دخلت أزمة الانتخابات الرئاسية في إيران أسبوعها التاسع وهي لاتزال مفتوحة على احتمالين: تسوية تحت سقف القانون أو تجويف الدولة والثورة من جيلها المؤسس. التأرجح بين الاحتمالين شهد في الأسبوع الماضي تراجعا بسيطا في إمكانات المصالحة وتقدما مخيفا باتجاه الانزلاق نحو تفريغ الجمهورية من عصبها السياسي. ونمو عناصر التصادم من الداخل تمظهر في مشهد المحاكمات المصورة التي أطلقت اعترافات مبرمجة ضد قوى الاعتراض تحتوي على اتهامات بالتآمر والتواطؤ والارتباط بالأجنبي.
إخراج المحاكمات قبل أيام من جلسة التنصيب يوم الأربعاء الماضي وجّه رسالة قاسية للقوى الإصلاحية في مجلس الشورى تتضمن عناوين تهدد من يعترض على رئيس الأمر الواقع بالمصير نفسه. وجاءت عملية التنصيب بعد تدخل مباشر من القيادة العليا حتى تأخذ شرعية خاصة تتجاوز صناديق الاقتراع وتلك الاحتجاجات التي صدرت بشأن صحتها. وبسبب هذه المشاهد التخويفية جاءت جلسة التنصيب عادية جدا إذ حضرت الغالبية النيابية و«كأن على رؤوسهم الطير». فأعضاء الشورى لاذوا بالصمت ما يدل على وجود أجواء غير مريحة في التعامل مع رئيس الأمر الواقع.
الآن أصبح محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية في دورة ثانية تحتمل الكثير من المضامين السلبية التي تؤشر على اتجاهات لن تكون في معطياتها متوافقة مع تاريخ الثورة بعد مرور ثلاثة عقود على انطلاقتها الأولى. فإيران في العام 1979 تغيرت وهي الآن في العام 2009 ولن تعود إلى الوراء كما كانت. فالتاريخ يتقدم حتى لو جاءت النتائج متشابهة في صورها. وهذا النوع من المشاهد ليس جديدا في تاريخ الدول وتآكل الأجيال وانقلاب الثاني على الأول (المؤسس).
أشرطة المحاكمات المصورة التي بثها التلفزيون الرسمي تحاكي الكثير من «المحاكم الثورية» التي عرفتها الشعوب في فرنسا وروسيا والصين والعراق في زمن صدام حسين. فالأشرطة حتى لو كانت صحيحة فهي تؤشر ضمنا على حصول انقلاب في معايير التعامل من وراء الستار أقدمت الأجهزة على ترتيبه خلف الكواليس. فالسيناريو المرسوم في إيقاعاته لم يحمل معه «مفاجأة» وخصوصا تلك الاعترافات التي قيل أن أبطحي أدلى بها.
كلام أبطحي ليس «مفاجأة» لأنه أصلا كان متوقعا وبثه على الأجهزة المرئية يشكل علامة على كونه يلبي حاجة سياسية تريد الأجهزة إرسالها قبل جلسة التنصيب. التنصيب حصل وأزمة الانتخابات الرئاسية دخلت الآن مرحلة جديدة لأنها انتقلت من صندوق الاقتراع إلى السياسة وما تعنيه من تجاذبات على تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب والحقائب وترتيب التوازنات. وهذه الحفلة تقتضي المراقبة للتعرف على مدى جدية تدخل الأجهزة العسكرية (الباسيج والباسدران) في الشئون السياسية ونسبة التوازن الذي ستستقر عليه مراكز القوى في الكتلتين: المحافظون الجدد/ المحافظون التقليديون.
قوى الاعتراض أصبحت على هامش الصورة. ومشهد التنصيب أعطى فكرة عن مرحلة يمكن ان ترسم ملامح دولة ليست بالضرورة متوافقة مع تلك التي أسسها الإمام الخميني وتابع مسارها الجيل المؤسس المتمثل في مرجعيات قم التقليدية «وخط الامام» الذي حمل مشروعه التيار المتهم الآن بالارتداد والخيانة والتآمر والارتباط بالأجنبي. مشهد التنصيب الجاف والبارد والصامت في مجلس الشورى يقابله مشهد المحاكمات الصاخب في قاعة «المحاكم الثورية». فالقاعة هي الوجه الآخر للشورى وهي تشبه الفزاعة التي تخترع لتخويف أصحاب القرار في القاعة الموازية.
الاعترافات الجاهزة أرسلت أشارات قاسية للداخل والخارج. فهي أرادت داخليا تخويف الشارع المعترض وتهديده بالمصير ذاته. وهي خارجيا أكدت عزم «تيار المحافظين الجدد» الذهاب بعيدا في الاقتصاص من الجيل المؤسس الذي قاد معركة الإطاحة بالشاه ونظام الشاهنشاهية. ومعاقبة الجيل الأول بهذه الطريقة المهينة تشكل أفضل هدية لبقايا أنصار الشاه وكل القوى التي تضررت فعليا من الثورة الإسلامية وتداعياتها.
الرسالة إلى الخارج أسوأ من تلك العناوين التي وجهتها إلى الداخل. فهي اشتملت على مادة خصبة للشماتة والسخرية وأعطت القوى المتضررة من ثورة 1979 فرصة للضحك في الغرف السرية من ذاك التيار المؤسس الذي لعب دوره في إقفال «السفارة الإسرائيلية» وإعادة فتحها بصفتها مكتبا للسفارة الفلسطينية.
القوى الخارجية (الأميركية تحديدا) تعتبر أن الجيل المؤسس يتحمل المسئولية عن كل التحولات التي طرأت على إيران في العقود الثلاثة وبالتالي فهي لن تتحرك للدفاع عنه لكونه الطرف الذي يقف وراء المواجهات والتجاذبات ولابد أن يتلقى العقاب حتى لو جاء من الداخل. المحاكمات هدية غير متوقعة للقوى الخارجية التي تضررت من الثورة وبالتالي فهي لن تلقى ذاك الاعتراض المطلوب دوليا. وأحمدي نجاد (بمعية صهره مشائي) حين استخدم هذه الوسيلة الغبية كان يعرف ماذا يفعل، فهو يريد أن يوجه رسالة للخارج تشير إلى أن «تيار المحافظين الجدد» يقوم بالمهمة نيابة عن القوى المتضررة وهي كثيرة في ملفاتها وفصولها وحكاياتها.
السؤال الآن وبعد انتهاء جلسة التنصيب على خط متلازم مع التهديد باستمرار المحاكمات والاعترافات وتوسيع رقعة الاعتقالات، هل تتوقف فضيحة «المحاكم الثورية» أم تتوجه نحو الأفق الأخير؟
الجواب محكوم بمدى تحكّم تلك القشرة من الطفيليات بمفاصل الدولة ومصادر الثروة. فإذا كانت تلك القشرة لاتزال في طور الإشباع فالاحتمال يرجح إيغالها في توسيع شبكة محاصرة الجيل المؤسس والتخلص منه بوسائل يمكن متابعة صورها سلفا من مشاهد محاكمات حصلت سابقا في الكثير من أنظمة الاستبداد. أما إذا اكتفت تلك القشرة بما حققته من «إنجازات» سلطوية فالاحتمال يرجح أن تكون تلك المحاكمات والاعترافات التي أعلن عنها رسالة تخويف ودعوة للتسوية تحت سقف قانون الغلبة.
مراقبة قاعات «المحاكم الثورية» لا تقل أهمية عن متابعة جلسات قاعة مجلس الشورى والمداولات التي ستحصل بشأن تشكيل حكومة رئيس الأمر الواقع. فالمجلس يرصد نسبة التوازن بين التيارين المحافظين (الجديد والتقليدي) والمحاكم تعطي فكرة عن عقلية الثأر ونزعة الانتقام وهي في مجموعها ترسم صورة سياسية جديدة أخذت تتشكل من الداخل الإيراني. والصورة قد تستقر على تسوية تتوقف بموجبها الاعترافات أو تتمادى في ألوانها العنيفة والقاسية ما يؤشر إلى منعطف خطير في تاريخ الثورة. فالتطاول على الجيل المؤسس يعني أن اعترافات أبطحي ليست النهاية بل بداية تمهد الطريق لطور آخر دخلته الدولة بين مرحلة صعود ومرحلة هبوط.
إقرأ أيضا لـ "وليد نويهض"العدد 2528 - الجمعة 07 أغسطس 2009م الموافق 15 شعبان 1430هـ
إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه 2. نبيل العابد
الزوبعة الإعلامية لبعض الفضائيات المادية والطائفية في إثارة وتيرة الانتخابات بانها غير شرعية والمتامل لمقال الصحفي تتضح له تداعيات الصحافة في نقل الوجه الحقيقي لأبناء الثورة، لا أنفي وجود حماقات من البعض في كيفية المعاملة لكن ان تأخذ العملية الإعلامية دورا رئيسا الهدف منه إسقاط النظام الإسلامي بكذبة إعتقد منها موسوي أنه انتصر في الانتخابات واتخذت وسائل الإعلام المناهضة منها نقطة إعلامية بارزة في محاولة تشويه معالم الثورة التي يهتز لها عرش الطغاة .
إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه 1. نبيل العابد
هذا إن صح التعبير، ومعلوم أنه بعد وفاة الرسول الأكرم (ص) ظهر المنافقون وهو حال الجمهورية المباركة بعد وفاة الإمام الخميني قدس سره حاول الكثيرون إقصاء رجالات الثورة وأبنائها إلا أن يقضة أبنائها الحقيقون أفشلوا كل محاولات المنافقين المندسين في أوساط الثورة الذين يدركون أنه لا معاش لهم من دون الانخراط في محيطها، وهاهم اليوم أكثر شراسة أكثر خبثاً ولا أستبعد حصولهم على مساعدات خارجية لهدم مفاهيم الثورة الإسلامية التي انتزعت مبادئها كل أيدلوجية الغرب الخاوية ولا زالت النعوق العربية هي الأخرى تقف خلف
حدث العاقل بما لا يليق...
يعني بكل بساطه تريد منا ان نبرء ساحة عقل موسوي من الغباء و السذاجة وقلة العقل و قلة الحنكة السياسية و نحول كل هذا الى احمد نجاد و الذين معه و القيادة و مجلس الخبراء و مجلس صيانة الدستور و الكم الهائل من الملايين الذين انتخبوا نجاد !!ممتاز . وتريد منا نبرء ساحة المخابرات الغربية التي تعترف بتدخلها و بكل وقاحة و البغضاء بادية من افعالهم و اقوالهم ولا يحتاج هذا الى ادلة لأنه مشاهد بكل الحواس . يا اخ بوصلة عقلانيتك مغناطيسهه ضعف ازيد من اللازم انصحك تدلكها بمغناطيس شهر رمضان
لماذا لا تتركوا إيران في حالها؟
دائما ما نوجه الاتهامات إلى الجمهورية الإسلامية بالتدخل في الشئون العربية وللأسف نحن نمارس الشئ نفسه من خلال الانحياز إلى طرف ما من ال\رفين المتنافسين على إدارة الدولة في إيران . نحن نطالب إيران بعدم التدخل في شئوننا الداخلية وهذا مطلب شرعي لا يساومنا عليه أحد لأنه من مبادئنا فهل نترك إيران وشأنها الداخلي ولا نستعديها على أنفسنا لأننا نريد العيش بسلام مع جميع الشعوب ؟
إيران دولة مجاورة وأغلب شعبها من المسلمين فلهم علينا حق الجيرة وحق الإسلام .
مير موسوي اسبابها
استاذي العزيز لابد من وجود حلول للازمة في طهران ولكن لو نظرنا لمسبب الازمة الرئيسي هو هذا المتحذلق الملقب بموسوي الذي هو مير حسين موسوي بالاحرى لابد من محاكمة هذا الخائن المتعاون الامريكي المتحذلق كل مايحدث في ايران يقع على عاتق هذا الابله لان الجمهورية الاسلامية هي اسمى من ان تتلاعب بها امريكا من الداخل قبل الخارج .