مع كثرة الجولات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، نجد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثعلب الماكر، يكثر أيضا من مراوغاته وخدعه، حتى يظهر دولة الاحتلال على أنها الحمل الوديع في مواجهة «التعنت العربي» تجاه عملية السلام. رأينا نتنياهو للمرة الأولى يرسل قواته لإخلاء بعض الوحدات الاستيطانية في مسرحية هزلية ينام من خلالها المستوطنون في العراء بالقرب من مدينة الخليل، في وقت يتم فيه تطويق حي السلوان الفلسطيني في القدس بالوحدات الاستيطانية الجديدة وتوكل إدارته إلى منظمة يهودية متطرفة.
للمرة الأولى يسمح نتنياهو بعد سبعة أشهر من العدوان الهمجي على قطاع غزة، بدخول شحنة واحدة من الاسمنت فيما تناشده وكالات الأمم المتحدة أن يرفع الحظر بالكامل عن القطاع المدمر تماما حتى تقوم تلك الوكالات بإعادة بناء المستشفيات والمدارس وفي مقدمتها المدرسة الأميركية في غزة.
للمرة الأولى تسمح «إسرائيل» لقادة في حركة فتح بدخول الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر السادس للحركة في رام الله لتظهر للعالم أنها «دولة مسالمة» بينما حركة حماس هي المنظمة «العدوانية» حيث تمنع أشقاءها من فتح من مغادرة القطاع للمشاركة في مؤتمرهم المزمع انعقاده في الرابع من أغسطس/آب المقبل.
وبالطبع تحاول الولايات المتحدة كذلك المراوغة في ملعب عملية السلام مثل «إسرائيل» فترفع الحظر المفروض على قطع غيار الطائرات وكل ما يتصل بسلامة الطيران المدني في سورية فيما يستمر هذا الحظر على بلدان أخرى مثل إيران فتسقط طائراتها المدنية تباعا وفي شهر واحد.
هذا الحراك الكذوب عن السلام تدل عليه تصريحات ميتشل المتناقضة حينما يلتقي نتنياهو ويتبادلان الابتسامات فيقول الأول إن هناك تقدما فيما يتعلق بقضية الاستيطان التي يريد رئيسه باراك أوباما أن تتوقف تماما حتى تبدأ محادثات السلام، بينما في الواقع لا يوجد اتفاق إطاري رسمي بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي تلتزم بموجبه تل أبيب بتجميد الاستيطان مع وجود ضمانات ومراقبين لذلك.
ومن المؤسف حقا أن تترك هذه التحركات العبثية انطباعا لدى بعض المسئولين العرب بأن المبعوث الأميركي(الذي لا يشك أحد في حنكته ومواهبه الخارقة في التفاوض أكدها بعد نجاحه في التوصل لاتفاق سلام تاريخي في أيرلندا الشمالية) استطاع أن يحرز تقدما في مسار عملية سلام الشرق الأوسط في غضون شهر. سمعنا هؤلاء يصرحون «أن لا تطبيع إلا بعد توقف النشاطات الاستيطانية». فبالأمس القريب كان هؤلاء المسئولون العرب يقتبسون من المبادرة العربية للسلام التي مازالت سارية المفعول والتي تقول إنه لا اعتراف بـ»إسرائيل» إلا بعد انسحابها من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري، بينما هذه الأيام يتحدثون عن تطبيع مقابل وقف بناء وحدات سكنية.
ومع ذلك فإن حيل نتنياهو التي استطاع أن يخدع بها المبعوث الأميركي وبعض العرب، لا تنطلي على حكماء العرب الأفذاذ. فعلى الرغم من أن عددا من النواب الأميركيين المتصهينين وجهوا رسالة للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز دعوه فيها للقيام بمبادرة قوية تجاه «إسرائيل» مثل تلك التي أدت إلى سلام بين الدولة العبرية وكل من مصر والأردن، إلا أن الرياض يبدو أنها سددت صفعة الأسبوع الجاري لكل من يريد ابتزازها في هذا الخصوص. كان هذا واضحا من خلال التصريحات القوية التي أطلقها المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السعودية أسامة النقلي الذي أكد فيها أن المملكة السعودية لن تعترف بالكيان الصهيوني حتى تتطهر الأراضي العربية المحتلة من دنسه. ليس هذا فحسب بل وتقبل دولة الاحتلال بحل الدولتين الذي يرى العرب أنه يقوم على تقاسم مصادر المياه والقدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين وعودة اللاجئين وتعويضهم.
إن «إسرائيل» تحاول إعطاء مسألة الاستيطان مناخا وبعدا وصخبا إعلاميا يطغى على مبدأ «الأرض مقابل السلام» في محاولة لتغيير الأولويات وإجهاض «المبادرة العربية» وإفراغها من مضمونها وهي «خطة للسلام « عبرت عن الحد الأدنى من الحقوق العربية المشروعة.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2521 - الجمعة 31 يوليو 2009م الموافق 08 شعبان 1430هـ
عزوز مؤخر ولست مقدم
نتنياهو ثعلب؟ او الي يمازجوه ثعالب لو عينك عليها غشاوه .نتنياهو يريد ان يجعل من الكيان الصهيني حمل وديع؟!! الله اساعدك . انته اشلون بتفكر. نتنياهو جعل من الكيان الصهيوني مارد يقهرك انته وحكامك . اسرائيل ادخلت شحنه اسمنت واحده الحمد لله احسن من غيرها الناس تموت جوع على حدوده .