العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ

«المربع الأصفر» ضرورة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تقوم الإدارة العامة للمرور خلال هذه الأيام بحملة توعوية ومن ثم حملة لضبط المخالفين بشأن ما يعرف بـ «المربع الأصفر»، هذا المربع الذي جاء من أجل أن يحل أزمة حقيقية تشهدها مختلف تقاطعات الطرق في البحرين، إذ إنه ومع غياب أخلاقيات القيادة عن مجموعة كبيرة من مستخدمي الطريق أصبحت الأمور مربكة في تلك التقاطعات والتي تشهد ازدحاماتٍ ومن ثم خروجا عن روح اللباقة على الطريق.

المربع الأصفر هو عبارة عن رسم مربع أصفر داخل التقاطع (حدوده هي الحدود الداخلية للتقاطع) بداخله خطوط صفراء متقاطعة بصورة قطرية وعلى السائق عدم الدخول في هذا المربع إذا كان هناك ما يمنعه من إكمال سيره وإخلاء التقاطع حتى إذا كانت الإشارة الضوئية خضراء، أي أنه إذا كان هناك طابور من السيارات التي لم تُخْلِ التقاطع بعد، فعلى السائق الانتظار قبل المربع الأصفر حتى يضمن تمكنه من السير وعدم البقاء داخل التقاطع، والسائق المخالف لهذا النظام يعتبر مرتكبا لمخالفة مرورية.

إن مفهوم المربع الأصفر مطبق حاليا في كثير من الدول الأوروبية المتقدمة وكذلك دول الخليج، وقد أثبت فعاليته في زيادة سعة التقاطعات، وخاصة ذات التحكم بالإشارات الضوئية، وتسهيل حركة المرور خلالها وذلك بتقليل الطابور المتبقي بعد فترة الضوء الأخضر.

أين المشكلة بالنسبة إلى السائق عندما يجد أن الشارع مزدحم ولا يمكنه مواصلة مشواره حتى وإن كانت الإشارة الضوئية تسمح له بالمرور، إذا أعطى الفرصة للآخرين في الاتجاه الآخر من السير إذا كان طريقهم مفتوحا؟ إنها أخلاق القيادة وفنها.

المادة 47 من قانون المرور نصّت على أنه «عند توقف المرور أو تباطؤه بما يهدد بإرباكه يجب على قائد المركبة على رغم أولويته أو على رغم النور الأخضر أو وجود أية إشارة أو علامة أخرى تسمح له بالمرور عدم الدخول في التقاطع إذا كان الوصول إليه سيتوقف فيه. وعلى كل من تكون له الأولوية أو الحق في السير أن يتنازل عن هذا الحق إذا اقتضت حالة المرور ذلك، وفي هذه الحال لا يجوز لأي قائد أن يعتمد على هذا التنازل إلا إذا كان متيقنا منه».

كل سائق سيقع في الأمرين، فمرة سيكون الطريق له ولكنه غير سالك، وفي المرة الثانية سيكون في المسار الآخر وطريقه سالك ولكنه غير قادر على المرور، فلا أعتقد أننا سنرضى بألا نعطى الفرصة بالسير في مسارنا وتأخيرنا فقط لأن الطريق الآخر مزدحم وبالتالي فعلينا أيضا ألا نساهم في تعطيل الآخرين.

كم هو جميل أن يكون السائق مؤْثرا على نفسه للآخرين، متى ما كان ذلك لن يضره ولن يؤخره بل هو في وسط الزحام بيده ألا يعطل الآخرين، فلماذا لا نلتزم جميعا بأخلاقيات «المربع الأصفر»؟

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً