الجوقة الأميركية - الإسرائيلية جاهزة فورا لنقل فرق التفتيش من بغداد إلى دمشق إذ واصلت إسرائيل اختلاق المزاعم عن لبنان وسورية وحزب الله، وبعد أن أطلق رئيس وزرائها ارييل شارون مزاعم عن أسلحة عراقية وان بغداد نقلت «أسلحة كيماوية وبيولوجية إلى سورية» استكملت الدولة العبرية حملتها بروايات جديدة نشرها زئيف شيف في «هارتس»، ذكر فيها ان بعض هذه الأسلحة أرسلت إلى حزب الله. ونقل شيف، عن مصادر إسرائيلية ان ثمة جزا من المعدات التي نقلها العراق في الأسابيع الأخيرة إلى سورية أعد، بحسب كل الدلائل، إلى منظمة حزب الله، في لبنان. وهو يشمل شحنة من الصواريخ العراقية بمدى 100 كيلومتر الى 150 كيلومترا. ويبدو ان الشحنة تشمل أيضا مواد مختلفة يريد العراق إخفاءها في لبنان. ومن شبه المؤكد بحسب شيف، ان الشحنة إلى حزب الله في لبنان تهدف أساسا إلى تمكينه من فتح جبهة ضد إسرائيل من الشمال، في حال حصول هجوم أميركي على العراق.
وقال، الخبير في المسائل السورية في جامعة تل أبيب شلومو بروم ان من مصلحة إسرائيل أن تكون سورية بين البلدان التي تهددها الولايات المتحدة، وقد تساءلت إسرائيل دائما لماذا لا تكون سورية ضمن بلدان ما تسميه واشنطن «محور الشر» التي تضم العراق وإيران وكوريا الشمالية». وكتبت «معاريف»، في إشارة إلى تصريحات شارون انه قبل أسابيع قليلة من الهجوم الاميركي على العراق يأتينا تذكير مثير للقلق وهو ان صدام حسين ليس بحاجة إلى صواريخ سكود ليقصف إسرائيل. واعتبرت «يديعوت أحرونوت»، انه في خضم هذا السيل من التصريحات والتحقيقات والعناوين المثيرة والصور المدهشة يصبح من العسير جدا التمييز بين الحدود الفاصلة بين الاستعدادات الضرورية وبين ما يسهم في بث الهلع في النفوس. ونقلت «جيروزاليم بوست» عن ضابط كبير، ان عناصر معادية لإسرائيل تتخذ من سورية ولبنان وإيران والعراق مقرا لها تحاول باستمرار مساندة التنظيمات الفلسطينية من خلال تقديم المال والمساعدة لها. وحذر عموس هاريل في «هآرتس»، من ان التهديدات قد تزداد مع بدء الحرب الأميركية ضدّ العراق، خصوصا وان الفلسطينيين سيتضامنون مع الشعب العراقي. وبالتالي رأى هاريل، ان الحرب الحقيقية التي ستهدد إسرائيل خلال الأشهر المقبلة، لن يكون مصدرها الرؤوس البيولوجية والكيماوية العراقية، وإنما ما أسماه «الإرهاب الفلسطيني» وصواريخ حزب الله، في الجنوب اللبناني.
شمعون بيريز
من جانبه، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق شمعون بيريز، أعلن انه يصعب عليه تصديق هذه الأنباء «لأن سورية لن تقبل الحصول على أسلحة كهذه من العراق خشية الإعلان عنها دولة داعمة للإرهاب، مع كل ما يعنيه ذلك، بما في ذلك هجوم أميركي محتمل عليها». وفي السياق، كشف هيرب كينون في «جيروزاليم بوست»، ان وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب من نظيره الروسي إيغور إيفانوف، أثناء زيارته الأخيرة إلى روسيا، نقل رسالة تحذير إلى كلّ من سورية، وإيران، لمنع حزب الله، من محاولة فتح جبهة ثانية مع إسرائيل، عشية الحرب الأميركية المحتملة ضدّ العراق. ونقل عن مصادر إسرائيلية مسئولة، ان نتنياهو، قال لإيفانوف، ان إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها في وجه أي هجوم محتمل من قبل حزب الله. وأضافت المصادر، ان إيفانوف، أكد بأن هذه الرسالة ستنقل إلى كلّ من سورية وإيران. لكن اللافت كان ما كشف عنه عمير أورين في «هآرتس»، من ان قادة جيش الدفاع الإسرائيلي يؤيدون اتخاذ مبادرة عسكرية للقضاء على أسلحة حزب الله... الهدف منها تحرير لبنان وإسرائيل من قبضة حزب الله وتطبيق البند الأخير من اتفاق الطائف والذي يدعو إلى نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان، واستعادة الحكومة اللبنانية كامل سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية، ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل..
من جهتها كارولين جليك في «جيروزاليم بوست»، وفي معرض إشارتها إلى التظاهرة، التي نظمها أكثر من 1000 شخص، من جنود سابقين، وضباط في جيش لبنان الجنوبي المتعامل مع إسرائيل، مع عائلاتهم، أمام مكتب رئيس حكومة إسرائيل. ولفتت إلى ان هؤلاء المتظاهرين، وقفوا تحت المطر رافعين شعارات كُتب عليها «إذا كنت تعامل أصدقائك الذين حاربوا معك لأكثر من 25 عاما بهذه الطريقة، فكيف يمكن لأحد أن يقيم معك سلاما؟»، «لا نريد أرضا، ولا نريد مالا، بل نريد احتراما لدمائنا». وأشارت جليك، إلى ان ابن أحد المسئولين السابقين في جيش لبنان الجنوبي، ويدعى ميشال، البالغ من العمر 13 سنة، قال لأحد المراسلين الصحافيين، «والدي لم يلق سلاحه طوال 25 عاما، واليوم نعيش مثل «الكلاب»، ولا نملك أي طعام في منزلنا». وحملت جليك، على الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، التي خانت حلفائها وأصدقائها، معتبرة انها وصمة عار على دولة إسرائيل. لافتة إلى ان إسرائيل ما زالت تدفع اليوم ثمن خيانتها لأصدقائها. زاعمة ان إيران وسورية والعراق، يقومون بتسليح حزب الله بالصواريخ القادرة على ضرب العمق الإسرائيلي، في ظلّ غياب جيش لبنان الجنوبي، والجيش الإسرائيلي عن أرض جنوب لبنان. وخلصت إلى ان إسرائيل، التي خانت أصدقائها، أكدت ان السخافة ليست بالضرورة مضحكة. إذ ان نتائج هذه المسرحية الهزلية ليست فكاهية وإنما مأسوية وعنيفة.
