حسنا فعلت وزارة الداخلية عندما ردت أمس على البيان الذي أصدرته بعض الجمعيات السياسية بشأن مجريات الأحداث الأخيرة. وقد ركز رد الداخلية على دحض الادعاءات المتعلقة بـ «استخدام أية طلقات مطاطية عند قيام قوات الأمن بمواجهة الخارجين على القانون على رغم قيامهم باستخدام عبوات المولوتوف والعبوات الحارقة واعتدائهم على سلامة وأرواح المواطنين الأبرياء».
كما تحدث الرد عن «توظيف رجال الأمن من غير أبناء البلد» مشيرا الى أن «سياسة التوظيف والتعيين بوزارة الداخلية تتم وفق الضوابط القانونية والتي تقوم على توظيف المواطنين في ضوء احتياجات العمل وفق الخطة العامة والاستراتيجية التي تتبناها الوزارة...».
كما دعت وزارة الداخلية الجمعيات بأن تنبه «الشباب بأن التخريب والإتلاف للممتلكات العامة هو تدمير لقدرات الوطن وأنه لابد من تعاون المواطنين وكل الجهات والجمعيات السياسية مع الأجهزة الأمنية بكل صور التعاون وأن يجمعنا دائما هدف واحد هو رفض التخريب والشغب ونبذ أي فرد أو جماعة تدعو إلى ذلك بدلا من أن يوجه اللوم لرجال الأمن لقيامهم بواجبهم الذي فرضه القانون وهو المحافظة على الأرواح والأمن العام وصون الممتلكات».
إن رد «الداخلية» على الجمعيات السياسية يُعبِّر عن روح حضارية تؤمن بالحوار وبالأخذ والرد، وسواء اتفقت الآراء أم اختلفت بشأن ما ورد في بيان الجمعيات أو في بيان «الداخلية»، فإن فتح الباب للحوار عبر التصريحات حاليا قد يفتح الباب للحوار المباشر حول هذه القضايا. فقبل الجمعيات السياسية كانت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان قد طلبت زيارة الموقوفين، وعرضت خدماتها الطوعية للتحقق من الادعاءات المطروحة بخصوص سوء المعاملة، وأعتقد ان الحوارات، وإفساح المجال للزيارات التفقدية بإمكانها أن تعالج الكثير من القضايا من دون ضجيج يؤثر على مسار القضاء أو على سمعة هذا الطرف أو ذاك.
إن سعينا جميعا ينبغي أن يتوجه نحو نبذ العنف ونحو ترشيد الساحة ونحو ضمان حقوق المواطنين وعدم المساس بها ونحو تعزيز الوحدة الوطنية ونحو تعزيز العلاقة بين فئات المجتمع والسلطة... ومثل هذا السعي إنما يعزز أمن واستقرار الوضع ويبعده عن المشاحنات، كما انه يضمن الحقوق من خلال العمل السلمي الملتزم بالضوابط الحقوقية التي نص عليها ميثاق العمل الوطني والدستور والعهدان الدوليان الخاصان بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولاسيما ان العهدين معتمدان ضمن قوانين البحرين حاليا.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2230 - الإثنين 13 أكتوبر 2008م الموافق 12 شوال 1429هـ