العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ

الرجوع إلى البرلمان البحريني والآليات الدولية أفضل الطرق

اللورد إيفبري التقى الحقوقيين والمتضررين في «نادي العروبة»

قال نائب رئيس المجموعة البرلمانية البريطانية لحقوق الانسان اللورد إيفبري إنه يؤيد الرجوج إلى البرلمان البحريني لاعادة النظر في القوانين التي تمنع مساءلة المتسببين في الاضرار التي وقعت على الاشخاص لأن ذلك هو السبيل لتفعيل حكم القانون. وأشار إلى أن الآليات الدولية يمكن تفعيلها بصورة متوازية على أن يكون الهدف من ذلك ضمان حقوق الانسان ودعم التوجهات الاصلاحية الداعية لمزيد من الديمقراطية.

جاء ذلك اثناء لقائه مع الحقوقيين والمتضررين من الحقبة السابقة في اجتماع عقد بنادي العروبة يوم الاربعاء الماضي. وأكد إيفبري «أن توقيع الحكومة على اتفاق مناهضة التعذيب ورفع تحفظها على المادة 20 يعني امكان الرجوع إلى الآليات الدولية للنظر في قضايا الانتهاك»، وشدد على ضرورة ممارسة الحقوق من خلال حكم القانون على المستويين المحلي والدولي.

وبتعبيرات وجهه الهادئة راح ايفبري يستمع لشهادات ضحايا التعذيب وأسر الذين قتلوا أثناء الاحداث السياسية في التسعينات الواحدة تلو الأخرى. وهذه الشهادات جزء من أكثر من 3500 حالة سجلها الناشطون الحقوقيون في البحرين بشأن الأضرار الجسدية والنفسية التي تعرضت لها أسر المعتقلين والضحايا.

وقال إيفبري لـ «الوسط»: «إنني لست الطرف المباشر لمخاطبة الحكومة البحرينية بشأن قضايا حقوق الإنسان لكنني سأستمر في دعم المطالب الشعبية، والاطراف المعنية يمكنها مخاطبة المعنيين بصفة رسمية ودولية».

من جانبه قال جعفر العلوي إن «قضية الشهيد محمد جمعة التي أمر الملك بتشكيل لجنة رسمية للوقوف على حقيقة استشهاده في أبريل/نيسان 2002 في المسيرة التي نظمت لمناهضة العدو (الإسرائيلي) أمام السفارة الأميركية، لم يرَ الشعب أية خطوات فاعلة لعمل اللجنة أو نتائج المحاكمة، بشأنها»، ما يثير اسئلة بشأن امكان الاجراءات الحالية في اجراء أية مساءلة.

وأكد الحقوقي عادل العباسي «أن المطالبات تركز على محاكمة عادلة ونزيهة» مشيرا إلى استفسار الحقوقيين بشأن طبيعة الاجراءات التي لم تعزز بعد الثقة في امكان مواكبة المتغيرات المحلية والدولية.

وردا عن سؤال بشأن جريمة التعذيب قال اللورد إيفبري «إن هذه الجريمة خصتها الامم المتحدة باتفاق وقع عليه عدد لابأس من الدول من بينها مملكة البحرين والاتفاق لابد من اعتماده في القوانين المحلية بعد التوقيع عليه. فالدول توقع اولا ثم تعتمد الاتفاق من خلال ادخاله جزءا لايتجزأ من منظومة القوانين المعمول بها محليا. وهذا مايلزم عمله في أية دولة وقعت على الاتفاق».

هذا واجتمع إيفبري مع مجموعة من «أصحاب المبادرة» وهم: عبد الوهاب حسين وحسين الديهي وحسن مشيمع، الذين سبق وأن تبنى اللورد قضيتهم خلال أحداث التسعينات إذ كان على رأسهم الشيخ عبد الأمير الجمري، والتقى بعدها ببعض المفصولين من أعمالهم الذين أكدوا له بدورهم «أنهم مستعدون لتقبل عقاب القتل بالرصاص إذا ثبت تورطهم في قضايا أمن الدولة، غير أنهم فصلوا من وظائفهم فصلا تعسفيا من دون تهم أو محاكمات، وهم الآن يقبعون تحت وطأة البطالة ولهم أسر وأطفال».

لقاء مفتوح وشهادات

من الحقبة الماضية

بعدها أعلن عضو المجلس البلدي مجيد ميلاد بدء اللقاء المفتوح مع أسر الضحايا ليتحدث للجمهور عن علاقة اللورد إيفبري بشعب البحرين وعن اهتمامه القديم بقضايا انتهاك حقوق الإنسان.

واستمع الحضور إلى شهادات ضحايا الحقبة السابقة منهم رضا الخواجة الذي أصيب بالعقم جراء الضرب المستمر على الخصية، وبالدسك وضعف البصر بعد الحبس الانفرادي لثمانية شهور متواصلة كان لا يرى النور فيها.

وقالت ليدا العريبي إحدى ضحايا الاعتقال: «إن المساومة على انتهاك العرض والتهديد المستمر بالاغتصاب كان وسيلة ناجحة لنزع الاعترافات والتوقيع على ارتكاب جرائم الحرق والتحريض وحيازة الأسلحة (...) ليس الاعتراف وحسب، بل تمثيل ارتكابها في المواقع التي يختارها رجال المخابرات».

وقال عبد الأمير الشايب: «إن اعتقال النساء كان الإجراء الأكثر وجعا وألما، إذ أنه في عاداتنا وفي ديننا مجرد أخذ النساء يعتبر انتهاكا للعرض والشرف والكرامة».

وحسب العريبي فإن «الاستدعاءات المتكررة من قبل أجهزة المخابرات جعلت أهالي السنابس يعتقدون أني أتجسس وأوشي بشباب القرية، فكان التعذيب مضاعفا من الطرفين».

نوال خليل أخت الشهيد نوح خليل العبد الله قالت إن أخاها كان آخر شهيد قبل استشهاد محمد جمعة في العام 1998، وقالت أيضا: «اعتقلوه في ظروف غامضة من عمله وقتل في الليلة نفسها في غضون أربع ساعات فقط، سلمونا جثته بعد ثلاثة أيام وكانت آثار التعذيب واضحة على جسده كله (...) اتهموه بحيازة السلاح، بيد أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن السلاح في منزلنا، وما نريده الآن هو القصاص العادل».

ابن الشهيد حسين الصافي الذي لم يأتِ استشهد والده وهو لا يزال في بطن أمه قال: «روت لي أمي أن والدي استشهد عندما كان ذاهبا لإحضار العشاء لأخوتي، أنا فخور لكوني ابن شهيد وأنتظر من عظمة الملك أن يقتل من قتل والدي».

غادرت الجماهير التي ملأت قاعة نادي العروبة بعد تنهدات عميقة ودموع حاول الكثيرون حبسها وهم يستمعون للشهادات المؤثرة

العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً