العدد 2232 - الأربعاء 15 أكتوبر 2008م الموافق 14 شوال 1429هـ

شاكر الصايغ: نحن الوحيدون في الشرق الأوسط نصنع السيف كاملا

يعتبر «سيف نصيف» أشهر سيف في البحرين يملكه جلالة الملك

«ديباج» هو امتداد لأكثر من 200 عام في صناعة السيوف والخناجر إذ اشتهرت عائلة الصائغ بمحافظة المحرق وبالتحديد فريق الصاغة بصناعة السيوف والخناجر للأسرة الحاكمة ولأعيان وكبار الشخصيات.

وارتبط السيف وصياغته بعائلة الصائغ منذ ذلك الحين، وفي العام 1995 تم تأسيس وافتتاح «ديباج»، وذلك للمحافظة على هذه المهنة المتوارثة عن الآباء والأجداد وضمان استمراريتها.

التقينا في حوارنا هذا مع شاكر محمد موسى الصايغ وجواد علي بوشرار، اللذين أوضحا لنا كيف تكوّن لصناعة السيف جمهورها وفنها وأنواعها.

تحدث لنا شاكر الصايغ قائلا: إن مصنع «ديباج» لصناعة السيوف أخذ المهنة من أب عن جد.

فمنذ 200 عام كانت لأجدادنا مهنة صناعة السيوف ويُعتبر محلنا الآن هو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يصنع السيوف من الألف إلى الياء.

فنظرا إلى الإقبال الشديد والنجاح الفريد الذي حظي به «ديباج» لصناعة السيوف والخناجر والهدايا التقليدية الفاخرة استطعنا الوصول إلى السوق الخليجية والعالمية، إذ نقوم بالتصدير للدول الخليجية والعربية والأوروبية.

وقمنا بعرض أعمالنا في مزادات عدة في فرنسا وبريطانيا، وقمنا بالتصدير للولايات الأميركية، ولنا الشرف في تمثيل مملكة البحرين في عدة مشاركات خليجية على نطاق المهرجانات في قطر والكويت والمملكة العربية السعودية منها الجنادرية وغيرها.

ومنذ ذلك الحين عنينا في «ديباج» بكل جوانب السيوف والخناجر ولاسيما المعدن الثمين والنادر وجوده، وأعني هنا «الجوهر» الذي انقرضت صناعته من هذا الزمان لعدة أسباب، وقد قمنا بالبحث عن هذا المعدن وكيفية المحافظة عليه وصيانته وإعادة الخطوط المتباينة به.

ونُعتبر الوحيدين في المنطقة العربية من نملك القدرة على إصدار شهادات للسيوف القديمة ومعرفة نوع المعدن والعمر التقريبي وأماكن طباعة النصول القديمة وتحديد الأختام التي تمهر للسيف وما ترمز له وما إذا كانت أصلية أم لا، وذلك بمعية خبير الجوهر زميلي في المحل جواد علي محمد بوشرار الذي يقوم بتحضير الماجستير في معدن «الجوهر» في روسيا وهو يشغل منصب مدير التسويق في «ديباج».

ويُعتبر أشهر سيف في البحرين هو سيف يملكه جلالة الملك واسمه «سيف نصيف» ويمتاز بنصل فريد من نوعه حيث «مفرط من الأمام» ويستخدمه للعرضة وفي العيد.

أما من حيث سعر السيف فيقول شاكر: إن قيمة المعدن النفيس تتحكم في سعره، وتطعيمه بالألماس وبالأحجار الكريمة.

أما من يقتني السيف فهو من يعشقه أو لاستخدامه كما ذكرنا في العرضة أو الزواج.

لايوجد دعم

للأسف يقول شاكر الصايغ، لا يوجد دعم واهتمام في هذا المجال من الحكومة أو الهيئات المعنية.

كما لايوجد توثيق للصناعة البحرينية كما هو معمول به في الدول الأخرى.

وانني اقترح وجود جمعية او مثلا الوزارات المعنية وحتى البنوك بدعم وتبني هذه المشروعات التي تعتبر توثيق للمهن البحرينية التي تشتهر بها.

أشهر صنّاع السيوف

- موسى بن يوسف بن موسى الصايغ.

- أحمد بن يوسف بن موسى الصايغ.

- صالح بن إبراهيم الصايغ.

- محمد بن موسى بن يوسف الصايغ.

- عبدالرسول بن موسى بن يوسف الصايغ.

- شاكر بن محمد بن موسى الصائغ.

ويُعتبر محلنا المصنع الوحيد لصناعة السيوف الأشهر والأقدر في هذه الفترة، إذ إنه تفرّد بصناعة السيوف والخناجر بأنواعها والهدايا التقليدية الفاخرة في مكان واحد دون الحاجة إلى أي طرف آخر في التصنيع.

استخدامات السيوف

إن من أكثر استخدامات السيوف هي: للهدو، العرضة ومراسم الزواج، إذ إن بعض الأعيان يستخدم السيف في الزواج، أي يقوم الزوج بحمل السيف والاستعراض به، أو استخدامه في العرضة.

أنواع السيوف

تتميز أنواع السيوف بحسب النقوش، والسيوف والخناجر (الجنبيات) والشباري والقردات والبالات والمجسمات والدروع التذكارية والهدايا التقليدية الفاخرة، ونستخدم المعادن الثمينة من الذهب والفضة والبلاتين في صناعتها ونطعمها بالأحجار الكريمة من الألماس واللؤلؤ، مثل: سيف الروضة، سيف الجبارة، سيف الأجرب، سيف جوعان، سيف العنبري وسيف الحنيش.

وتتنوع بحسب أنواعها منها الطمس وهو الذي يغلف الغمد (القراب) بالمعدن النفيس من الذهب أو الفضة أو غيره بالكامل أو يطعم بعض من أجزائه بالجلد فيسمى جبارة جلد أو أجرب جلد.

أنواع المقابض

منها القبضة الخليفية أو القبضة البدوية أو القبضة العربية، ويستخدم عاج الفيل أو زرف قرن وحيد القرن أو قرن الجاموس والغزال أو الخشب النفيس مثل خشب السيسم والساج وكذلك بالإمكان استخدام المعدن النفيس في تغليف القبضة.

الخناجر

المخمس والسعيدي والسلطاني، وتنقسم إلى: الطمس منها والممزوج مع الجلد و تزخرف بالأشكال الهندسية والنقوشات الإسلامية وتطعم بالجواهر والأحجار الكريمة واللؤلؤ.

والمقابض تزين بزرف قرن وحيد القرن أو عاج الفيل أو قرن الجاموس أو التغليف بالمعادن الثمينة مثل الذهب والفضة وغيرها.

الشباري

سلاح أبيض صغير يستخدم لعدة أغراض، منها الاستخدام اليومي والاستخدام العادي، وهي أشبه بنصل الخنجر ومن دون انحناء، ويسهل حمله والتجول به ويعتبر المفضل لصغر حجمه والجمالية التي تتمتع بها الشبريّة، وهو سلاح يضاف إلى الخنجر ويكون خلف الخنجر مباشرة، لكن النساء في البادية فضلن استخدامه للدفاع عن النفس، وتُعتبر الشبرية الوحيدة التي يمكن حملها من قبل الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وتُزَيَّن الشباري شأنها شأن الخناجر والجنابي، ولكنها تمتاز بإضافة القماش الحريري أو المزخرف كبديل للجلد ويطعم بالذهب أو الفضة ويُزيَّن ويُزخرَف بنقوش دقيقة توحي إلى الطابع الإسلامي، وهي ذات طابع جمالي متفرد وملفت للنظر.

مراحل صناعة السيف

- تحديد شكل النصل عن طريق تحمية الحديد والطرق عليه.

- شحذ النصل وتشكيل الشطوب عليه.

- سنفرة النصل.

- تلميع النصل.

- تشكيل غمد خشبي للنصل (جراب).

- تطعيم الغمد الخشبي وتغليفه بالذهب أو الفضة.

- تزيين الفضة أو الذهب بالنقوش.

- تركيب مقبض للنصل.


سيف الجوهر

يقول جواد بوشرار عن الجوهر بأنه، احتار العلماء فى سر السيف الجوهر، فقد حاول الجنرال الروسى انوسوف ان يدمشق السيوف الرسمية فى بلاده، وقام بتجارب خلال عدد من السنوات، وفى عام 1837م أعلن أنه اكتشف سر الدمشقي، ولقد نمت صناعة سيوف مدمشقة فى روسيا، واستطاع بياسكوفسكى ان يعرض طرقها وأنواعها وهو يعتقد ان إنتاجها ممكن جدا وحاول كثير من الباحثين فى القرن الماضى كشف أسرار الدمشقة من أمثال ابريان Breant الذى نشر دراسة تحت عنوان «وصف طريقة للحصول بواسطتها على نوع من الفولاذ السيوف الشرقية المدمشقة».

ويضيف بوشرار، وفى عام1918 قام بيلانو بأبحاثه فتبين لديه ان صناعة السيوف الدمشقية الجوهر تقوم على مبادئ خاصة. ولكنه لم يتمكن من استكشافها كاملة لأنه لم يطلع على المصادر العربية فى هذا المجال.

وبعد اكثر من سبعة قرون، نجح عالمان أميركيان من جامعة ستانفورد فى الولايات المتحدة الأمريكية فى التوصل إلى معرفة سر السيف الدمشقي بعد أن بذلا جهدا مضنيا خلال ما لا يقل عن ست سنوات في المختبرات.

بدأ العالمان الأميركيان إختباراتهما بالبحث عن سر المرونة الفائقة في السبائك المعدنية وكيفية تحقيقها فى الفولاذ بشكل خاص.

العالم الأول هو أوليغ شيربى الذى يعمل أستاذا في علم المعادن والهندسة في جامعة ستانفورد، والثاني هو هيفري وادسورث ويعمل في مختبرات شركة لوكهيد للصناعة الحربية في بالوالتو.

بالمقابل إتبع وادسورث وشربى أسلوبا حقق لهما الغرض المطلوب فى فك هذا اللغز، إذ قاما بتقليب المعدن المسّخن وهو في حرارة 0502 فهرنهايت بصورة مستمرة، وعمدا في تلك الأثناء الى خفض حرارته الى درجة 1200 «ف» وحافظا على تلك الحرارة خلال عملية تشكيله.

وهذه العملية تشبه كثيرا عملية صنع الخزف الذى يعجن وهو يلف بصورة مستمرة. ومع أن مركب «كربيد الحديد» يتشكل فى مثل هذه الحالة، إلا أنه لا يعطى فرصة الاستقرار في صورته الهشة، إذ أن استمرار اللف يفرض عليه البقاء ضمن الحدود الضيقة التي تسمح له فقط بملئ الحبيبات الفارغة، وبذلك تتشكل المصنعات الفولاذية من معدن شديد الليونة وهو في حالة السخونة والصلابة الشديدة بعد تبريده.

وبعد أن عرض هذا الإنجاز على جمهرة من العلماء صاح أحدهم: أن هذا الذي صنعه العالمان هو الفولاذ الدمشقي بالتحديد، وبعد مقارنة المعدنين ببعضهما لوحظ التطابق الشديد بينهما مع فارق واحد هو أن المعدن الجديد صنع بواسطة الآلات بينما الأول صنع على يد الحداد الدمشقي بالطرق اليدوية.

وأضاف بوشرار، فريق بحث علمي من جامعة دريسدن للتكنولوجيا بألمانيا، برئاسة بيتر بوفلر Peter Paufler بروفيسور «الكريستالوجرافيا» يؤكد حصوله على السر الكامن فى صناعة السيف الدمشقي، عبر التدقيق فى عينة مأخوذة من سيف دمشقي من صنع المعلم الحداد أسد الله الفارسي فى القرن السادس عشر عبر المجهر الإلكتروني، فقد استنتج فريق البحث وجود نانو-أنابيب «أنابيب بأبعاد نانومترية أى من رتبة جزء من المليار من المتر» من الكربون، تعطي هذا السيف ميزاته الفائقة. والجدير بالذكر أن النانو-أنابيب لم تكتشف إلا عام 1991.

تم إظهار هذه النانو-أنابيب على العينات المقدمة من متحف برن بسويسرا، بعد إذابتها بحمض كلور الماء. وسمحت هذه العملية أيضا بعزل نانو-ألياف «خيوط دقيقة نانومترية» من السيمانتيت محقونة ومحمية داخل النانو-أنابيب.

لصناعة هذه السيوف، يستعمل الحدادون فولاذا خاصا مصنوعا فى الهند يسمى ووتز wootz، ويستورد منها بشكل سبائك، يحتوى حديدا، فحما بنسبة 1.2 إلى %1.8، والقليل من السيليكون والمنغنير والفوسفور والكبريت. وكانت تصنع بعدها عبر سلسلة من عمليات التسخين والطرق، حسب تقنية لا مثيل لها.

أنواع الجوهر

للجوهر ثلاثة أنواع رئيسية هي: الجوهر الدمشقي، الجوهر الفارسي والجوهر الهندي

العدد 2232 - الأربعاء 15 أكتوبر 2008م الموافق 14 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 33 | 10:17 م

      وهل يمكن ارسال السيووف الى باكستان
      وهل هذه السيوف صالحة للقتال والحرب ام فقط للزينه

    • زائر 29 | 7:37 م

      عندي سيف جوهر للبيع وارث من جد الجد ..عليه آيات واختام..

    • زائر 31 زائر 29 | 1:58 م

      كم تريد تبيعه

    • زائر 28 | 11:58 ص

      كلام جميل وصناعة تستحق الفخر
      يوجد لدي سيف دمشقي قديم كيف اعرف نوع الجوهر
      ممكن اتواصل مع جواد بوشرار

    • زائر 24 | 10:43 م

      للاسف

      اتمنه لو تعود هذه الصناعه وان نتوارثها مثل اليابانين انهم الى الان يحافظون على صناعة سيفهم الكاتانا وبطرق التقليدية

    • زائر 22 | 4:52 ص

      في عندكم بالكويت

      سلام عليكم
      اعزائي في عندكم واحد بالكويت يصنع؟؟ ارجوا الرد

    • زائر 21 | 6:24 ص

      زائر للموقع يحب السيف الدمشقي

      بسم الله الرحمان الرحيم
      شكرا لك على هذه الحرفة التي اكتسبتها و هي تراث خالد
      انا أسأل ان كانت السيوف تباع في دمشق أم لا...؟
      شكرا لك شاكر الصايغ أسبل الله عليك ظل العافية و السلام.
      الزائر: عراب اوسيف علي من الجزائر
      المهنة : كاتب عمومي معتمد.
      araboucifali@gmail.com

    • زائر 19 | 2:34 ص

      اريد سيف مميز

      اريد صناعة هديه لشخصيه مميزه سيف مميز ويتم طباعة اسم وتاريخ الصنع ويمتاز بخصائص خاصه دون غيره هل شركت ديباج قادره على صنع مثل هذا السيف ؟
      نريد عنوان المحل او الشركه

    • زائر 10 | 5:25 ص

      حول السيوف

      لدي استفسار حول السيوف

    • زائر 9 | 6:58 ص

      أن اكتشفت الجوهر الدمشقي

      أنا اكتشفت الجوهر الدمشقي هذا رقم الموبايل سوريا ...

    • زائر 23 زائر 9 | 10:33 م

      !!

      كيفك معلم ازا متل ماعم تقول انك عرفان السر هشي انجاز كبير وحابب احكي معك محسوبك ابن البلد وصانع بخبرة متوسطه

    • زائر 3 | 7:05 م

      يويسف

      شكرا على الموضوع

    • زائر 2 | 5:31 م

      ياعراقي ممكن تتصل بنا فورا

      الى الاخ العراقي أتصل بنا للضروره ...... أو على الايميل التالي basil_abba2000@yahoo.com

    • زائر 1 | 11:13 ص

      العراقي

      انا صانع سيوف غراقي متمكن خبير من اول صناعه السيف الى مراحله النهائيه كما اني نقاش من الطراز الاول وخبرتي في الطلاءالكهربائي عاليه عملت هدايا للرؤساء والمسؤولين في العراق وليس هناك اليوم سوق رائجه في بلدي وافكر في التعاقد مع احدى المؤسسات المهتمه بهذه الصناعه المهمه ومعملي متكون مني وشخص ثاني اعتبره ذراعي الايمن في العمل علما اني صنعت هدايا قدمت للرئيس العراقي صدام حسين وللشيخ زايد وانتظر الرد ان كان هناك مهتم لامري والسلام ختام

اقرأ ايضاً