نرنوا بأبصارنا للسفح في عجب
فما عسانا بهاتيك السفوح نرى
فرخا غريرا أبى إلا مغامرة
فما استطاع فأهوى بعد وانتحرا
وذاك ظن بأن العمر في خلد
حتى أتته النهى في عمره غررا
وثالثا عقنا في يسر مطلبنا
فما أقام لنا عشا ولا حضرا...
تكاد تصمتني الذكرى بما نطقت
حتى أصيخ لها الأسماع معتبرا
كأن الصبا والشباب الغض ملء يدي
فصار كالبحر بعد المد قد جزرا
في الأمسيات لكم طوقت فاتنة
وقد سريت أناجي النجم والقمرا
إذ بادلتنى رسالات الهوى عجبا
وأرسلت لي بها منديلها العطرا
لقد شربنا كؤوسا أنت تشربها
وإن سكرنا فإن الدهر ما سكرا
أنت القوي لقد كنا لقوتنا
لو نضغط الصخر لان الصخر وانكسرا
أنت الوسيم فقد كانت وسامتنا
تذيب قلب عذارى الحي والنظرا
رحنا وراحوا وراحت كل أمسية
كان المغني بها قد داعب الوترا
غدا إذا كرت الأعوام وانصرمت
لسوف تدرك أمرا عنك قد سترا
كل الحياة هباء لا يدوم بها
شيء وإن طاب في عينيك أو بهرا
والأرض تطوي وقبض الريح ما وهبت
كانوا عليها فهل تلقى لهم أثرا؟
العدد 2526 - الأربعاء 05 أغسطس 2009م الموافق 13 شعبان 1430هـ