قال وزير الخارجة الألماني فرانك فالتر شتاينماير في حوار مع مجلة «شبيغل» إن ما نراه اليوم في أسواق المال العالمية له أثر تسونامي ولن يكون العالم بعده كما كان. كما أنه يُعدّ على الصعيد السياسي أكبر حدث فاصل منذ سقوط سور برلين.
وبشأن ما الذي سيتغير تحديدا، قال الوزير إن خطوات قيام النظام الجديد للعالم تتسارع وهو أمر نلحظه منذ فترة كبيرة. وكان يوصف ذلك في المجال السياسي حتى الآن بالقول إن المواجهة القديمة بين كتلتي العالم في فترة الحرب الباردة يتم استبدالها بنظام جديد لم يكتمل بعد. الأزمة المالية تزيد من حدة ذلك التحول بصورة مأساوية.
وإلى أي مدى سيكون ذلك، أوضح وزير الخارجة الألماني أن سيطرة «وول ستريت» على الأسواق المالية الدولية ستصبح أكثر نسبية، وكذلك وضع الدولار بوصفه احتياطي العملة العالمي. سينشأ نظام متعدد الأقطاب ستكون للمراكز المالية مثل دبي وسنغافورة وشنغهاي وبكين دورا أكبر فيه.
وحول ماذا كانت الأزمة ستُعجّل من هبوط أميركا وصعود الصين، رفض قبول هذه المقارنة بتلك السهولة، لأسباب ليس آخرها أن الصين أيضا قد تضررت هي الأخرى من الأزمة الراهنة.
وأضاف «إننا لا نلاحظ حاليا أن الدولار يضعف، حيث تزداد قيمته في مقابل اليورو، وذلك لكون الأميركان يديرون الأزمة بطريقة أكثر فعالية من الأوروبيين، حيث تسير كل دولة في اتجاه مغاير».
لذلك فأنا لا أتحدث عن هبوط أميركا، بالطبع سيظل الغرب يقوم بدور دولي قوي، ولكن الدول الصاعدة سيكون لها تواجد بقوة أكبر. يجب علينا اليوم دمج هؤلاء الفاعلين الصاعدين تحديدا في العلاقات الدولية وإدارة الدول الصناعية الثماني الكبرى للأزمات بصورة أكبر من ذي قبل على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وكيف يمكن أن يتم ذلك؟ قال شتاينماير سنحتاج إلى مجموعة اقتصادية عالمية، صورة موسعة من مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، حتى نتباحث حول نظام جديد للعلاقات المالية العالمية. كما يجب أن يدخل في نطاق تلك المجموعة، فضلا عن الدول الصناعية الثماني الكبرى القوى الاقتصادية الصاعدة مثل البرازيل والهند والصين وأن تكون لها الحقوق نفسها وعليها الواجبات نفسها، وربما أيضا دولة من المنطقة العربية.
ومن الهام أيضا استحداث آلية مراقبة مالية عالمية جديدة تماما في صندوق النقد الدولي، حيث أنه الجهاز الوحيد الراسخ، الذي يتمتع بمجال مسئولية واسع وسلطة كبيرة في الأسواق
العدد 2232 - الأربعاء 15 أكتوبر 2008م الموافق 14 شوال 1429هـ