المنتدى العربي للبيئة والتنمية كان قد اجتمع في المنامة العام الماضي متوصلا إلى قرارات مهمة تتعلق بضرورة وأهمية ربط البيئة بالتنمية.

وفي هذا العام سيعقد المنتدى لقاءه السنوي في العاصمة اللبنانية، بيروت، بين 19 و 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ويتوقع أن يكون «الحدث البيئي» الأبرز في المنطقة العربية، إذ يشارك فيه أكثر من 500 مسئول وعامل في مجالات البيئة والتنمية، بينهم أكثر من 30 وزير طاقة وبيئة ورؤساء منظمات عربية ودولية.

ولقد جاء اختيار بيروت بناء على اقتراح هيئة البيئة في أبو ظبي، وهي التي تم اختيارها مؤخرا لاحتضان «مركز للوكالة الدولية للطاقة المتجددة».

إن اجتماع المنتدى سيأتي قبل أسابيع من قمة التغير المناخي التي ستعقدها الأمم المتحدة في العاصمة الدنماركية، كوبنهاغن، والتي ستسعى إلى الوصول إلى اتفاق دولي جديد لحماية البيئة. وقد أشار أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب إن مؤتمر بيروت سيناقش التقرير الذي يعده المنتدى بعنوان «أثر تغير المناخ على الدول العربية»، ويعمل عليه بعض أبرز الخبراء العرب، وأن من أبرز محتويات التقرير صورا فضائية تم تطويرها خصيصا في مركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن، بإشراف مدير المركز فاروق الباز، تظهر للمرة الأولى التغيّرات في شواطئ المنطقة وغطائها النباتي وتمددها العمراني. إلى جانب تطوير سيناريوهات من صور فضائية فائقة الدقة، تظهر أثر ارتفاع البحار بين متر واحد وخمسة أمتار على الشواطئ العربية، إلى جانب دراسات فضائية محددة لبيروت ودلتا النيل وساحل الإمارات الغربي.

كما وسيعرض التقرير دراسات مفصلة لآثار تغير المناخ على الزراعة والغذاء والمياه والتنوع الحيوي وأثر تغير المناخ على الصحة في العالم العربي ووصف صعب التقرير بأنه «أول دراسة شاملة ومستقلة عن أثر تغير المناخ على البلدان العربية، مبنية على الدلائل العلمية ونتائج أحدث الأبحاث».

إن هذا المنتدى المنتظر في بيروت كان قد انعقد في المنامة من قبل، والأمل في أن تتوصل الدول العربية إلى قناعة بأن عليها أن تلعب دورا مهما في المحافظة على البيئة. ولكن المشكلة أن التنظير جميل، ولو نظرنا إلى البحرين التي احتضنت المنتدى من قبل فسوف نجد أن حماية البيئة ربما آخر ما يفكر فيه أكثرية المسئولين البحرينيين.