العدد 2522 - السبت 01 أغسطس 2009م الموافق 10 شعبان 1430هـ

لا نضغط على أية دولة «للتطبيع مع إسرائيل»... وعملية السلام لن تكرر أخطاء «أوسلو»

السفير الأميركي في المنامة آدم ايرلي لـ «الوسط»:

المنامة - منصور الجمري، ريم خليفة 

01 أغسطس 2009

قال السفير الأميركي في المنامة آدم ايرلي إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل يسعى بشكل حثيث حاليا للبدء بعملية سلام تكون شاملة وفاعلة وتسير في مسارات متوازية، وإن الإدارة الأميركية تعلمت من اتفاق «أوسلو» وهي لا تريد تكرار الأخطاء، مؤكدا عزم الرئيس الأميركي باراك أوباما على تحقيق نتائج ملموسة على الأرض، وأن ذلك يحتاج إلى خطوات أولية لتعزيز الثقة والدفع باتجاه تحريك الملفات بما يحقق سلاما عادلا تتوافق عليه الأطراف المعنية. وقال ايرلي إن ما كتبه نائب جلالة الملك صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في صحيفة «واشنطن بوست» يعبر عن وعي عميق بالفرصة التاريخية المتوافرة حاليا للدفع باتجاه السلام الذي يستجيب للمطالب المشروعة لأطراف النزاع، وفيما يلي نص الحوار:

-هل أن الإدارة الأميركية تضغط حاليا على العرب للتطبيع مع «إسرائيل» كشرط للبدء بعملية السلام؟

- عندما يتكلم البعض عن «عملية السلام» فإنهم يتكلمون عنها بصورة مبسطة وتسطيحية، والبعض قذف مصطلحات مثل التطبيع ويتحدث عنها وكأنها هي الموضوع، نعم إننا نسعى إلى أن يحدث التطبيع بين العرب و»إسرائيل» كنتيجة لعملية السلام، ولكن ليس كبديل عنها. الهدف هو تحقيق قيام دوليتين متجاورتين، «إسرائيل» وفلسطين، وهذا يتطلب استرجاع الأراضي المحتلة بما في ذلك الجولان. وهذا يعني أنه لا وجود لحالة حرب وكل دول المنطقة يمكنها أن تسعى إلى تحقيق طموحات مواطنيها من دون الخوف من الغزو أو الهجوم. هذا هو التطبيع الذي نريده، فنحن لم نقل للعرب تعالوا وطبّعوا الآن ومن ثم نتحدث عن عملية السلام، لم يقل أحد ذلك. ولكن من أجل الوصول إلى حال السلم والتطبيع فإننا بحاجة لاتخاذ خطوات، وكل طرف يجب أن يتخذ خطوة نحو حالة السلم والتطبيع، وكل خطوة يجب أن تستجيب إلى مطلب مشروع مطروح من قبل أطراف النزاع. أنا لا أسمي هذا تطبيعا، وجورج ميتشل لا يسميه تطبيعا، لأنه مجرد جزء من عملية السلام. إن تعريفنا للتطبيع هو تحقيق السلام بين العرب و»إسرائيل»، وهذا هو الهدف من النشاطات الدبلوماسية الحالية وهناك خطوات يمكن اتخاذها نحو هذا الهدف... وقد أكد ميتشل أن الهدف من كل ما تقوم به الإدارة الأميركية هو تحقيق سلام شامل بين العرب و»إسرائيل».

- هل هناك جدول زمني محدد للعملية الحالية؟

- لقد ذكر ميتشل أن الإدارة الأميركية تريد السير بسرعة، ولا أعرف إن كان هناك تاريخ محدد للانتهاء من هذه العملية، ولكن السعي الحالي يهدف إلى إنجاز المهمة بأسرع ما يمكن. نعم لكل مفاوض ربما جدول زمني في ذهنه، ولكن كل مفاوض يعلم أيضا أن هناك وقائع على الأرض تمنع تحديد جدول زمني صارم، ولكننا نعلم أنه كلما طالت المدة كلما كان من الصعب تحقيق نتيجة مرضية.

