في أول يوم من أيام 3002 مرزوق تصفح بعض الرسائل الواردة إلى جمعية من لا برج لهم فوجد همومها مشتركة.
مواطن يقول: «لا أخفي عليك أنني ترددت كثيرا قبل أن أبعث إليك هذه الرسالة، وكنت أعتقد أنني لست من أعضاء جمعيتكم التي تجمع غير المحظوظين لأنني لدي وظيفة في إحدى شركات المقاولات وبراتب قدره مئة وعشرون دينارا، يعني أحسن من الكثيرين الذين لا يملكون حتى وظيفة، ولكن اليوم أدركت أنني عضو ومن النوع الممتاز لديكم لأنني غير محظوظ، لأننا نحن العمال البحرينيين لا يسمح لنا بالعمل في بعض المؤسسات العامة والخاصة. لذلك أتمنى من رئيس الجمعية الحاج مرزوق أن يضمني إلى هذه الجمعية، وأن يتقبل اعتذاري لأنني كنت لا أعرف بهذه الجمعية. وشكرا جزيلا».
مواطن آخر قال: «يجب إيجاد وظائف لكل الفئات والمستويات، وخصوصا المتخرجين الجدد من الثانوية العامة الذين لا يستطيعون مواصلة الدراسة، وذلك بسبب فقر عوائلهم، ولا يستطيعون العمل أو الحصول عليه بسبب البطالة المتراكمة، ولا يوجد الدعم لهم».
مواطن آخر قال: «لماذا نرى تدني المستوى التعليمي لدى فئة الشباب خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل ملحوظ؟ إن المشكلة المادية والحال الاجتماعية لهما دور، لكن تخلف الطلبة عن حب الدراسة والأمل في مستقبل مشرق لهم ولأجيالهم يجعلهم يتابعون الأمور من دون رؤية ولا حتى النظر فيما يمكن أن يتحصلوا عليه من أمل لهم ولأجيالهم. لابد أن لا ينشغل الطلاب فيما لا يعنيهم من الأمور والتي تفوق طاقتهم. ومن هنا فالروتين شيء سيئ، ولكن حبذا لو تطرقت له ودققت جرسا للطلبة بحيث لا يركنون إلى الروتين، وذلك من البيت للمدرسة ثم للبيت ونسيان الكتب إلى اليوم الثاني عدا حل الواجبات. فلم تعد أهمية المراجعة والتحصيل والقراءة الأولية من الكتب المدرسية فضلا عن الاطلاع في المكتبات العامة همّا لدى الطلبة. أنا شخصيا منزعج جدا من هذه الظاهرة. في أيامي (وأنا من خريجي دفعة 4991) لم نكن نجد الوقت الصحي للمراجعة نظرا إلى ما كانت تمر به البلاد من أزمة. واليوم لما عادت الأمور إلى حال أفضل بكثير وتوسعت مصادر التعلم، لم نرَ من الطلبة ولا من المربين ولا من المثقفين ولا حتى من العلماء إلا القليل الذين يؤكدون ضرورة الاهتمام بالطلبة والتعليم».
مواطن آخر يتابع: «بينما نجد أن أكثر موظفي شركات القطاع الخاص هم من العمالة الأجنبية (الآسيوية)، التي يمتلكها أشخاص لهم باع كبير في الاقتصاد البحريني وتعج شركاتهم برائحة الآسيويين الذين طغوا بمناصبهم على حقوق المواطن البحريني!!».
ولو نظرنا إلى النسبة التي يشغلها البحرينيون هناك، ونلقي نظرة أخرى إلى تلك المناصب الواهية من «فراش» أو «عامل»...، وقد نجد القلة منهم يشغلون مناصب حساسة، من دون أية سلطة عليها، إذ تؤثر الضغوطات من رؤسائهم «الآسيويين» على قراراتهم...
منذ بداية مشروع الميثاق الوطني وعملية الإصلاح التي تبناها جلالة الملك، ونحن نلقي لومنا على القطاع العام والجهات المعنية فيه... وبناء عليه تمت الاستجابة لبعض نداءاتنا، وتم تحسين الرواتب وزيادة عملية توظيف البحرينيين... بينما أهملنا القطاع الخاص الذي يمثل دورا كبيرا في الاقتصاد الوطني، ولم نجد مبادرة بناءة من قبل أصحاب تلك الشركات من حيث تحسين الرواتب أو زيادة نسبة البحرنة فيها، إذ مازال بعض العمال يتقاضون رواتب متدنية، ولا من عين ناظرة... أو أذن سامعة...!! وهنا سؤال آخر يطرح نفسه ألا وهو: «ما الذي قدّمه القطاع الخاص لأبناء الوطن؟»
إقرأ أيضا لـ "حظك يا مرزوق"العدد 117 - الثلثاء 31 ديسمبر 2002م الموافق 26 شوال 1423هـ