بصراحة هل حققت البحرين الكثير من الإنجازات التي أصبحت بمقدورها إخراس كل من يريد الانتقاد للأداء السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البحرين؟ وهل بحاجة لمن يريد أن ينتقد تلك الإنجازات إلى أن يقف في الهايد بارك بلندن لينتقد؟
ربما الإنجاز الوحيد الذي يمكنني أحسبه في بلدي هذا هو الحرية البسيطة التي تسمح لنا بالحديث والكلام والانتقاد والاحتجاج دون الحاجة الآن إلى براحة الهايد بارك، وما دون ذلك فلا إنجازات يمكن أن نحتسبها لا على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي إلا القليل جدا من جملة طموحات لم يجدها المواطن رغم سنوات طويلة من المطالبات المستمرة.
فعلى الصعيدين المعيشي والاقتصادي مازال المواطن يعاني من سوء أوضاع وتردي حال، و «طرارة» مستمرة من الحكومة لإعانة الغلاء التي لا تمثل شيئا من مليارات واردات النفط المهدورة أو (...)، في ظل ارتفاع أسعار كل شيء وإصرار الحكومة على أن الأسعار تراجعت فقط من أجل عدم صرف تلك المعونة «الملعونة».
على المستوى الاجتماعي فالوضع أكثر تعقيدا، فالتجنيس غير القانوني مستمر، وجرائم المجنسين في تزايد، حتى وصلنا إلى حالات احتقان مناطقي بين فئات المجتمع الأصيلة والدخيلة، وإلى عادات وسياسات «أبو عنتر».
كما أن الأزمة الإسكانية مازالت تلقي بظلالها على مضمون المشروع الإصلاحي، الذي لم يستطع حتى الآن إخراج البلد من حالة التوتر المستمرة في هذا الملف، بل استغله البعض لإشعال حالة الاحتقان من جديد، وما إسكان «القرى الأربع» إلا مثالا بسيطا لحالة الاحتقان المراد لها أن تكون حاضرة وبقوة لتحقيق المآرب الشخصية.
وعلى المستوى السياسي فحدِّثْ ولا حَرَجْ حتى أصبحت من إنجازات الدولة ترشح جلادين ومعذِّبين ومن تلطخت أيديهم بدماء أبناء هذا البلد للسلطة التشريعية، في ظل مجلس نيابي «معوّق وعاجز».
والاحتقان السياسي مازال مستمرا في ظل وجود معتقلين يقولون إنهم يتعرضون لتعذيب بشكل مستمر، وإن اعترافاتهم انتُزعت منهم بالقوة؛ ما انعكس على الهدوء العام لنشهد حريقا هنا وحريقا هناك ومسيرة هنا واعتصاما هناك لنعود بهذا المشهد إلى ما قبل الإصلاح السياسي وأحداث التسعينيات.
فكل إنجازات بلدنا إنْ وُجدت فهي لم تصب عموما في صالح المواطن الفقير، ولم تسعَ لتحسين وضعه ومعيشته، وحتى البنية التحتية في أسوأ أوضاعها منذ سنوات طوال. ربما الإنجازات التي أسكتت البعض ما هي إلا إنجازات صورية وإعلامية كمشاريع الحكومة التي لا نسمع عنها إلا على الورق وفي وسائل الإعلام على أنها أحلام.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 2528 - الجمعة 07 أغسطس 2009م الموافق 15 شعبان 1430هـ
رأيي
والله يا أخي : البلد بحاجة لإعادة هيكلة الديمقراطية ، أو نقول بحاجة لبناء من الأساس - إن صحّ التعبير - حتى نتمكن من بنائها من جديد !
تسويق الإنجازات
أحسنت للأسف الشديد لم نرى مشروع جاد واستراتيجي يخدم المواطن المعدم والفقير بل على العكس تماما المشاريع الإستراتيجية دائما تصب في خدمة الدولة والمتنفذيين وأيضا من يسمون بنواب الشعب ( شورى - بلديين - نيبابيين ) ، فعلاوة الغلاء لا تعد مشروع استراتيجي لأنها بعد سنتين من الآن سوف تجف ،، بينما مشروع تقاعد النواب يعد استراتيجيا وبمتياز لأنه مستمر حتى القبر.
الحكومة نقضت العهود والمعارضة لم توقف الأسوأ
ليس غريبا على الحكومة أن تتنكر لعهودها فلنا معها تاريخ شاهد على ذلك
الأمر الأهم هل استطاع من دخل البرلمان بحجة إيقاف الأسوأ هل استطاع ذلك ها هي قضية توزيع بيوت القرى الأربع توزع على عينك يا تاجر فماذا
استطاع من دخل البرلمان ليوقف الأسوأ أن يعمل هل أوقف الأسوأ ؟
كيف لكم أن تبرروا الآن دخولكم إلى هذا المستنقع
الذي لن تخرجوا منه إلا بعد أن تتلوثو به
يا جماعة ألا تعترفواا أنكم وقعتم في فخ وشباك
هذا البرطمان ألا يكفي ما يحصل لكي نلملم أنفسنا ونخرج ببعض الكرامة؟
ممتاز
خير الكلام ما قل و دل. لا يمكن اضافة الكثير بعد مقالك المغتضب الذي و صف الحالة البحرينية و بشكل صحيح الى حد كبير. عوفيت و لا اعتقد اني يوما ساطلع على اية جريدة بحرينية او قناة تلفزيوبية او حتى على اشارة و لو من بعيد في احدى القنوات الخليجية او الدولية قد تتحدث عن و طني العزيز. سادعي اني غريب وما انا الا وافد، الهدف من وجودي على هذه الارض هو التكسب و لاغير. لقد مللت و تعبت و لا اعتقد ان وطني هو وطني، لقد سرقوه و لا اعلم كيف السبيل الى استرداده. وداعا ايها البحرينيون.