يجمع محللون سياسيون واقتصاديون أردنيون على ان الأهداف الخفية للتصميم الامريكي ـ البريطاني على ضرب العراق هو لتحقيق السيطرة على النفط وتغيير نظام الحكم فيه كجزء من اعادة رسم خريطة جديدة للمنطقة. ويقول هؤلاء في حوارات منفصلة أجرتها «الوسط» معهم بينهم استاذ الاقتصاد في الجامعة الاردنية منير حمارنة ان اميركا تهدف الى تحقيق هدفين مترابطين، الاول السيطرة على النفط العراقي، وهذا برأيه، لا يتم الا اذا تم تغيير النظام العراقي بحسب التصور الأميركي. وقال اذا سيطرت اميركا على النفط العراقي الذي يشكل الاحتياط الثاني في المنطقة بعد السعودية فانها تضمن لنفسها تدفقا سهلا بأسعار مناسبة لها وتابع ان اميركا لا تريد أية مقاطعة لها. او التهديد بذلك من أية دولة لانها بحاجة إلى النفط ولا تريد شراءه تحت تأثير ارتفاع او انخفاض سعره كما حدث في العام 1973 خلال الحرب العربية الاسرائيلية إذ استخدم النفط سلاحا عربيا في الحرب ومحاولة إظهار قوة الموقف العربي امام الدعم الأميركي اللامحدود للسياسة العدوانية التوسعية الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب.
ويرى حمارنة ان الاتجاه القوي في السياسة الأميركية يقوم على السيطرة على مناطق القوى المتمردة كافة والتي تمتلك مقومات اقتصادية هائلة. واضاف ان هذا الاتجاه القوي لا يريد ترك الدول النفطية في المنطقة تفعل ما تريد لان في ذلك تعريض أميركا لتأثيرات سياسية واقتصادية قد تتعارض معها لذلك هي تريد ان تخضع هذه الدول لسياساتها. ويتفق محللون سياسيون آخرون مع ما قاله حمارنة وقال أمين عام حزب الوحدة الديمقراطي الشعبي الاردني، احد احزاب المعارضة الاردنية، سعيد ذياب ان الحرب المرتقبة على العراق تستهدف النفط ولتحقيق ذلك تسعى اميركا وبريطانيا لتغيير النظام العراقي.
وأضاف لو كان العراق مؤيدا للسياسة الاميركية لاختلف الوضع. وقال ان اميركا تعتقد ان النظام العراقي القائم يعوق تحقيق اهدافهم في السيطرة على النفط لذلك فانهم يرون ان الحل هو تغيير النظام بالقوة بعدما فشل الحصار في خلق انهيار داخلي. واضاف لا يمكن تناول العداء الاميركي للعراق بعيدا عن اهداف اميركا الاستراتيجية في المنطقة. واعرب عن اعتقاده بان النظرة الاميركية قد تبدلت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واصبحت تقوم على الوجود المباشر والتوسع شرقا للوصول الى منابع بحر قزوين بدل السياسة التي كانت تتبعها قبل انهيار الاتحاد السوفياتي والتي كانت تقوم على الدفاع عن المنطقة من دون التمركز العسكري المباشر والمكثف. ورأى ان مخططات اميركا معدة منذ وقت طويل لرسم خريطة جديدة للمنطقة تكرس فيها الوجود الاميركي المباشر. واضاف انها استغلت حوادث 11 سبتمبر/أيلول للاندفاع لتنفيذ هذه المخططات تحت حجة محاربة الارهاب واسلحة الدمار الشامل.
وتابع يقول ان الادعات الاميركية عن الديمقراطية وحقوق الانسان هي شعارات للتغطية على ضرب العراق ومحاولة استمالة العراقيين لتحقيق الاهداف الاميركية السياسية والاقتصادية ويرى آخرون ان اميركا تريد بعد ضرب العراق رسم خريطة جديدة للمنطقة لتكون هي امبراطورية العالم وليس القوة العظمى فقط.
ويقول المحلل السياسي وامين سر لجنة التعبئة الوطنية الاردنية للدفاع عن العراق سامي عوض الله ان ضرب العراق يعني البدء الاميركي المباشر في اخضاع دول المنطقة وهذا يعني برأيه ان التشدد الاميركي ضد سورية ولبنان والسعودية وايران سيتصاعد لتحقيق الإطباق الاميركي الاسرائيلي على المنطقة.
وقال ان اميركا تتبع سياسة تقوم على ان من لم يرضخ بالسياسة سيواجه العواقب. وقال علينا ان نتذكر خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش بعد 11 سبتمبر للأمة الاميركية حين قال ان اميركا ستواصل قصف معسكرات الارهاب ومنع الانظمة التي تدعم الارهاب وتوفر الملاذ الآمن له من تهديد اميركا واصدقائها من خلال اسلحة الدمار الشامل وان اميركا لن تتهاون مع من يؤوي الارهاب وان بوش قد عد العراق وايران وغيرهما ضمن محور الشر ورأى ان الحرب على العراق مقبلة لا محالة وان المسألة مسألة وقت. وقال من غير المتوقع تراجع الادارة الاميركية عن هدف تغيير النظام وان الحشود العسكرية مستمرة والجولات الاميركية السياسية على دول المنطقة بدأت منذ شهور ورأى ان الاعتراض الخجول من عدة قوى لن يمنع اميركا من بدء الحرب. ويعتقد محللون في الشأن الفلسطيني ان الفلسطينيين هم الخاسر الاكبر بعد العراق اذا حصلت الحرب وخسرها العراق ويرى البعض ان الحرب ستدفع (اسرائيل) واميركا الى محاولة فرض تسوية على الفلسطينيين اساسها شطب حقوق اللاجئين والقدس وعناصر السيادة ليبقى جوهر الحل حكما للفلسطينيين على المدن الفلسطينية أي ما نسبته 42 في المئة وهو المطروح من قبل شارون وفي احسن الاحوال 65 في المئة كما يطرح زعيم حزب العمل الاسرائيلي
العدد 118 - الأربعاء 01 يناير 2003م الموافق 27 شوال 1423هـ