حزب الله
وأشار عمير أورين في «هآرتس»، إلى انه في الأيام الأخيرة، ومن دون أي تنسيق مسبق، بدا قادة جيش الدفاع مؤيدين لاتخاذ مبادرة عسكرية للقضاء على أسلحة حزب الله، في وقت متزامن مع الحملة العسكرية الأميركية ضدّ العراق. وأضاف أوريت، ان هؤلاء القادة يرون انه لا يمكن لإسرائيل أن تحتمل وضعا يعرضها لوقت طويل لمخاطر آلاف الصواريخ التي يصل مداها إلى كل أجزاء القسم الشمالي من الدولة العبرية، خصوصا وان أصابع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والرئيس السوري بشار الأسد، وآية الله خامنئي، ممسكة بزناد البندقية. ونقل أورين، عن مسئولين في جيش الدفاع، انه من الضروري القيام بعملية تركز على حزب الله، بحيث لا تكون تكرارا لعمليتي «الحساب»، و«عناقيد الغضب». وأضافت المصادر ان الهدف من هذه العملية، يجب أن يكون تحرير لبنان، وإسرائيل من قبضة حزب الله، بحسب تعبيرهم، وتطبيق البند الأخير من اتفاق الطائف، والذي يدعو إلى نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان، واستعادة الحكومة اللبنانية كامل سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية، ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع إسرائيل. إلاّ ان أورين لفت، إلى انه حتى أولئك المتحمسين بقوة لتنفيذ هذه العملية، يبدون تخوفا من عواقبها. إذ ان حزب الله، الذي يملك أكثر من 600 مقاتل، هو من دون شكّ عدو شرس جدا. من ناحية ثانية لفت أورين، إلى ان الذين يرون ان هناك فرصة ما للقيام بحملة عسكرية واسعة ضدّ حزب الله، يدركون ان مفتاح هذه الفرصة هو في يد الرئيس الأميركي جورج بوش. ومن هنا تابع أورين، ان الحاجة لمساعدة بوش، ضرورية لمراقبة شارون، خشية أن يذهب بعيدا في مخططاته في لبنان، ويتطلب ذلك دخول حزب العمل إلى الحكومة المقبلة. لافتا أخيرا إلى ان مكتب شارون، كان قد أشار حديثا إلى ان أبواب وزارة الدفاع مفتوحة أمام عميرام ميتسناع.
الحرب المحتملة
لكن يوئيل ماركوس في «هآرتس»، استغرب التقارير المرعبة التي تملأ الصحف (الإسرائيلية) وتصريحات التحذير الصادرة عن بعض المسئولين الإسرائيليين عن تأثير الحرب الأميركية المحتملة ضدّ العراق على إسرائيل. وعرض ماركوس لبعض العناوين المرعبة التي تتصدر الصفحات الأولى للصحف الإسرائيلية «السفارة الأميركية تنتقل إلى إيلات»، «صدام سيوجه غضبه على إسرائيل»... ولفت ماركوس، إلى ان تكتيك الرعب والتخويف، هو من أنجح التكتيكات لإلهاء الشعوب، وإبعاد اهتمامهم عن قضايا الفساد. في إشارة منه إلى قضايا الفساد والرشوة التي أثيرت أخيرا والتي تورط فيها عدد من الأعضاء البارزين في حزب الليكود. ورأى ماركوس، ان هناك فرق شاسع بين حرب الخليج الأولى التي ركزت على تحرير الكويت، وبين الحرب التي تهدف إلى إنهاء نظام صدام حسين. وأضاف ان التهديدات التي وجهها صدام إلى إسرائيل، تهدف إلى جرّ إسرائيل نحو ردّ يؤدي إلى تفكيك الائتلاف العربي. موضحا ان صدام مهتم اليوم في تشكيل ائتلاف معارض للحرب الأميركية المحتملة ضدّ العراق. وهو يبذل كل جهوده لإقناع روسيا، والصين، وأوروبا، ومعظم الدول العربية، بأنه لا يملك أسلحة دمار شامل، وهذا يعني انه لن يقوم باستخدام هذه الأسلحة ضدّ إسرائيل. إذ ان لعبته حينها ستنكشف. وذكّر ماركوس بأنه في العام 1991، أطلق العراق 39 صاروخ سكود على إسرائيل، الأمر الذي أدى إلى موت عشرات الإسرائيليين ولكن بسبب أزمات قلبية. لافتا إلى أن صواريخ صدام لم تقتل إسرائيليا واحدا. وخلص إلى انه في هذه الأوقات التي تبدو فيها إسرائيل في كامل جاهزيتها، وتبدو فيها احتمالات شنّ العراق هجوم ضدّ إسرائيل ضئيلة جدا، فإنه لا يمكن للشعب الإسرائيلي أن يسمح لمجموعة من الثرثارين في مراكز عالية بأن يخيفوه حتى الموت.
هذه الحملة الإسرائيلية واكبتها حملة في الصحف الأميركية الرئيسية، فقد اعتبر نيل ماك فاركوهار في نيويورك تايمز، ان حزب الله بات بالفعل قوة معادية للولايات المتحدة إلاّ انه لا يملك أي نية لإنقاذ صدام حسين... مشيرا إلى ان الحرب التي يشنها حزب الله ضدّ إسرائيل تدخل في إطار الحرب النفسية أكثر منها في إطار الحرب العملية... واعتبر ان الأموال الطائلة التي بات يملكها حزب الله ساهمت في تحويل الجنوب اللبناني إلى نموذج لمحاربة إسرائيل... علق على العرض العسكري الذي أقامه حزب الله، في يوم القدس، والذي شارك فيه آلاف من كوادر حزب الله. لافتا إلى ان الشعارات التي رُفعت خلال العرض، جاءت معادية لإسرائيل. وأشار ماك فاركوهار، إلى الكلام الذي صدر عن أمين عام حزب الله، بعد انتهاء العرض العسكري، والذي قال خلاله «ان العرب يواجهون خطة أميركية وصهيونية للسيطرة على المنطقة، ولإعادة رسم الخريطة السياسية للمنطقة... ويجب علينا أن ندرك حدود هذه المخاطر، والأهداف الشيطانية الأميركية الإسرائيلية». وعلق ماك فاركوهار، على كلام نصر الله، الذي وصفه بالعنيف، معتبرا انه يشير إلى عمق الكراهية التي يكنّها حزب الله، لكلّ من إسرائيل، والولايات المتحدة الداعم الرئيسي للدولة العبرية. وأضاف ان هذه المواقف دفعت عددا كبيرا من المسئولين الأميركيين إلى التحذير من ان حزب الله، يشكل خطرا آنيا على الولايات المتحدة أكثر من عراق صدام حسين. لكن فاركوهار، رأى انه على رغم من ان حزب الله، بات بالفعل قوة معادية للولايات المتحدة، إلاّ انه لا يملك أي نية في إنقاذ صدام حسين. هذا بالإضافة إلى ان إيران، وسورية، الداعمتين الرئيسيين لحزب الله، بحسب تعبير ماك فاركوهار، لا تبديان أي رغبة في إنقاذ صدام، الآن. مُذكرا بأن سورية، صوتت إلى جانب القرار الصادر عن مجلس الأمن 1441، المتعلق بالعراق، كما ان إيران، كانت متعاونة في دعم ومساعدة المعارضة العراقية. من جانب آخر، أشار فاركوهار، إلى ان حزب الله، الذي اكتسب شهرة واسعة عند الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، يقوم بإطلاق صواريخ كاتيوشا كل بضعة أشهر ضدّ مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المتنازع عليها، في محاولة منه للحفاظ على طابعه كمقاومة. ولاحظ ان الحرب التي يشنها حزب الله، تدخل في إطار الحرب النفسية، أكثر منها في إطار الحرب العملية. أشار فاركوهار، إلى ان لبنان، هو المكان الوحيد في العالم الذي نجحت فيه إيران، في تشكيل تنظيم شيعي على صورتها بعد الثورة الإيرانية في العام 1979. وأشار إلى ان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت نزار حمزة، لفت إلى ان هناك رغبة عامة في الأوساط الشيعية بإقامة نظام شيعي في العراق بعد الإطاحة بنظام صدام. واعتبر ماك فاركوهار، انه بعد الإطاحة المحتملة بصدام، فإنه من المتوقع أن تقوم إيران، بدعم تشكيل تنظيم شيعي مشابه لحزب الله.
