العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ

مصادر دبلوماسية أوروبية: الحرب مؤجلة إلى حين حصر أماكن وجود القيادة العراقية

توقعت مصادر دبلوماسية اوروبية ان تبدأ خلال الاسبوع المقبل عمليات التفتيش متسارعة وشديدة الوطأة على العراقيين وستتجه للتركيز على مواقع حساسة للغاية، لاعادة ترتيب المعلومات الكفيلة بانجاز واجبات الحرب المرتقبة على العراق بأفضل مما هو متوافر من معلومات يمكن الحصول عليها من عمليات التفتيش.

وكشفت هذه المصادر «ان الادارة الاميركية تريد من (الانموفيك) التأكد من عدد الصواريخ التي قال العراق في اعلانه الشامل ان مدياتها ربما تتجاوز أو تقل عن 150 كيلو مترا باعتبار ان نشر أي من هذه الصواريخ من دون ضبط أعدادها وأماكن وجودها يعني من وجهة النظر القتالية الميدانية ان هذه الصواريخ بامكانها استهداف القوات الأميركية في نقاط تحشدها في الأيام الأولى للحرب المرتقبة». وأعربت هذه المصادر في حديثها لـ «الوسط» ان (الانموفيك) أمام مهمة صعبة لتحديد امكانات العراق لتزويد هذه الصواريخ بالمواد الكيماوية او البيولوجية، وأضافت «ان تواصل زيارات فرق التفتيش في الايام القليلة الماضية لمواقع انتاج الوقود الصلب والسائل لهذه الصواريخ وأيضا معامل تصنيع المشروبات الكحولية في العراق استهدف تحديد ادنى امكان عراقي لانتاج المواد الكيماوية والبيولوجية في المخمرات العائدة لهذه المعامل وكذلك تحديد صلاحية منصات الصواريخ التي يمكن استخدامها في الحرب المقبلة إذا ما وقعت!!».

وأكدت هذه المصادر «ان الحديث عن كون العراق هو من يقر بامتلاكه أسلحة محظورة وليس من مهمة المفتشين الا التأكد من هذا الاقرار أخذ ينتقل إلى حيز التطبيق وفقا للتصور الأميركي»، وأوضحت «ان المفتشين صاروا يتعاملون مع الاعلان العراقي على هذا الاساس منذ اليوم الأول لتقديمه، في الوقت ذاته تكاثرت فيه الضغوط على هانز بليكس ووصفه بالشخص غير القادر على استخدام الشدة مع العراق للكشف عن عدم توافق مضامين اعلانه الشامل مع وقائع التفتيش»، ووصفت هذه المصادر «اعلان الناطق الرسمي باسم (الانموفيك) عن حصول تقدم في عمليات الاستجواب، بانه محاولة لتقديم دلالة على الدور الذي تلعبه (الانموفيك) في عمليات الاستجواب، وبالتالي لتخفيف الضغوط الاميركية عليها».

وأعربت هذه المصادر عن توقعها بـ «ان تكون قائمة العلماء التي من المرجح ان تطالب بهم الانموفيك ليست قائمة أميركية، بل قائمة اسرائيلية» وأكدت انه «بعد ان كانت الادارة الاميركية تكتفي بالتنسيق والتفاهم مع الحكومة البريطانية بشأن العراق أخذت لا تقدم على خطوة الا بعد مشاورات مستفيضة مع اسرائيل، والاعتماد على المعلومات التي يوفرها الموساد للمخابرات المركزية الاميركية في هذا الموضوع على اثر تفاهم لتنسيق المواقف بين الجانبين أكد عليه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الاسرائيلي إلى واشنطن».

وتضيف هذه المصادر «ان القائمة لن تكون طويلة وستحاول الانموفيك تذليل الصعوبات امام خروج هؤلاء العلماء إلى خارج العراق لاستجوابهم من قبل فريق متخصص في الأمم المتحدة غالبيته من الاميركيين وفيه من الاسرائيليين المزدوجي الجنسية».

وقالت «ان المعلومات التي سيتم الحصول عليها من هؤلاء العلماء في حال اخراجهم من العراق، ستتم مقارنتها بالتقرير العراقي الشامل، وستقوم المخابرات المركزية الأميركية بمقارنة المعلومات بالمتراكم عندها من التقارير العراقية وتقارير الأمم المتحدة فضلا عن تقارير جمعت عبر وسائلها الاستخبارية، وستقدم نسخا كاملة من هذه الاجابات إلى الموساد الاسرائيلي لمقارنتها بالمتراكم عنده من المعلومات عن التسليح العراقي».

ولم تستبعد هذه المصادر «ان يكون من بين قائمة العلماء هذه خبراء في الاتصالات الرئاسية العراقية للحصول على أساليب تغيير شفرة الاتصالات لحصر أماكن وجود القيادة العراقية».

وأشارت هذه المصادر إلى «ان الحرب تبدو مؤجلة حتى الانتهاء من ذلك كله ، لان مفهوم الحرب الخفيفة التي يريدها رامسفيلد ونائبه وولفوفيتز، تعني الاستخدام للأسلحة الاميركية ليس بالقدر الذي يقدمه الجانب التقني، وانما بالشكل المؤهل استخباريا لكي يقصف الهدف الواحد بصاروخ واحد فقط ويحقق النتيجة الحتمية المطلوبة»

العدد 119 - الخميس 02 يناير 2003م الموافق 28 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً