بعد ورشة عمل معمقة نظمها برنامج الامم المتحدة في العاصمة السيرلانكية، كولومبو في 8 اكتوبر/ تشرين الاول الجاري، أصدر خبراء الامم المتحدة تحذيرا فوريا الى البلدان العربية التي تعتمد على آسيويين في نشاطها الاقتصادي والاجتماعي... وقالت الدراسة ان الآسيويات (من بلدان مثل الفلبين، تايلند، سريلانكا، الهند، الخ) من اكثر النساء المصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (الايدز)، وانهن الآن اصبحن نقالا رئيسيا للفيروس الى البلدان العربية التي تعتمد على المهاجرات من هذه البلدان في مختلف انواع العمال الاقتصادية، بما في ذلك خدم المنازل.
الخبراء قالوا ان بلداننا ليست فيها حماية من انتقال مرض الايدز، وان كثيرا من الامور تجري في السر، وان هناك اعتداءات جنسية، وسوق للنساء الآسيويات اللاتي يبحثن عن لقمة العيش وترمي بهن الظروف في بلداننا، ومن ثم يجدن انفسهن خاضعات لممارسات مختلفة تؤدي في نهايتها الى انتشار مرض الايدز. واذا اضفنا الى الآسيويات ايضا الحملة الجديدة من الإثيوبيات وغيرهن، فإن بلدنا اصبحت حاضنة لفيروس الايدز بشكل لم نتوقعه من قبل، كما اشار الى ذلك خبراء الامم المتحدة الذين حذروا من ان «المكاسب الاقتصادية للبلدان العربية قد تتضرر اذا لم تنتبه البلدان العربية الى خطورة انتشار الفيروس». وطالب الخبراء بتنفيذ «اجراءات الوقاية الصحية مع ضمان حقوق النساء المهاجرات» مشيرين الى ان «المرأة العاملة الآسيوية في الخارج تعتبر مصدرا مهما لدعم اقتصاد بلدانهم الأصلية، فضلا عن البلدان المضيفة، ولكن عددا كبيرا منها عرضة لفيروس نقص المناعة البشرية وذلك بسبب اعدام السبل الآمنة بسبب الظروف التي تحيط بالمهجر للعمل في البلدان العربية».
من المعلومات التي قورنت بعد الورشة ان هناك حاليا ما يقدر بنحو 54 مليون شخص يهاجرون من آسيا إلى بلدان أخرى، ونحو 43 في المئة منهم من النساء... «وكثيرا ما تهاجر المرأة تحت ظروف غير مأمونة للعيش في ظل ظروف صعبة للغاية، ويمكن أن تكون هدفا للاستغلال الجنسي والعنف، ويصعب أو يتعذر عليهن الحصول على الخدمات الصحية والحماية الاجتماعية، وهذه العوامل يمكن أن تجعلها عرضة لفيروس نقص المناعة البشرية». واضاف الخبراء انه لوحظ في السنوات الأخيرة «ان عددا متزايدا من العمال المهاجرين من آسيا قد تم تشخيص حملهم لفيروس نقص المناعة البشرية (الايدز) في مختلف البلدان المضيفة... وهناك حاجة لاستراتيجية وطنية وإقليمية ودولية لضمان سلامة الحركة والوصول إلى برامج لمنع انتشار فيروس نقص المناعة البشرية من المهاجرين الى السكان».
ان وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى مطالبة بأن تنتبه الى مثل هذه التقارير الصادرة من جهات مسئولة، وان تتخذ خطوات توعوية، واجراءات مباشرة للتصدي لخطورة انتقال فيروس الايدز من المهاجرين (يطلق عليهم في البحرين مسمى الوافدين والخادمات) الى المواطنين. فهناك من الرجال (المواطنين) من سيحمل الفيروس من الآسيويات وينقله الى البحرينيات والاطفال سيحملون المرض ايضا لينقلونه الى غيره، وهو ما أوضحته ورشة الامم المتحدة في سريلانكا التي قالت ان السلطات في بلداننا يتوجب عليها ان تعي المشكلة وتتفهم ان تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بخصوص تقليل عدد المصابين بالايدز سيصاب بانتكاسة في بلداننا اذا لم ننتبه الى موضوع المهاجرات الآسيويات من الفلبين وتايلند وشبه القارة الهندية، وأخيرا من الدول الإفريقية ايضا.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2231 - الثلثاء 14 أكتوبر 2008م الموافق 13 شوال 1429هـ