ذكر تقرير حديث أن مصدر وكالة المخابرات الاميركية «سي آي إيه» في جمع المعلومات في المنطقة العربية وجوارها ضعيفة وأن المعلومات التي تجمعها فقيرة بسبب ما يصفه التقرير «وجود حكومات ومجتمعات فاشلة» في المنطقة. وقال التقرير الذي أعدته الباحثة في معهد بروكينغز في واشنطن سوزان رايس، بأنه باستثناء أفغانستان والبوسنة وباكستان إضافة إلى كولومبيا إذ تنتشر قوات أميركية فإن مصادر جمع المعلومات الاستخبارية والتحليلية الأميركية التي كرست للدول الفاشلة تظل غير كافية بصورة تدعو إلى الرثاء، فإن جمع المعلومات الاستخبارية في إفريقيا - على سبيل المثال - بدأ يتلاشى بصورة ثابتة منذ نهاية الحرب الباردة، وأن الخسارة كبيرة بصورة خاصة في مجال الاستخبارات البشرية، في أعقاب عدد من محطات الـ سي آي إيه.
وأضاف التقرير إنه «في الوقت الذي ازداد فيه جمع المعلومات نوعا ما بعد تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام في العام 1998، ومرة ثانية - كما يفترض - بعد 11 سبتمبر/ايلول فإن هناك دليلا ضئيلا على وجود جهود مستمرة لتحسين جمع المعلومات وتحليلها في معظم أنحاء إفريقيا».
وقال التقرير انه في الوقت الذي تحصل الادارة الاميركية على أموال إضافيه للأنشطة الاستخبارية في سياق حرب أميركا على ما تسميه «الارهاب» يتعين على الولايات المتحدة أن توجه الأجهزة الاستخبارية لتزيد من الاهتمام بجمع المعلومات في إفريقيا ومناطق أخرى قريبة من الدول الفاشلة.
وقالت رايس، التي كانت تولت منصب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشئون الإفريقية في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، إن السودان هو الهدف الرئيسي للمخابرات زاعمة أن «السودان استخدم كملاذ ونقطة انطلاق لتنظيم القاعدة وغيره من المنظمات «الارهابية» العالمية الاخرى، وأن حكومته الإسلامية الراديكالية تصفها الحكومة الأميركية بأنها دولة ترعى الإرهاب».
ودعا التقرير الولايات المتحدة إلى أن تحول المزيد من التمويل الخاص بمكافحة الارهاب إلى الدول الفاشلة. وفي الوقت الراهن فإن الأموال تذهب إلى دول حليفة للولايات المتحدة وأكثر استقرار، وتريد ادارة بوش أن تقدم على الأقل عشرة مليارات دولار كمساعدات في موعد أقصاه العام 2006 وبعدها خمسة مليارات دولار سنويا.
ويذكر أن ادارة بوش أعلنت انها تعتزم تزويد عدد مختار من الدول الإفريقية بمساعدات إضافية لمكافحة الإرهاب، ومن بين الدول كينيا وتنزانيا وإثيوبيا. وباستثناء الصومال إذ طلبت الادارة مساعدة لمكافحة الإرهاب للعام المالي 2003 بقيمة 1,2 مليون دولار فإن هذه الدول الافريقية الفاشلة - كما يصفها التقرير - هي من أكثر الدول غير القادرة- على ضبط ومراقبة حدودها وملاحقة موارد الخطر
العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