شهدت فترة السبعينات والثمانينات في جمهورية مصر العربية شدا وجذبا بين المتطرفين في الديانتين الإسلام والمسيحية، وعلى رغم أن المسيحيين يعدون أقلية في مصر مقابل الغالبية للمسلمين فإن وجودهم ضمن تعداد سكاني يصل إلى 85 مليون شخص لا يعد بالشيء الهين، الأمر الذي أسهم في إطلاق فكرة فيلم «حسن ومرقص» للعملاقين عمر الشريف وعادل إمام ولاقى الأخير انتقادا لاذعا لتجسيده دور كاهن مسيحي واتهامه بالتبشير بالمسيحية.

شباك التذاكر أثبت قوة الفيلم بحصوله على أعلى إيرادات لهذا الموسم، بعد تناوله لقضية الوحدة بين الديانتين في إطار كوميدي من خلال تبادل الأدوار بين البطلين للهروب من سطوة المتطرفين، ولعل نهاية الفيلم جاءت موفقة جدا لتجسيد تلك الوحدة.

وعلى عجالة نقول إن «حسن ومرقص» يجسد العلاقة بين كاهن مسيحي يدعى بولص يلعب دوره الفنان الكبير عادل إمام ، ورجل الدين المسلم الشيخ محمود الذي يلعب دوره العملاق العالمي عمر الشريف، هذا ويلعب كل من عادل إمام وعمر الشريف دوري رجلي دين معتدلين يضطران إلى الهروب من شخصياتهما الحقيقية وتغيير هويتيهما بسب تعرضهما لتهديدات من متطرفين، فيأخذ الكاهن المسيحي هوية رجل دين مسلم بينما يحدث العكس مع رجل الدين المسلم وتتوالى الأحداث التي تنتهي باحتراق منزلهما ولجوء المسيحي لستر زوجة المسلم ولجوء الأخير لإنقاذ عائلة المسيحي.

دور عرض السينما البحرينية تعرض حاليا هذا الفيلم والذي يتهمه البعض بالسطحية وعدم عمق الفكرة، بيد أني أرى بأننا لا نحتاج لسيناريو يعكف على كتابته جيش من المؤلفين أو موازنة ضخمة أو أن نحشر أفكارا بين سطوره ليوصم العمل بالعميق، فالرسالة الإعلامية تقوم على إيصال المعلومة بأقل عدد من الكلمات وهذا الأمر ينطبق على هذا العمل الذي برع ببساطته في إيصال فكرة تجسيد «الوحدة بين الديانات»