العدد 2521 - الجمعة 31 يوليو 2009م الموافق 08 شعبان 1430هـ

المفتاح: المساس بالبيئة مساس بحياة البشر

في حديث الجمعة أمس بـ «الفاتح الإسلامي»

تحدث خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ فريد المفتاح في خطبته أمس (الجمعة) عن خطورة التلاعب بالبيئة، مشيرا إلى أن جموح الإنسان اللامحدود أدى إلى حدوث ظواهر خطيرة تهدد أمن الإنسان منها الاحتباس الحراري وتلوث المياه وتغير الحرارة وانتشار الأمراض والأوبئة والميكروبات الخطيرة، وإن ذلك طريق للدمار.

وقال: «إن ذلك بسبب تلاعب الجينات والتلاعب بالهرمونات حتى قال علماء البيئة إن العالم لن يجد في المستقبل هواء نقيا في ظل استمرار الإضرار بالأرض. وفي ظل هذه الأزمة الخطيرة تنادى العلماء بضرورة الحفاظ على البيئة، وإننا في زمن تشتد الحاجة فيه إلى ضرورة الاهتمام بالبيئة وتبيان خطورة العبث بالبيئة».

وتابع «ان دين الإسلام بمقاصده العليا وغاياته النبلى، ونهجه المتوازن وضع القواعد والأساس والقيم التي تنظم العلاقة بين الإنسان وما حوله من مخلوقات وتحدد حدود التفاعل بين المخلوقات ليحدث الانسجام الذي يحفظ لكل ذي حق حقه، كما أن ديننا حذر من تلاعب الإنسان بالبيئة وحث على الحفاظ عليها نقية ليسعد بحياته مع بني جنسه من البشر».

وأضاف «الاختلال البيئي يؤثر على الحياة البشرية، وإن الله تعالى وضع ميزانا لكل الأمور في الأرض، فقد خلق كل شيء بقدر، وثقال تعالى: «صنع الله الذي أتقن كل شيء»، وبالتالي فإن المساس بالبيئة هو اعتداء على عناصرها، وتتحول العناصر المفيدة النافعة إلى عناصر سلبية وضارة، ومما لا شك فيه فإن حماية البيئة لها أشكال مختلفة ولا تقتصر على الحفاظ على الكائنات الحية من الانقراض، بل الحفاظ على الأرض من التلوث وحظر التجارب النووية والأطعمة المصنعة والأدوية التي تضر بالإنسان والبيئة والحد من اللعب بالهرمونات والحد من التصحر والتخلص من النفايات والأسمدة السامة ويدخل من ضمن ذلك عدم تخريب الممتلكات وحرق الإطارات وكلها مرتبطة ببعضها بعضا، وكل ذلك مرتبط بالحفاظ على الكائنات الحية من الانقراض وأكد ذلك المتخصصون في علوم الطبيعة، مع أن الأرض لم يخلق الإنسان وطلب منه عمارتها إلا بعد أن هيأها ووضع فيها الموازين التي تحافظ عليها».

وأوضح «أمر الله تعالى بالحفاظ على الأرض والبيئة، إذ قال تعالى «ولا تفسدوا في الأرض...» لقد أصلح الله تعالى هذه الأرض وجعلها تسير وفق نظام دقيق وبين لهم المنهج الصحيح دون الإضرار بها، وقد نهى سبحانه تعالى عن كل فساد في هذه الأرض، وبسبب المعاصي والذنوب وسلوكيات الإنسان المنحرفة للبيئة فإن الله تعالى يعاقب الناس بإمساك المطر الذي فيه سبب حياة الناس».

ولفت إلى أن «من روائع السنة النبوية الشريفة حث الإنسان على عدم المساس بالحياة البيئية، فلا يمس الإنسان المحرم منها أيا من الحيوانات والزروع. وفي الأحاديث النبوية دليل جلي على أن الرسول (ص) خصص أماكن كمحميات طبيعية في مكة والمدينة ويمكن للمسلمين أن يقيسوا على ذلك للحفاظ على البيئة.

بل وعني الإسلام بإنشاء المؤسسات للحفاظ على البيئة، ومنها مؤسسة الحسبة التي تراقب أفعال الناس تجاه البيئة، وزخر الإسلام بكتب تدعو للحفاظ على البيئة».

العدد 2521 - الجمعة 31 يوليو 2009م الموافق 08 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً