العدد 2522 - السبت 01 أغسطس 2009م الموافق 10 شعبان 1430هـ

حلٌ مرنٌ يكفيكم مناطحة الجدار

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بعد أسبوعٍ كاملٍ من صمت وزارة التنمية الاجتماعية، والجدل الشعبي والصحافي والنيابي، قدمت إدارة المنظمات الأهلية حجتها بشأن منع الحصالات وتحريم جمع التبرعات.

الحجة تقوم على ضرورة «تنظيم عملية جمع التبرعات والحد من الخروقات غير القانونية»، وهو أمرٌ لا يختلف عليه أحدٌ، فهذه المؤسسات الأهلية منضبطة قانونا، وتمارس أعمالها بصورة شفافة، وميزتها الكبرى أنها تخضع لانتخابات دورية حرة ونزيهة، تتبدل فيها الإدارات أو يتم تزكيتها وفق قناعات الأهالي.

الصناديق الخيرية تخضع للرقابة الشعبية المباشرة، ونظامها لا يسمح بالتلاعبات، فالقرار يصدر بأغلبية الأصوات، كما لا تسمح تركيبتها بتفرّد رئيس مجلس الأمناء بتعيين أصدقائه مستشارين براتب شهري قدره 3500 دينار خلافا للقانون! فإذا كنا جادّين في «الحفاظ على المال العام وحفظ حق المواطن، وكذلك تطبيق دولة القانون» كما تقول المديرة، فعلينا البحث عن مصادر التسرّب والتسوّس في المؤسسات الأخرى ذات الموازنات المليونية، والبعيدة عن الرقابة الرسمية والشعبية، وتطبيق القانون لحماية المال العام، بدل ملاحقة مؤسسات تطوعية أعلى موازناتها ألفا دينار شهريا محسوبة بالفلس الأحمر!

إذا كانت حملات وزارة التنمية التفتيشية قد كشفت وجود حصالات لجمعيات وهمية، أو حصالات باسم جمعيات دون علمها، فنحن أول من ننادي بصون المجتمع من عملية التلاعب هذه، وضرورة ملاحقة المحتالين ومعاقبتهم، لا أن نقوم بمنع الجميع، ونحرم الصناديق الخيرية من أهم مواردها المالية، أو اتخاذ إجراءات غير عملية أصلا، كفرض التصريح المؤقت قصير المدى، الذي لن يحل المشكلة وإنما سيزيدها تعقيدا.

كان المتوقع أن تتخذ الوزارة خلال الأسبوع الماضي خطوة إيجابية لملاقاة الصناديق في منتصف الطريق، للتوصل إلى حل توافقي يحفظ للوزارة موقعها الإشرافي، ويحفظ بالمقابل مصالح عشرات الآلاف من الفقراء. وكان حريا بالوزيرة أن تلتقي بمندوبي الصناديق لتسمع رأيهم ومقترحاتهم، بدل تفجير الأزمة كالعادة وتركها تتفاعل دون حل. لكن أيا من ذلك لم يحدث للأسف الشديد!

بالمقابل ابتدأ الأسبوع الجديد بتصريحٍ سرّبته الوزارة ونشرته إحدى الصحف أمس (السبت)، لا يدل على رغبةٍ في التفاهم أو تذليل الصعاب. فالإعلان عن عدم الاستعداد للتراجع عن القرار، لا يخدم الوزارة، ولا المنظمات الخيرية، ولا عملية التنمية الاجتماعية على الاطلاق. ووزارةٌ مثل «التنمية»، تتعامل مع آلاف الأسر، ومئات الجمعيات والمؤسسات المدنية، وتدير عشرات المشاريع التنموية، تحتاج إلى سياسة أكثر حكمة ومرونة من هذه السياسة المتشددة التي تنم عن استبدادٍ غريبٍ بالرأي.

تجربة الصناديق، وأقولها للمرة الألف، من التجارب البحرينية الأصيلة ببعدها الإنساني، وإطارها الإسلامي، والجمهور على ثقة كبيرة بالقائمين عليها، وكثير منها يصدر نشرات دورية أو سنوية، تكشف بالتفصيل كامل إيراداتها ومصروفاتها، مما عزّز ثقة الناس بها على مدى ربع قرن. ومن المرفوض تماما القول إن «هناك من يستغل عواطف الناس للحصول على أموالهم دون معرفة إلى أين تذهب الأموال»، كما ادّعت مديرة المنظمات الأهلية، فالجمهور ليس مغفلا، والجمعيات الأهلية ليست مجموعة من النصّابين. وهذه الأزمة أظهرت ما تعانيه الوزارة من مشكلاتٍ تنظيميةٍ وتخبّطٍ وضياع أولويات، ما يطرح تساؤلات بشأن قدرتها على تنمية وترشيد العمل التطوعي من الأساس.

الصناديق والجمعيات تنتظر خطوة صحيحة من الوزارة، للوصول إلى نتائج إيجابية بشكل هادئ وحضاري، بدل التصريحات المتصلبة وسياسة كسر العظام

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2522 - السبت 01 أغسطس 2009م الموافق 10 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 11:35 ص

      هوامير منتفخة

      بدل فرض القوانين على مؤسسات المجتمع الخيري , على الحكومة فرض قوانينها على أصحاب الكروش المنتفخة الذين يسرقون أموال الفقراء من صندوق التقاعد والتأمينات الاجتماعية , والتي فضائحهم ملأت الدنيا صخبا .....
      يا لسخرية القدر !!!!!

    • زائر 7 | 8:35 ص

      قرار الحصاله

      وزاره شكبر وقتها مضيعتنه بالحصالات هالقد الوزيره فاضيه تفكر بالحصالات ماعندها شي ثاني تفكر فيه ترا في اشياء اهم من الحصالات شهالقرارات اللي اضحك اللي يسمعكم يقول الدوله معيشة شعبها برفاهيه والشعب مسكين يحتضر ويحتاج من يساعده ترا في عائلات ماعندها قوت يومها كبروا عقلكم اشوي واي شي او باب يجي منه خير للناس خلوووه مو تمنعونه ناس تعيش وناس تموت ياريت الوزاره تفكر بشي غير

    • زائر 5 | 6:59 ص

      وزارة تنميه لو وزاره مشكله

      منذ مجيء هذه الوزاره وكل يوم فيه مشكله ياوزارة التنميه الحل بسيط ان على اي متجر او اي دكان ان يسال كل من يجي بحصالة ان يبرز بطاقته التعريفيه بالجمعية المنتمي البها وهذه البطاقه لابد تكون صادرة من وزارة التنميه وتكون صالحه وغير منتهيه ويقوم بتصوير هذه البطاقه واخذ صوره من بطاقه الهويه للشخص الاتي بالحصالة فالدكان او المتجر هنا اجراته سليمه واذا الوزاره لديها اي اعتراض تجلب الشخص اللي قام بوضع الحصاله وهذا هو اقتراحي ارجوا ان يكون واضح

    • زهراء | 5:23 ص

      نعيش ونشوف..

      لا يرحمون ولا يخلون رحمة الله تنزل!

    • زائر 4 | 4:38 ص

      محسابة سارق البيضة وترك اللي يسرق جمل

      لمعلوتك الخاصة فإن حسابات الصناديق الخيرية تخضع للتدقيق من قبل الوزارة نفسها وبالتالي فإن امكانية السرقة هي ضيئلة الى ابعد الحدود .

    • زائر 3 | 4:38 ص

      دوامه

      كل يوم وهل الوزارة مسوية دوامه وي الناس وكل يوم مطلعين قرار ويارايت ها الأقراررت صحيحة 000الله كريم
      المشكلة هي أن الي في الوزارة في وادي ومخليه الناس في وادي آخر المشاركة في أتخاذ القرار مهم وخصوص أنه يمثل الفقراء والذين هم كثر
      الله يهديكم ياوزارة

    • زائر 2 | 4:13 ص

      جنون الوزارة

      الميزانية بالمليارات ترصد كل سنتين والحصالات كلها عشرات للخباز يجب أخذ تصريح كل شهر ومنه متفرغ للسالفة هذة

    • زائر 1 | 1:35 ص

      مسخرة

      نعيش في ظل جزيرة سواحلها تردم وتبنى بدون تخريص فلماذا تريد الدولة ترخيصا على الحصالات؟

اقرأ ايضاً