرق ورفع يديه مجددا قائلا: «يا رب من أجلنا وليس علينا»!!
فتعقيدات القرارات القممية لا تعني للمواطن الخليجي شيئا إذا هي لم تتعلق بلقمة عيشه وراحته وسهولة انسيابه بين بلده وبلدانه الأخرى «الشقيقة» وإذا لم ترفع رأسه وتشرفه في المواقف الاسلامية والقومية والانسانية، ولعل إشراكه في اتخاذ القرار «القممي» بالطرق الديمقراطية أنسب السبل لإقناعه بجدوى المجلس من أجله ولأشقائه الخليجيين.
وربما أن المعضلة الكبرى في تحقيق ذلك ان هناك من الدول الخليجية من لا ترضى بالديمقراطية في بلدانها وشئونها الداخلية بل لا تقبل حتى بالمجالس البلدية المنتخبة التى تعمل وفق الصلاحيات المقبولة عالميا بتنظيف المدن والقرى وتخطيطها وتطويرها فكيف ترضى بأن تنافسها في قراراتها القممية.
وأتمنى كل التمني «ألا نفاجأ» مجددا في القمة «التاريخية» المقبلة بالقرارات التى ستتخذ أيضا بغير رضى الشعوب ومباركتهم... فسلام على الخليجيين... وسلام على برلمانهم المنتخب المرتقب الذي قد لا يشهده جيلنا ومشاركة شعوبهم المنتظرة في صنع القرار
العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