ردود لبنانية وسورية
في أي حال، أثارت هذه المزاعم ردودا سورية ولبنانية وعراقية تناولت الأبعاد التي تنطوي عليها الاتهامات الإسرائيلية. فوصف الرئيس اللبناني إميل لحود، الكلام الصادر عن إسرائيل في هذا الإطار بـ «الأضاليل... وقد باتت أهدافه مكشوفة لدى الرأي العام العالمي، الذي يدرك اليوم من خلال الوقائع الدامغة من هي الدولة التي تعتدي على السلام والاستقرار وتتمرد على قرارات الشرعية الدولية وتنتهك حقوق الإنسان». أما وزير الخارجية اللبناني محمود حمود، فرأى «ان إسرائيل، كعادتها، تستفيد من أي فرصة أو ظرف لبث الأخبار الملفقة في ظل هذه الأجواء المكفهرة». ووصف ناطق باسم وزارة الخارجية السورية، اتهامات شارون بأنها «مثيرة للسخرية» و«عارية عن الصحة». وذكّر الناطق بأن سورية «وقّعت معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ودعت مع بقية الدول العربية إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من كل أسلحة الدمار الشامل النووية والجرثومية والكيماوية. وكان الطرف الوحيد ومازال الذي يقف ضد هذه الدعوة هو إسرائيل». وقال ان «إسرائيل بترسانة أسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها تمثل خطرا ليس على الفلسطينيين وسورية ولبنان فحسب، بل أيضا على المنطقة بأسرها وعلى الأمن والسلم الدوليين». ووصف نائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان اتهامات شارون بأنها «سخيفة». وأكد المدير العام لدائرة الرقابة الوطنية العراقية حسام محمد أمين، ان اتهامات شارون هي «بشكل مطلق أكاذيب لأسباب داخلية إسرائيلية» لخدمة أغراض الحملة الانتخابية التي يخوضها لانتخابات الكنيست.
رد الجامعة العربية
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ان تصريحات شارون تدعو إلى «السخرية». فيما ردّت ليبيا، بدورها نافية مزاعم شارون عن وجود علماء ذرة عراقيين في طرابلس. شاركت الصحف العربية، في الردود على الافتراءات الإسرائيلية، لكن اللافت في الردود العربية، كان ملاحظة الكتّاب العرب محاولة إسرائيلية لزج سورية ووصفت صحيفة تشرين (السورية) اتهامات شارون بأنها تندرج في إطار نزعة العدوان والارهاب، وهي لا تثير السخرية فحسب وإنما تؤكد غوغائية السياسة الإسرائيلية ولا سيما ان إسرائيل هي الطرف الوحيد الذي يرفض توقيع معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية». وعبّرت الصحيفة السورية، عن دهشتها لأن الإدارة الأميركية تبحث عن أسلحة غير موجودة في العراق وتغمض عينيها عن الأسلحة الموجودة لدى «إسرائيل» بل وتساعدها على إنتاج مثل هذه الأسلحة. وفي السياق عينه، رأت الوطن (السعودية) ان الإعلان الإسرائيلي لم يكن دعاية انتخابية يمارسها شارون لكسب مزيد من أصوات الإسرائيليين إلى جانبه وإلى جانب الليكود فقد كان الإعلان الإسرائيلي متفقا عليه بين واشنطن وتل أبيب، لزج سورية، في المعادلة وتاليا لزج أطراف في المنطقة لن تسمح لآلة الحرب الأميركية والإسرائيلية بارتكاب مزيد من المغامرات والسير بالمنطقة إلى المجهول وتكبيدها المزيد من الخسائر البشرية والمادية... ورأت الوطن (القطرية) ان هناك علاقة عضوية واضحة بين امتلاك إسرائيل أسلحة دمار شامل واتهامات شارون إلى سورية، فقد استمرأ قادة إسرائيل، السكوت العربي الرسمي على الترسانة