دعا الشيخ حميد المبارك أمس (الجمعة) إلى تأييد ما دعا إليه النائب محمد المزعل من تشكيل جبهة وطنية تعزز الأهداف الدستورية لمملكة البحرين، وقال المبارك: «إننا نرى في هذه الدعوة تجاوزا للتعويمات إلى ما هو أكثر ملامسة للواقع، وحيث ان الأهداف الدستورية ترتبط بالنظم السياسي والاجتماعي، ولا شك أن من أهم مقاصد الدين هو النظم، والمقاصد تعلو ولا يعلى عليها، وقد قرب الإسلام أهمية غاية النظم بحيث جعلها تتقدم على الأحكام الشرعية الجزئية وبالتالي فإننا مدعوون جميعا إلى الالتفاف حول الأهداف الوطنية والدستورية والتي هي كفيلة بأن تنظمنا جميعا في مدارها».

وأوضح المبارك «أن مثل هذه الدعوة يجب أن تكون شاملة لجميع الأطياف الدينية وجميع الاتجاهات والفئات الدينية والليبرالية وهذا أمر لا مناص عنه، حيث ان التعددية أصبحت جزءا لا يتجزأ من وعي المجتمع بالنظام، وأنا أؤكد أن النظام كقيمة أمر ثابت لا يختلف في قيميته من زمان إلى زمان، ولكن أدواته تتطور بحسب الأزمان فلا ينبغي أن نجمد على أدوات النظم التي كانت ضرورة في يوم من الأيام، ولكنها أصبحت جزءا من الماضي ومن المهم في مقام فهم الدين أن تكون لدينا القدرة على تجاوز أشكال الأدوات الجزئية والتي تشتغل في الحياة اليومية بأنماط متطورة ومتحولة فهذه الأشكال الجزئية ليست جزء من قيمة الدين بل هي وسائل وطرق لتحقيق تلك القيم».

ولفت إلى أن القيم الدينية مقدسة لا يطالها التحريف، ولكن وسائل تطبيقها ليست مقدسة إذ ترتبط بالمستوى الحضاري والثقافي للإنسان، فما هو من الله مقدس ثابت وما يتصل بالإنسان فهو شيء عملي متحرك.

وبين المبارك أن الديمقراطية والتعددية والمساواة بين أتباع الأديان والمذاهب أصبحت أدوات لابد منها ولا مناص عنها لتحقيق النظام الاجتماعي والسياسي فهي لا تعارض الدين بل تصب في مجراه، وتؤكد غاياته، ونحن نثمن اي مبادرة تدعو الى التأكيد على إبقاء السمعة الطيبة لمملكة البحرين، وجعلها تتبوأ مكانة عالية في قائمة الممالك الدستورية.

وقال المبارك إن «أمامنا اليوم فرصة تاريخية للتقدم بخطوات إيجابية، فلا ينبغي أن نفشل في تحقيقها ولا ينبغي ان نشتغل بمشاكسات لا تبث إلا الخراب وهناك أمل في ان نتجاوز كل دواعي الشحن الطائفي والكراهية، وأن نسير في اتجاه تحقيق الاهداف القيمية وهو ما دعا إليه العقلاء وأكد عليه القرأن وهما العدل والنظم»