على رغم انتشار مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان في المرحلة الجارية في البحرين وحصول المرأة البحرينية على حقوقها السياسية بعد حق العمل وحق التعليم، على رغم ذلك كله فإن البعض مازال يتخذ المرأة أداة للتنفيس عن عقده وضعفه.
بهذا الكلام ابتدأت سيدة بحرينية شكواها لـ «الوسط». تقول هذه السيدة إنها كادت أن تلقى حتفها يوم الثلثاء من الأسبوع الجاري على يد زوجها الذي هجرته قبل أكثر من عام وأخذت معها أطفالها لتستقر في بيت أبيها.
وتقول السيدة: «اتصلت به لكي أذهب معه لاستخراج جوازات سفر للأطفال، لأنه لا يمكن استخراج الجوازات من دونه فهو والدهم، وبعد أن انتهينا من إجراء المعاملة طالبته ونحن في طريق العودة برصيد تسلم الجوازات لكي أستطيع أن أتسلم الجوازات بنفسي فيما بعد، وخصوصا أنه يحتفظ بالأوراق الرسمية الخاصة بالأطفال كلها عنده ولم يعطني شيئا منها، حتى شهادات ميلادهم أخذها على رغم حاجتي إليها لكي أذهب بأطفالي إلى التطعيم في المستشفى».
وتضيف: «رفض إعطائي الرصيد وألححت عليه حتى أن وصلنا حيث يقيم في شقته بأم الحصم، ونزل من السيارة وضربني في الشارع ومزق ملابسي ودخل العمارة، فلحقته عند المصعد أرجوه أن يعطيني الرصيد فعاود ضربي، ودخل المصعد فصعدت أنا من السلم حتى باب شقته ولقيته هناك وأعدت طلبي عليه مرة أخرى بإعطائي الرصيد فأدخلني الشقة وطلب من صديقته (الفلبينية) أن تدخل الغرفة وتقفل الباب عليها، ثم ضربني بقسوة متناهية كأنه وحش كاسر وداس على وجهي بحذائه بكل قوة، وأحسست بالألم الفظيع وتوسلت إليه أن يتركني لكنه ظل يفرك حذاءه بوجهي وأنا أصرخ ثم تركني وهرولت خارج الشقة، وأمسكت بتلفوني الخاص كي أتصل بخالي لكي يأتي ويأخذني ففوجئت به وهو يرفسني في ظهري ليرمي بي من أعلى السلم ووقعت فوق ظهري، ثم أتى نحوي وأخذ يشد شعري وهو يقول: إن قلبي مملوء بالحقد عليكِ!».
وتابعت: «حاولت النهوض بعد ذلك لأخرج من العمارة فلم أستطع، إذ أنني كنت أسقط كل بضع خطوات ولم يخرج أحد لإنقاذي من سكّان العمارة، فلما رآني كذلك قام هو بأخذي إلى منزلي، ولا أستطيع وصف حال أطفالي عندما رأوني والدماء تسيل من فمي وأنفي، ووجهي منتفخ بصورة كبيرة والاخضرار ظاهر أسفل عيني، فأخذوا يتصارخون في حال هستيرية... وقد أخذني والدي إلى مركز الشرطة ثم إلى المستشفى لاستخراج تقرير طبي بحالي».
وأضافت: «تفاجأت عند عودتي إلى المركز بأحد رجال الشرطة يقول لي: «لقد حضر زوجكِ إلى هنا وأبدى أسفه فلا تغضبيه هذه المرة وارجعي له!». عندها قلت للشرطي: انظر إلى وجهي فلم يرني أحد من أهلي إلا بكى، وأنت تطلب مني أن أسامحه؟ وغضب والدي أيضا لأنهم لم يلقوا القبض عليه، وقال: «لو ارتكبت أنا الآن جريمة في حق هذا الشخص الذي شوّه وجه ابنتي فلا تلوموني»، فأجاب أحد الشرطة: «لا... لا يمكن ذلك وإلا لماذا الشرطة موجودة إذن؟!». ولايزال الزوج طليقا حتى هذه الساعة»
العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