الموت هو القدر الصعب الذي لابد لنا من تقبّله، سواء برضانا أو من غير رضانا، فهو كأس لابد لنا من شربه، لأنه سنّة الحياة، ودليل على وجود الإنسان في الأرض، وإبقاء للعنصر البشري.
ولكن عندما يحصد الموت إنسانا عزيزا علينا، فإن القلب ليخشع وإن العين لتدمع، وحمد منصور بن رجب كان أحد هؤلاء الأشخاص، الذين تدمعهم الأعين، ويبكي عليهم القلب.
عرفت حمد بن رجب عندما أقام ديوان الخدمة المدنية قضيّته المستمرة ضدي، وكان من أوائل المتّصلين والمساندين لهذه القضية، وقد قامت جريدته الغرّاء بإجراء مقابلة صحافية معي، بشأن ما تمَّ اتهامي به من قبل الديوان.
لقد كان صوته الحنون يدل على معالم الرجولة والطيب، الذي ورثهما من أبيه ومن عموم عائلة بن رجب، وكانت جدّيته وإصراره في الوقوف معي، يجعلني أحزن كثيرا على موته قبل رؤية ابنته، ولكن هذه هي الأقدار، وهذه هي الحياة.
إذ يجعلنا هذا الموت نقف عند رهبته، ونفكّر مليا في أمر دنيانا، فلقد ترك حمد بن رجب الدنيا، ولكنه أبقى لنا إرثه الفكري، وطفلته الصغيرة، وأخلاقه الرائعة التي تجعلنا نتذكّره بطيب الذكريات.
فهو ذلك الصحافي المجاهد، وهو بالتأكيد ذلك الزوج الحنون الطيب، وفي النهاية كان رحمه الله ذلك الابن البار، والذي لا يستطيع والداه أن يبكيا عليه وهما يحضنان تلك الصغيرة «ريم» - ابنته -، فهي ريحة منه ومن صلبه.
ولولا الصبر واللطف لما استطاع أحد أن يبري جرحه من فقد الأحبة، ولولا عظمة الخالق، لما كان بمقدورنا مواصلة الحياة، فالموت والحياة تلازما عند أسرة الأخ الغالي حمد بن رجب.
موته كان فجيعة مؤلمة وصعبة بالطبع، ولكن حضور «الريم» خفّف وطأة الألم على والديه وزوجته، فكانت هي الرحمة التي أرسلها الرب سبحانه وتعالى إلى منصور بن رجب وعائلته.
ولا نقول له ولأسرته إلا صبر جميل، وإن الله سيؤاجرهم على صبرهم، وسيمسح قلوبهم على الألم الذي هم فيه الآن، فحمد في قلوب من أحبّوه وعرفوه، ولقد ذهب عن الدنيا جسدا ولكنه لم يذهب بأخلاقه وذكرياته مع من حوله.
فليرحمك الله يا حمد بن رجب وليدخلك فسيح جنّاته، يا أيها الابن البار والزوج الحنون والأخ العزيز، فلقد كنت من الطيبين القلائل الذين حزُنت عليهم الدنيا عندما فارقوها.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 2520 - الخميس 30 يوليو 2009م الموافق 07 شعبان 1430هـ
زينب آل نوح
بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا وخلفوا في سويد القلب نيرانا..
إنا لله وإنا إليه راجعون
لا نقول لمنصور بن رجب الاب الا الصبر والدعاء لهذا الابن البار فليرحمك الله يا حمد فنعم الابن كنت ونعم الاخ لكثير من الفقراء والمساكين
جزا الله عنا الموت خيرا
جزا الله عنا الموت خيرا فإنه أبر بنا من كل بر وأروعُ
هكذا تحدث علي ع عن الموت وهو سنة الحياة والاروع هو الاتعاظ اذ كفى بالموت واعظا وشكرا لمشاعرك غير الغريبة عليك يا اخت البحرين.
رحمك الله يا حمد
حزنا كثيرا على رحيلك أيها لابن البار
ولكنها مشيئه الله