- كيف تنظر إلى ما كتبه نائب جلالة الملك صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا، حين دعا القادة العرب إلى التحدث إلى الرأي العام الإسرائيلي؟

- لقد أوضح نائب جلالة الملك أنه تتوافر الآن فرصة تاريخية ومن تجاربنا نعلم أن الفرص التاريخية لا تتوافر كثيرا وقد لا تعمر طويلا، ولذلك فإن دعوة نائب جلالة الملك تأتي متناغمة مع الفرصة التاريخية التي تتوافر لتحقيق سلام بين العرب و»إسرائيل». ونحن نتوافق مع الطرح بأن كل طرف يجب ان يأخذ خطوة إلى الأمام للتعبير عن حسن النوايا، ونعلم أن كل ذلك سيتطلب في نهاية الأمر إلى أن يتخذ كل طرف قرارا صعبا وربما مؤلما، ولكنه ضروري لاغتنام الفرصة الحقيقية المتوافرة حاليا لإحداث سلام شامل بين العرب و»إسرائيل». الإسرائليون سيكون عليهم لزاما اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، وكذلك الفلسطينيون، والدول العربية سيكون لها دورها في اتخاذ قرارات صعبة في هذا الاتجاه أيضا. كل طرف سيتوجب عليه اتخاذ خطوات عملية وملموسة، وفي هذا الإطار نفهم مقال نائب جلالة الملك الذي قال إننا كعرب علينا أن نفعل شيئا لاغتنام الفرصة والمساهمة في تحقيق السلام. وإذا كان السلام سيتحقق وإذا كنا نبحث عن تفاهم، فإن الإرادة نحو السلام يجب أن تأتي من الداخل، وما قام به نائب جلالة الملك يعبر عن عمق في الفهم وإدراك للدور الذي تلعبه البحرين كونه مجتمع متعدد ومعتدل.

- ماذا نتوقع أن نرى من تحركات ميتشل في الفترة القريبة المقبلة؟

- ما يحاول فعله ميتشل الآن هو استكشاف ما يستطيع أن يفعله كل طرف الآن للاستجابة لقلق أو طلب مشروع من طرف آخر، وأن يتحقق ذلك من أجل البدء بعملية حوار ومفاوضات حقيقية. ولكن لا أريد أن أحدد أي تفاصيل، فبصراحة تامة إننا لا نعتزم أن ندير المفاوضات من خلال وسائل الإعلام. ولكن الجميع يعلم ماهي القضايا المطروحة، مثل المستوطنات، الأمن، التحريض على العنف، القدس... وهناك بالطبع مسار المفاوضات بين «إسرائيل» والفلسطينيين، وبين «إسرائيل» وسورية، وميتشل حريص على تحقيق نتائج ملموسة وعملية من الأطراف المعنية.

-هل تركيا ضمن هذه الحركة الدبلوماسية الحالية؟

- حاليا فإن تركيا ليست ضمن المفاوضات الجارية بين الإدارة الأميركية والسوريين، ونحن لدينا ملفات عدة مع سورية، فبالإضافة إلى تهيئة الأجواء لعملية السلام مع «إسرائيل»، لدينا قضايا تتعلق بالعراق وبلبنان ودعم حركات تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها، وعدة موضوعات متداخلة. ونحن نعتقد بأن أفضل وسيلة لمعالجة الأمور هو الجلوس وجها لوجه. لم تكن لدينا علاقات مع سورية لعامين، وقد قال الرئيس باراك أوباما إن عدم الحديث إلى السوريين لن يحل شيئا، ولذلك فإننا بدأنا نتحدث معهم مباشرة من أجل معالجة القضايا التي تهمنا.

- هل تتوقع اجتماعات مشتركة بين جميع الأطراف المعنية بعملية السلام؟

- لا أستبعد مثل هذا الاجتماع، ولو أنه لا يوجد حديث مباشر حاليا عن هذا الموضوع. السسيناتور ميتشل يبحث حاليا كل الوسائل التي بإمكانها أن توصلنا إلى حل شامل، ولدينا دروس تعلمناها من «أوسلو» التي حرصت على التدرج والانتقال من خطوة إلى خطوة بصورة شروط يجب تحقيقها للانتقال من هذه النقطة إلى تلك، لقد تعلمنا الدرس ولا نريد خطوات متتالية مشروطة، إننا لن نخلق آلية يمكن تعطيلها بسهولة، وأعتقد أن ما يوجد في الأذهان هو أن نحقق نتائج لها معنى وأن تكون سريعة وتمنع أي طرف من تعطيل العملية السلمية.

- هل إن أميركا تضغط على «إسرائيل» حاليا بشكل جدي لتحقيق أي التزام؟

- إننا لا نبحث عن توقيع اتفاقية من أجل أن تخرق أو تعطل، إننا سنتأكد من أن كلا القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية يتخذان قرارات تسير في الاتجاه الذي يجعل من السلام له معنى على الأرض، ونحن لن نجبر أي طرف على التوقيع على اتفاق، ولكننا سنبحث عن اتفاق يوافق عليه الطرفان بشكل واضح ويستجيب لمتطلبات مشروعة بحيث تحدث تنازلات قصوى تستجيب لأقل الشروط المطروحة من الطرف المقابل. إن ميتشل يسعى للبدء بهذه العملية.

- هل ستتحدثون إلى حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة؟

- لا لن نتحدث مع حركة حماس، نحن سنتحدث إلى حماس إذا وافقت على كل الاتفاقيات الموقعة حاليا من قبل السلطة الفلسطينية، وإذا تخلت عن سياستها الداعية للقضاء على دولة «إسرائيل»، ولايمكن أن تتحدث مع طرف يدعو للقضاء على طرف آخر. أما بالنسبة لسيطرة حماس على غزة فإنه لا يمكننا أن نفسح لجهة أن تحدث إخفاقا في الإجماع نحو العملية السلمية، ولا نستطيع أن نفسح المجال للراديكاليين لإحباط مستقبل الجميع، ونحن نتحاور ونتحدث إلى السلطة الفلسطينية، وهي التي تفاوض نيابة عن الشعب الفلسطيني، وإن السلطة الفلسطينية إذا وافقت على اتفاق فإنما توافق عليه بعد إقناع الشعب الفلسطيني، والأمر ذاته ينطبق على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين نتنياهو الذي يتعرض هو أيضا لرفض ومعارضة من راديكاليين في بلاده.

- هل إن الدبلوماسية الأميركية الحالية تنفذ ماجاء في تقرير «بايكر - هاميلتون» حلول ضرورة عقد صفقة أو صفقات كبرى لإحلال السلام في الشرق الأوسط؟

- لا أدري، ولكن أعرف أن هناك الكثيرين في الشرق الأوسط يعطون وزنا أكبر من المعقول لتقرير بايكر - هاميلتون، ولكنه تقرير قديم الآن، وما يجري الآن ليس صفقات كبرى، وإنما هي حوارات جدية للبدء بعملية سلام حقيقية، والمشكلة في الشرق الأوسط أن هناك الكثيرين يعتقدون بنظرية المؤامرة، وأن كل ما يحدث قد تم التخطيط له بشكل مفصل، إن ما لدينا الآن ليس خطة مفصلة وإنما إرادة ثابتة وعزم قوي لتحقيق نتائج ملموسة وهذه تعتمد على مدى النجاح الذي يمكن أن يتحقق من خلال الأطراف المعنية

العدد 2522 - السبت 01 أغسطس 2009م الموافق 10 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:04 ص

      انتم العدو

      ان الإدارات الإمريكية تطالبنا بالتنازل عن فلسطين, ملايين اللاجئين, آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين, بينما هي غزت دول وقتلت وشردت وجرحت الملايين من البشر, بسبب اعتداءات سبتمبر, التي لاتعادل في الخسائر 1 في المليون, من الخسائر التي كبدتها للعراق وافغانستان وفلسطين ولبنان! انكم تصوروننا في افلا مكم الحديثة الإنتاج في الكويت وقطر والسعودية والعراق يتم التنقل بالجمال والسكن في الخيام, ولو كان حقيقة لا عيب, ولكنه اسلوبكم من طرزان الى الهنود الحمر, الى غيرهم من الشعوب التي سوقتم لسلب حقوقهم.

    • زائر 1 | 1:36 ص

      لم يبقى من الحيا شي

      لم يبقى من الحيا شيى لدى بعض القادة حيث ان الدماء التي تسيل لا تحرك مشاعرهم بل يريدون بيع فلسطين بما فيها مقابل رضى الامريكي عنهم اين تذهبون فلابد من التوقف هنا نقطة النهاية سوف يرى المنجرون مع الحصان الامريكي انهم يردون غير موردهم ولن يستطعوا العودة للوراء

اقرأ ايضاً