الإسرائيلية، مع التأييد العربي للحملة الأميركية الطويلة ضد العراق، بشأن أسلحة ومواد الدمار الشامل... ورأت البيان (الإماراتية)ان المزاعم التي أطلقها شارون تستهدف صرف نظر الرأي العام عن خطورة التسلح النووي الإسرائيلي. أميركا على يقين تام بما لدى «إسرائيل» من أسلحة دمار شامل ويبدو انها تباركها. وأشارت «المحرر العربي»، إلى ان وزير الخارجية الأميركي السابق وارن كريستوفر، حذّر في رسالة بعث بها إلى «معهد واشنطن، للشرق الأدنى» المتعاطف مع تل أبيب، من أي خطأ مميت ترتكبه حكومة شارون، وذلك بمحاولتها شن هجوم ضد حزب الله، بذريعة انه يعد لعمليات عسكرية ضد «إسرائيل». ووصف كريستوفر، مقاتلي حزب الله بأنهم «فيتكونغ الشرق الأوسط» مؤكدا انه من خلال متابعته للطريقة التي يتحرك بها الحزب، فهو يعتبر ان على الإسرائيليين أن يتنبهوا إلى ان افتعالهم أية مواجهة معه تعني انهم اختاروا حربا قد تمتد سنوات طويلة وتستنزف «طاقات إسرائيل»، التي يجب أن توظف في خدمة السلام لأن الحرب هي الخيارالأسوأ الذي تكون نتائجه البعيدة المدى على إسرائيل، أكثر كارثية من أي طرف آخر. واعتبر كريستوفر، ان العنصر البشري هو الأهم في الحزب، لكن المؤكد ان أمينه العام يفكر كثيرا في كل الخيارات وهو لاشك يملك صواريخ من شأنها إلحاق خسائر بإسرائيل، لم تكن لتتوقعها.
الجوقة الأميركية
ورأى ساطع نور الدين في السفير، انه إذا ما استجابت واشنطن لتعليمات شارون الجديدة فإن الجوقة الأميركية والإسرائيلية جاهزة فورا، لتقديم دلائلها وبراهينها من أجل اتهام سورية بدعم «الإرهاب» ونقل فرق التفتيش الدولية من بغداد إلى دمشق. ولاحظ نور الدين، بما ان جدول الأعمال الأميركي الذي تعتمده وتنفذه حرفيا إدارة بوش حاليا في المنطقة، هو من إعداد إسرائيل وترتيبها، يكتسب كلام رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون، عن أسلحة كيماوية وبيولوجية عراقية هربت إلى سورية، بعدا إضافيا أشد خطورة من كونه جزءا من الحملة الإسرائيلية المتواصلة على دمشق لأسباب سابقة لاندلاع الحرب الأميركية مع «الإرهاب». وقال نور الدين، لعل شارون يريد من كلامه هذا تذكير الحكم السوري وتحذيره بأنه يستطيع أن يفعل به، ما يفعله حاليا بالنظام العراقي. كما رأى نور الدين، انه من الممكن ان شارون، يمهّد لبوش، ولنفسه أيضا للخروج من المأزق العراقي بالإعلان عن ان العراق أصبح خاليا من أي أسلحة محظورة، بعدما جرى نقلها إلى سورية، وبالتالي لم يعد هناك مبرّر لمهمات تفتيش عبثية أرسلت إلى بغداد. كما لم يعد هناك من داع لشن حرب غير مجدية ومثيرة للجدل على العراق. ورأى نور الدين، انه صحيح ان إدارة بوش، قالت ورددت أكثر من مرة انها تستطيع أن تخوض الحرب على أكثر من جبهة، لكن يبدو ان إسرائيل تفكر الآن في إعادة النظر في جدول الأعمال الذي وضعته لواشنطن، وتوجيه انتباه واشنطن إلى الأولوية السورية في المرحلة المقبلة. وختم بالقول انه إذا ما استجابت واشنطن لتعليمات شارون الجديدة، والأرجح انها ستفعل، فإن الجوقة الأميركية والإسرائيلية جاهزة فورا، لتقديم دلائلها وبراهينها من أجل اتهام سورية بدعم «الإرهاب» الإسلامي، ونقل فرق التفتيش الدولية من بغداد إلى دمشق لتطمين الناخب الإسرائيلي
العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