العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ

حديث ذو شجون ومطالبات عادلة من أجل مستقبل أفضل

اللورد ايفبري يلتقي المتضررات من الحقبة السابقة

يعيد اللقاء ـ الذي عقدته المجموعات الحقوقية لملاقاة نائب رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية لحقوق الإنسان اللورد إيفبري بالمتضررات ـ الذهن إلى اللقاء الذي جمع بين الحقوقي العربي هيثم مناع بالوجوه ذاتها تقريبا، غير أن اللقاء الأخير كان أكثر سرية. صباح الخميس، وبعد ما انهى إيفبري جولته التفقدية لمناطق البحرين التقى في نادي العروبة الذي احتضن غالبية لقاءات إيفبري بضحايا التعذيب ليستمع إلى معاناتهم التي وعد بنقلها إلى المعنيين.

استمع أولا إلى مقدمات عامة عن كل شخص على حدة، لتعقد بعدها لقاءات ثنائية سرية مراعاة لعنصر الخصوصية في سرد التفصيلات المحرجة والمخلة بالآداب في السجون خلال الحقبة الماضية والتي تتحفظ المتضررات عن ذكرها في العلن.

نازي غلوم كريمي قدمت ملخصا عن وضعها لتشجع الأخريات على التحاور مع إيفبري فقالت: «اعتقلت مرتين لترمى عليّ كل التهم ومن دون دليل، وعندما وجدتهم يرمون عليّ التهم كلها عرفت حينها أن لا تهم محددة، ذنبي الوحيد كان مساعدة الفقراء في المحرق، فكانت المخابرات تعتقد أن الأكياس السوداء المليئة بالثياب القديمة هي أسلحة (...) اعتقلت وأفرج عني ولم أعرف تهمتي تحديدا».

حنان سلمان وليدا العريبي اللتان اتهمتا بالقضية ذاتها بالحرق والتكسير والتفجير وحيازة الأسلحة أكدتا أنهما لم تعرفا بعضهما قبل القضية وأصبحتا صديقتين وهما في المعتقل، قالتا: «اعتقلنا وأكلنا صنوف الضرب والتعذيب والإهانات والتهديد اليومي بالاعتداء ونزع الحجاب، بعدها ساقونا إلى قاضي التحقيق وهددونا إذا لم تتطابق أقوالنا التي أملوها علينا مع الإفادات سنعود مجددا إلى رحلة التعذيب الأولى».

وأضافتا: «حكم علينا بعام واحد وخرجنا بعد سبعة شهور، لم تكن الزيارات تفرحنا إذ كان التفتيش الجسدي الذي يجردنا من ملابسنا ويفتش حتى شعرنا يذهب معه فرحة لقاء الأهل، لذلك لم نكن نريد زيارتهم».

تقول حنان: «بعد العفو منعونا من الذهاب إلى المأتم وإلى الاحتفالات الدينية ومن الاختلاط بالناس فكان العذاب متواصلا».

أما ليدا فقالت: «أمسكوا بالفتيات المتهمات بالقضية نفسها، وأبقوني لشهرين خارج السجن ليشاع أني عميلة للمخابرات (...) كان الاعتقال والتعذيب وقتها أرحم من اتهامات الناس بالتواطؤ مع أجهزة الأمن».

تعود حنان لتقول: «هددوني بقلع أضافري وبحلق رأسي إجلاسي على الكرسي الكهربائي (...) وطوال أمد اعتقالي كانوا يذهبون إلى منزلنا ومنزل أختي للتفتيش والتكسير والتخريب أكثر من مرة في اليوم، وذلك لممارسة الضغط النفسي فقط».

عفاف الجمري قالت: «إن المعاناة مستمرة حتى بعد العفو، فلا يزال بعض المعتقلين يحاربون في أرزاقهم ولم يجدوا إلى الآن العمل الذي يقتاتون منه، وفي الجامعة هناك بعض الأستاذة الذين يرفضون إعادة الامتحانات أو تنزيل الدرجات مع باقي الطلبة لذلك يتأخر تخرجنا».

صديقة الموسوي قالت ان ابنتها التي هاجرت إلى إيران وعمرها عشرة شهور في الثمانينات لم تتمكن من إضافة طفليها علي وفاطمة إلى جواز سفرها لتأتي إلى البحرين متى ما أرادت. وقالت: «كنت معتقلة وزوجة معتقل، ضيقوا عليّ الخناق ما اضطرني إلى الخروج من البحرين، قضينا هناك 20 عاما وعدنا في العفو مع العائلات الأخرى، وكل ما أتمناه أن تتمكن ابنتي من المجيء إلى البحرين مع طفليها ما دامت بحرينية».

رملة جواد قالت: «اعتقلت مرتين في قضايا التنظيم السياسي وتقديم التماس لتقليل العقوبات عن المعتقلين»، وقالت أيضا: «ما مضى قد مضى، ولسنا اليوم بصدد فتح جروح الماضي لكننا نلتمس فتح المجال لنشطاء حقوق الإنسان بزيارة السجون النسائية والتعرف على معاناة المرأة هناك، فهناك الكثير من السجينات البحرينيات والأجنبيات يعانين في السجون وبحاجة إلى من يساعدهن ونحن نستطيع القيام بذلك بعد مررونا بتجربة مريرة»

العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً