قالت صحيفة «انتخاب» الإيرانية أمس ان الولايات المتحدة تريد الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين من دون إراقة دماء أو إنفاق مليارات الدولارات في حرب جديدة في الخليج. وذكرت الصحيفة اليومية ان وزير الخارجية الألماني ابلغ نظيره الإيراني في مكالمة هاتفية ان واشنطن تسعى الى انقلاب ابيض بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضافت الصحيفة «سمعنا ان وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ابلغ كمال خرازي في مكالمة هاتفية ان اميركا تعتزم الإطاحة بصدام حسين من دون حرب أو إراقة دماء أو نفقات عسكرية كبيرة». وأكدت وزارة الخارجية الألمانية ان الوزيرين تحدثا في مكالمة هاتفية إلا أنها رفضت التعليق على ما تضمنته المحادثة كما رفضت وزارة الخارجية الإيرانية التعليق. وقالت الصحيفة التي يعتقد أنها قريبة من الزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي ان واشنطن نسقت سياستها فيما يبدو مع روسيا. وأكد هذا التقرير تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الروسي السابق يفجيني بريماكوف أخيرا عن احتمال ان يزور بوتين بنفسه بغداد لإقناع صدام بالتنحي والتوجه إلى موسكو. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنها لا تعلق على التقارير الإعلامية وليس لديها معلومات عن أية زيارة لبوتين إلى بغداد. وقالت «انتخاب» ان الخطة الاميركية تتضمن حلا وسطا لقيام نظام في العراق بعد التخلص من صدام سيكون فيه دور محدود للحزب الحاكم. وتابعت «تشير تقارير إلى ان العراق سيحكم في المستقبل من خلال دولة اتحادية وان حزب البعث لن يجري التخلص منه نهائيا». وأضافت «سيتأثر تشكيل الحكومة المستقبلية في بغداد بالقرارات التي اتخذت في اجتماع لندن للمعارضة العراقية في الشهر الماضي».

والتقت المعارضة المتفككة نتيجة انقسامات طائفية وفكرية في لندن لمحاولة التوصل الى صيغة مشتركة لإقامة نظام ديمقراطي في العراق بعد الإطاحة بصدام إلا أنها لم تحقق نجاحا يذكر. وما زالت طهران تعارض صدام بشدة بعد حربها مع العراق بين 1980 و1988 إلا أنها لا ترغب في تولي حكومة موالية للغرب الحكم في بغداد لتصبح محاطة من الجهات جميعها بدول صديقة لعدوها اللدود الولايات المتحدة عقب الحرب التي شنتها واشنطن العام الماضي في افغانستان