إنها المرة الأولى التي يختطف فيها أجانب في اليمن ويعدمون على الفور.وتابع ينبيء الوضع بشكل متزايد بنوع العنف الذي يتبناه «القاعدة» غير ما رأيناه في أماكن أخرى (في اليمن).وأنحى اليمن باللائمة على مسلحين من الشيعة يقاتلون حكومة صنعاء وهو ما نفته الجماعة ويراه المحللون مستبعدا رغم قوة المسلحين في الشمال.وكثيرا ما اختطف أفراد من قبائل غاضبة بسبب تهميش الحكومة المركزية لها أجانب غالبا من السائحين ولكن من النادر أن ينتهي الأمر بمقتلهم.وقال الباحث والمحلل السياسي في صنعاء سعيد ثابت حادثة اختطاف الألمان في اليمن أدت إلى احراجات كبيرة للحكومة اليمنية وأيضا إلى إرباك في عملية مكافحة الإرهاب.ورغم تنظيم عمليات بحث واسعة النطاق بمساعدة محققين ألمان وبريطانيين وعرض الحكومة مكافآت لمن يقدم معلومات لا يزال الخاطفون طلقاء ولم يعرف مصير بقية الأجانب المختطفين.وقال وزير الإعلام حسن اللوزي في مؤتمر صحافي الشهر الجاري الحكومة لم تقصر والأجهزة الأمنية تقوم بدورها وعلى نطاق واسع وهناك تعاون كما أشرت مع الجانبين الألماني والبريطاني.واستهدف اليمن والجيش الاميركي شخصيات من «القاعدة» في البلد الفقير الذي ينحدر منه زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وذلك عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.وأطلقت طائرة من دون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية صاروخا قتل زعيما ل «القاعدة» في اليمن في 2002.وفي يناير/كانون الثاني أعلن متشددون يمنيون تبني اسم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية واختاروا سعوديين أفرج عنهما من سجن غوانتنامو لقيادتهم.وأعلن متشددون ينضوون تحت لواء «القاعدة» مسئوليتهم عن مقتل أربعة سائحين من كوريا الجنوبية في مارس/ آذار فضلا عن هجمات بقذائف مورتر على سفارات أجنبية ومجمع سكني في العام الماضي.وفي الأسبوع الماضي قلل وزير الخارجية اليمني من شأن فكرة انتقال متشددي «القاعدة» من العراق وأفغانستان ووصفها بأنها مبالغ فيها ولكنه لم ينف التقارير.واتهم الوزير القاعدة بأنها تحاول تأجيج التمرد في الشمال والعنف في الجنوب حيث وقعت مصادمات بين المتعاطفين مع النزعة الانفصالية وقوات الأمن من اجل زعزعة الاستقرار بصورة أكبر.وذكر المحلل بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى جريجوري جونسون أن حادث هروب مشتبه في انتمائهم ل «القاعدة» من سجن في العام 2006 يمثل بداية عودة نشاط «القاعدة» إلى اليمن.وكتب الشهر الجاري يضم الظهور الحالي ل «القاعدة» في اليمن عددا أكبر من الأعضاء وأعضاء اصغر سنا أكبر من أي وقت مضى.وفي فبراير/ شباط أصدرت السلطات السعودية قائمة بأسماء 83 متشددا مطلوبا من بينهم يمنيان.ولكن بوسيك ذكر انه يعتقد أن 26 من الأسماء التي وردت في القائمة السعودية موجودون في اليمن وان 11 منهم من معتقلي غوانتنامو الذين سلمتهم واشنطن للسعودية وعادوا للتشدد.
ونشر بوسيك هذه المعلومات عقب اجتماعات مع مسئولين سعوديين.وتابع أن الباقين في إيران وباكستان وأفغانستان وكتب في عدد شهر مايو /أيار من مجلة (سي.تي.سي سينتنيل) التي تجري أبحاثا عن التشدد ثمة خوف حقيقي من أن تستغل «القاعدة» في شبة الجزيرة العربية التي تشكلت حديثا الظروف في اليمن للإعداد لهجمات في السعودية.وقالت السعودية المجاورة وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم إنها تخشى أن يؤدي عدم الاستقرار في اليمن أن تصبح قاعدة انطلاق لإحياء حملة متشددي التنظيم التي شهدتها المملكة في الفترة من العام 2003 إلى 2006 لزعزعة الاستقرار فيها .وحتى أن لم يكن «القاعدة» وراء القتل يقول محللون انه مؤشر على تنامي التطرف في اليمن.وقال حسن أبو طالب من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية انه بالرغم من المخاوف السعودية فان التزمت الديني في المملكة لعب دورا رئيسيا في تهيئة بيئة خصبة للتنظيم في اليمن.وتابع أن اليمن كان على مدار الأعوام العشرين الماضي منصة لانطلاق عناصر «القاعدة» وان بعض القبائل في الوسط ترتبط بعلاقات دم وعلاقات وثيقة بعناصر التنظيم.وتابع أن القضاة اليمنيين يذهبون للسعودية حاليا للتدريب ويعودون محملين بالأفكار المتشددة .وذكر بوسيك انه رغم غياب سياسة سعودية موحدة بدعم الأصولية في اليمن الجارة الجنوبية فان السعودية لعبت دورا.وقال استيراد التطرف السلفي وتمويل المعاهد العلمية وعودة اليمنيين من السعودية وانتقال التطرف للشباب اليمني جميعها أمور مقلقة وساعدت على تغير البيئة الأيديولوجية.
العدد 2519 - الخميس 30 يوليو 2009م الموافق 08 شعبان 1430هـ