العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ

العصفور يؤكد أهمية العمل الاجتماعي والتكافل بين الناس

تحدث خطيب جامع عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) عن ضرورة العمل الاجتماعي والتكافل بين الناس، وسد حاجات المحتاجين بمخلتف المجالات الحياتية، وتعرض إلى مسألة قضاء حوائج الناس، وهو العنوان الذي حثت عليه الروايات والنصوص الشرعية فإن خير الناس من نفع الناس، وبالذات الأشخاص الذين يكونون في مواقع أو مناصب خدمية، ينتظر منهم أن يقدموا للناس شيئا، وقال الإمام الصادق: «من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته»، والحديث الشريف يشير إلى حقيقة مهمة وهي أن الله سبحانه و تعالى يتكفل بمهمات وشئون الإنسان الذي يسعى في قضاء حوائج الناس وهو سبحانه وتعالى القادر الذي بيده الأمور وتقدير الأسباب، يسهل لهذا الإنسان ويعينه على أموره وقضاياه وشئونه.

وقال «اننا نجد بالوجدان أشخاصا نالوا الموفقية في حياتهم، وحققوا النجاحات العملية، ليس بمجرد قدراتهم الذاتية التي قد تقصر عن ذلك وإنما بسبب الموفقية الإلهية وبما أمهدم الله من عون ومدد، نظرا لما يتمتعون به من صفاء القلب والنية الصادقة، ومحبة الناس وخدمتهم، يقول النبي (ص): «إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه». ثم وجه إلى اغتنام الإنسان لوقت اقتداره من الصحة والشباب والقوة قبل المرض والضعف والشيخوخة.

وتحدث في الخطبة الأولى عن النفس الإنسانية وضرورة سيطرة الإنسان على ميوله وغرائزه، وقال بأن مسيرة الإنسان في هذه الحياة هي مسيرة صعبة وشاقة، نظرا لما تعترضه من مشكلات وإبتلاءات وعقبات ومنغصات وأخطار، فالإنسان محتاج في المقام الأول إلى توثيق صلته بالله عز وجل، وتعميق ارتباطه الروحي والمعنوي به سبحانه وتعالى كما في حديث الإمام الجواد (ع): «المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال: توفيق من الله، ووعاظة من نفسه وقبول ممن ينصحهم»، فالإخلاص لله عز وجل وتوثيق الصلة به سبحانه وتعالى طريق للتوفيق الإلهي ما دام الإنسان يحمل ضميرا يقظا وقلبا طاهرا، وقد أشار الحديث إلى خصلة مهمة وهي قبول النصح وحسن الاستماع لأفكار ونصائح الاخرين، والله سبحانه وتعالى يقول: «والذين يستمعون القول فيتبوعون أحسنه»، فإذا كان الإنسان مستبدا برأيه معجبا بعمله، فهذا ما عناه الحديث الشريف «ثلاث قاصمات الظهر، رجل استكثر علمه، ونسي ذنوبه وأعجب برأيه»، فالإنسان الذي يستكثر علمه ويستعظم أعماله فإنه بلا شك سيقف عند هذا الحد ولن يتقدم، ولن يكون له دافع للاستزادة، وهذا ما يشكل سدا وحاجزا أمام تكامل الإنسان، كما أن من ينسى ذنوبه ويستصغرها يدفعه ذلك إلى الوقوع في الآثام والذنوب

العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً