العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ

القطان: التساهل في الطلاق دمار للنفوس وتقويض للمجتمعات

في حديث الجمعة أمس بـ «أحمد الفاتح» //البحرين

حذر خطيب مركز أحمد الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان في حديث الجمعة أمس من الوقوع فيما أسماه مغبة «التساهل بالطلاق» مشيرا إلى أن الإسلام أوصى بالمرأة ووضع الضوابط لتنظيم الحياة، وحرم الطلاق من دون سبب شرعي.

وقال:» لقد دعا الرسول (ص) إلى عدم بغض المؤمن للمؤمنة، وهذا التوجه هو مدعاة لحسن الخلق، وعلى الإنسان أن يلحظ في زوجته الخلق الحميدة ويضعه مقابل ما لا يحبه في خلقها، وبهذا تنتظم الحياة وتقوم المجتمعات، وليعلم العاقل أن الكمال متعذر، ولو لحظ الرجل أخلاقه وتفقد نفسه لوجد في نفسه من العيوب أكثر من المرأة».

وتابع» لقد وضع الدين الحنيف الضوابط لتنظيم هذه العلاقة، فقال تعالى(وعاشروهن بالمعروف) وإن بعضا من الرجال عندما يدخل بيته يعتقد أنه الآمر الناهي في كل شيء، ويرى الحق له وحده، ويرفع صوته بالزجر والعتاب، ويهين من حوله بالظن والارتياب، يشتم هذا ويضرب ذاك ويتهم هذا ويصرخ في وجه ذاك. وتجده يتبرأ من صنيعهم على لا شيء، على أمر حقير ولا يدري أنه السبب في ذلك كله، وأن ما حصل هو من كون غباره لكثرة غضبه وعدم مراعاته لشعورهم فأتعب نفسه وأشقى غيره، ولربما تطاول بالشتم ولربما أدى به شدة غضبه إلى التفوه بالطلاق وهو أبغض شيء عند الله وأحب شيء عند الشيطان، فأغاظ خالقه، ولو بحثت عن السبب لوجدت أن لا سبب لذلك إنما استجابة لنفسه الأمارة بالسوء».

ولفت القطان»إن الضمير المنصف يدعو إلى إعطاء الزوجة حقها. وهذه المرأة تكون القائمة بأمر بيتها وموضع حرثه، ومع ذلك يتجرأ على مضايقتها أو إهانتها ثم انفصال وطلاق».

وانتقل القطان في معرض حديثه إلى حقوق الزوج على الزوجة قائلا:»أيتها المرأة المسلمة التي من الله عليها بالكرامة وجعلها مربية وعميدة أسرة، حافظي على خلقك ومعاملة زوجك المعاملة الحسنة، واحتسبي الأجر في طاعته والصبر على ما يصدر منه، والبعد عن الاتهامات الوهمية والعبارات المؤذية، وكم من امرأة فقدت كرامتها بسبب سوء خلقها وعدم شكرها لنعم الله، وعدم احترامها لزوجها ولقرابته وأهله، ولربما ساء خلقها فتطاولت على زوجها بالسب واللعن والتعيير واتهامه في شخصيته ورجولته، وقد تطلب الطلاق من زوجها، وقد حرم الله ذلك من دون سبب شرعي، فارتكبت الخطأ وحرمت أبنائها التربية والعطف الأبوي، وإذا سألت عن السبب لن تجده إلا تنفيس عن الغضب وعدم ضبط للنفس، فكم من غضب ساعة أوجب غم الدهر، فحافظي على نعم الله. واتقوا الله عباد الله، والصفح من شيم الكرام».

ونوه «اتقوا الله تعالى واعلموا أن الطمأنينة والراحة مقرونة بطاعة الله وأن الشقاء والنزاع يكون في البعد عن طاعة الله، وما كان شقاء الناس إلا بالبعد عن طاعة الله، ومن ذلك التلاعب بالطلاق، وبعضهم يطلق لأدنى الأسباب، ومنهم من يتزوج ويطلق، ويتزوج ويطلق، وليعلم أن فعله محرم، ومن الناس من يجري الطلاق على لسانه بسهولة، فيستعمله كاليمين، وإذا انتقضت يمينه وقع في الحرج وبات يسأل العلماء عن المخرج من ذلك، ومنهم من يحذر زوجته بالطلاق، كأن يقول إذا ذهبت إلى بيت أهلك أو ركبت السيارة فأنت طالق... كل هذا بسبب تلاعب الشيطان ببني آدم ليوقعهم في الحرج».

وقال: «من الناس من ينظر إلى امرأة متزوجة وأعجبته، فيحاول أن يفسدها على زوجها ليتزوجها، وقد حذر الرسول (ص) من ذلك. وبعض النساء تطلب من زوجها الطلاق من غير بأس، وقال الرسول : (أيما امرأة سألت زوجها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة). ونجد أن البعض يترك أولاده عند أمهم ولا يبالي بهم وكأنهم ليس بأولاده، وأولاده من المرأة الأخرى هم أولاده فقط، وأولاده الآخرون يعيشون الكفاف بعد أن حرمهم والدهم الرعاية والنفقة، وبعض الأولاد والبنات أسوأ حالا من الأيتام، فضاعوا وشردوا وما علم ذلك الأب الظالم الجائر أنهم أولاده أيضا، فليتق الله وليعدل بينهم».


... ويستنكر استهداف الأبرياء

المنامة - بنا

أعرب خطيب جامع الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان عن استنكاره وإدانته لكل «الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأبرياء وكل من يحرض على العنف ويدعو الى القيام بالاعمال الاجرامية ويباركها ويؤيدها».

وقال القطان في خطبة صلاة الجمعة: «لقد أزعجنا وأغضبنا ما وقع بالأمس القريب من الحادث الارهابي الاجرامي الذي استهدف سيارة مدنية كان يستقلها ثلاثة شبان من المواطنين كانوا في جولة للنزهة في أجواء العيد عندما ألقى مجهولون ملثمون يرتدون عباءات نسائية سوداء بعبوات المولوتوف الحارقة على سيارتهم ما أسفر عن اصابة ركابها بإصابات طفيفة. ولولا العناية الالهية لكان هؤلاء الضحايا الآن في عداد الأموات».

وطالب القطان «بتطبيق القانون والاحتكام الى العدالة الرادعة من دون تريث أو تمهل وتغليظ العقوبات على المحرضين والمدبرين لهذه الأفعال الاجرامية التي تهدد الأمن والسلم الوطني وتروع الآمنين في ديارهم وممتلكاتهم».

وقال: «يحق لنا أن نتساءل ونسأل العلماء والعقلاء وأهل الرأي: الى متى سنظل على هذه الحال من الفوضى والتخريب والتحريض وتهديد الأرواح والعبث بأمن البلاد والعباد؟»، مشددا على ان المسئولية عظمى والجميع في هذا الوطن في سفينة واحدة ومن خرقها أغرق الجميع وان التهاون والتساهل في أمن الوطن يؤدي الى انفلات وفوضى لا يمكن ضبطها أو السيطرة عليها.

واكد ان «الاحساس الجاد بالمسئولية وعظم النتائج وخطورتها هو الذي يحمل كل عاقل وكل غيور على مصلحة وطنه على رفض كل الأعمال الغوغائية التي تقوم بها بعض الفئات وعدم قبول أي مسوغ لها ولزوم فضح آثارها ونتائجها».

وأهاب القطان «بكل مسلم ان يحذر أن يصدر منه شيء يثير الفتنة الطائفية أو يسوغ لمثيري الفتن والفوضى والتخريب وتهديد أرواح الناس والسب والشتم وعدم احترام النظم والقوانين والدساتير التي أقرها الشعب وتوافق عليها الجميع»

العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً