شددت الرئاسة الفلسطينية أمس (الأربعاء) على ضرورة البدء في حوار وطني شامل لإنهاء الانقسام بين الفلسطينيين، في رفض ضمني لعرض حركة «حماس» عقد لقاء ثنائي يسبق الحوار الفلسطيني الذي تستضيفه القاهرة في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينه: «إن موقف حركة فتح وكل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية هو مع حوار وطني شامل».
وأعلن القيادي في «حماس» محمود الزهار في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول أنه «تم الاتفاق على عقد لقاء ثنائي بين فتح وحماس في القاهرة في 25 أكتوبر». وقال إن على جدول أعمال اللقاء «حسم الخلافات بين فتح وحماس حول مجموعة من النقاط هي تشكيل حكومة وفاق وطني وإعادة تشكيل مؤسسات منظمة التحرير وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية بمساعدة خبراء عرب».
وكان يفترض أن يسبق هذا اللقاء الحوار الفلسطيني الفلسطيني برعاية مصرية الذي سيبدأ في مطلع نوفمبر.
وأوضح رئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الأحمد أن «فتح لا تمانع في عقد لقاء ثنائي مع حماس، ولكن بعد التوقيع على اتفاق لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني». وأضاف تعليقا على عرض حماس «توقعنا أن تبحث الحركة عن صيغة للتهرب من المبادرة المصرية».
وعلق المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم على موقف «فتح» بوصفه «تراجعا كبيرا». وقال في بيان: «إن رفض الرئيس محمود عباس وفتح الجلوس مع حركة حماس أو تشكيل أي لجان معها هو بمثابة تراجع كبير في مواقف حركة فتح».
وأضاف «هذا يعتبر رفضا من قبل الرئيس عباس وحركة فتح للرؤية المصرية التي وافقت عليها حماس وأيدتها واعتبرتها خطوة أساسية وضرورية للبدء في حوار وطني فلسطيني شامل».
واعتبر رفض فتح «ضربة في وجه الوساطة المصرية وفي وجه الجهد المصري الكبير الذي بذل مع كل الفصائل الفلسطينية (...) للبدء في حوار فلسطيني - فلسطيني يفضي إلى مصالحة وطنية».
وعلى صعيد متصل، قالت مصادر فلسطينية «مطلعة» إن عباس «رفض ضغوطا كبيرة من الرئيس السوري بشار الأسد للموافقة على عقد لقاء ثنائي مع «حماس» في القاهرة».
وذكرت المصادر في تصريحات نقلتها وكالة «سما» المحلية الفلسطينية للأنباء أن «الأسد وبتنسيق كامل مع الموقف المصري فيما يتعلق بالحوار حاول إقناع عباس بالموافقة على عقد اللقاء الثنائي مع حماس مع تشديده على ضرورة إنهاء الخلاف والانقسام الفلسطيني في أقرب فرصة ممكنة».
من جهته، قال رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن الرئيس الفلسطيني سيزور مصر قريبا للبحث في قضية الحوار الوطني الفلسطيني.
وأشار عريقات في تصريحات لإذاعة «صوت فلسطين» إلى أن «زيارة القاهرة هذه ربما تتبعها زيارة أخرى للرياض». وتوقع أن «تبدأ هذه الزيارات بعد اللقاء الذي سيجمع عباس بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم (الخميس) في عمان».
كما أكد أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى استمرار الوساطة المصرية في عملها مع الفصائل الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجامعة تدعم هذه الوساطة.
وقال موسى في تصريحات صحافية إن القضية الفلسطينية تمر بلحظات حرجة وكذلك العمل الفلسطيني، وبناء عليه فإنه يجب على الكل التوجه نحو إنجاح هذه الوساطة وإغلاق جميع الفجوات التي أثرت في فاعلية الموقف الفلسطيني.
في غضون ذلك، قالت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية إن «الجرائم الإسرائيلية في عكا والقدس المحتلة لن تمر دون عقاب». والى ذلك، اعتقل الجيش الإسرائيلي ليلة الثلثاء (يوم الأربعاء) أربعة فلسطينيين في الضفة الغربية بدعوى أنهم «مطلوبون.
كما قالت مصادر أمنية مصرية إن عشرات الفلسطينيين العالقين في مدينة رفح المصرية تظاهروا (الأربعاء) احتجاجا على إغلاق معبر رفح وعدم السماح لهم بالعودة إلى قطاع غزة
العدد 2232 - الأربعاء 15 أكتوبر 2008م الموافق 14 شوال 1429هـ