العدد 2232 - الأربعاء 15 أكتوبر 2008م الموافق 14 شوال 1429هـ

«زي النهار ده» يطلق عروض مهرجان الشرق الأوسط للسينما

افتتح الفيلم «زي النهار ده» للمخرج المصري الشاب عمرو سلامة الذي نزل إلى الصالات الأسبوع الماضي، عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي مساء السبت الماضي، وقد انقسم النقاد من حوله.

وحمل الفيلم الذي أنتجته شركة «روتانا ستديو» وشركة «كلينيك» مع المنتج محمد حفظي الذي يهتم بإنتاج أعمال جديدة شابة عنوان «زي النهار ده»، وبدا وكأنه يردد ولو من بعيد صدى قصيدة لأحمد فؤاد نجم يقول مطلعها: «زي النهار ده من كم سنه ما فيش لزوم للعد والحسبنه».

ويلعب أدوار البطولة في الفيلم أحمد الفيشاوي وبسمة إلى جانب آسر ياسين واروى. وصورت أحداثه في جو من الغموض والتشويق حاول المخرج في عمله الأوّل سنها داخل دائرة تسير كدورة الساعة وهي تكرر نفسها وتعود.

ويطرح الفيلم سؤالا أساسيا داخل هذه الأجواء البوليسية التي لا تخلو من المغامرة: هل يمكن للإنسان وان كان يعلم ما الذي سيجري له أنْ يغير في قدره ويحول دون موت قريب له؟

الوقت والشباب الضائع والعبث يصورها عمرو سلامة الذي كتب سيناريو فيلمه الأوّل وصوره كما قام بنفسه بعملية المونتاج.

غير أنه ورغم الجهد المبذول ورغم الدقة التي اعتمدها قبل بدء التصوير بأن رسم سكريبتات لجميع المشاهد وحضرها على نحو جيد، يخلو الفيلم، بحسب بعض النقاد، من الروح التي يمكن أن تشد المشاهد إليها ويظل باردا إلا في لمعات خلاقة توزعت هنا وهناك.

وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب العرض، أثنى كثير من النقاد المصريين على المخرج وإمكانات الفيلم التقنية والفنية مقارنة مع ما هو موجود في السوق المصري من نتاج، كما أنهم امتدحوا الفيلم لأنه يخرج برأيهم عن النمط السائد في السينما المصرية ويتطرّق لموضوع قلّما تطرقت إليه هذه السينما وهو موضوع الباراسيكولوجيا.

وبدا عدد آخر من النقاد غير المصريين اقل حماسة لهذا الفيلم معتبرين أنه يشكو من عيوب كثيرة، بينها أداء مصطنع لأحمد الفيشاوي الذي يكسر من انسيابية الفيلم.

ولم ينجح الفيلم في نقل المشاعر إلى المشاهد ومسه بها وان كان السيناريو مشغولا على نحو جيد، وكذلك الحلول الإخراجية. وربما النقطة الأضعف تكمن في عدم قدرته على إحلال كمية صدق كبير لدى الممثل في تأدية الدور.

وقال المخرج عمرو سلامة حين سمع تلميحا إلى تأثره بفيلم أميركي معين، انه متأثر بكثير من الإنتاج السينمائي في العالم، منها السينما الاسبانية والسينما الكورية وغيرها، بالإضافة إلى السينما الأميركية.

من ناحيته، اعترف المنتج محمد حفظي الذي شارك في المؤتمر الصحافي انه تحمس للمخرج أكثر مما تحمس لسيناريو الفيلم بعد أن سبق وعمل معه على فيلم قصير. وقال: «عمرو لم يدخل الكلية ليدرس صناعة السينما وهو يطمح؛ لتحقيق إنجازات في السينما. وجدت الموضوع غريبا وأحببت أن أجرب».

ودرس عمرو سلامة المحاسبة أساسا، وقال: إن فكرة الفيلم راودته خلال الدراسة. وأضاف «جاءتني الفكرة وأنا ادرس المحاسبة الضريبية، فالتحقت بدروس للرسوم المتحركة والخدع السينمائية قبل أن أبدأ كتابتي لنص الفيلم. وقد استغرق الأمر من الفكرة إلى كتابة السيناريو فالتنفيذ أربع سنوات.

ويحرص المنتج حفظي على تقديم الوجوه الجديدة في السينما المصرية ليس فقط وراء الكاميرا وإنما أيضا أمامها. وفي «زي النهار ده»، معظم الوجوه شابة وجديدة، وهو ما أكّد عليه المنتج، ما أثار احتجاج الممثلة هالة صدقي الممازح مشيرة إلى أنها وأبناء جيلها يحتاجون أيضا إلى ادوار.

وحضرت هالة صدقي المؤتمر إلى جانب إلهام شاهين والمخرج مجدي أحمد علي الذي يشارك فيلمه «سلطة فوزية» في المسابقة الرسمية. ويشارك في بطولة هذا الفيلم الأخير إلهام شاهين ومحمد منير الحاضران في مهرجان أبوظبي.

وأكد منتج «سلطة فوزية» الذي ينجز فيلمه الثاني بعد شريط «ورقة شفرة» الكوميدي، انه ينوي التعامل مجددا مع سلامة الذي أكد بدوره انه انتهى من كتابة سيناريوهين جديدين وسيبدأ قريبا بتنفيذ احدهما.

وشارك الفيلم في المسابقة الرسمية بين 14 فيلما روائيا بينها ثمانية أفلام عربية جديدة.

وضمن فعاليات المهرجان تم السبت تكريم المخرج التونسي ناصر خمير في حفل خاص. ومنحه رئيس الهيئة العليا للثقافة والتراث في أبو ظبي الشيخ حمد المزروعي جائزة اللؤلؤة السوداء التقديرية.

وكرم المهرجان كذلك الممثل البريطاني بن كنغسلي على عطاءاته للسينما ومنحه جائزة اللؤلؤة الذهبية التقديرية، كما عرض له فيلمه الأشهر «غاندي».

كما كرمت الهيئة ثلاثة منتجين عالميين هم: جيف سكول وجاك ايبيرت وقمران الهيان لدورهم «في خلق سينما مسئولة اجتماعيا».

العدد 2232 - الأربعاء 15 أكتوبر 2008م الموافق 14 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً