دعا الشيخ صلاح الجودر جميع المواطنين للتمسك بالمشروع الإصلاحي الذي دشنه عاهل البلاد، والقائم على المساواة والتعددية والتآخي بين أبناء الوطن الواحد، مناديا بقيام وحدة وطنية تضم أطياف المجتمع البحريني باختلاف توجهاته الدينية والسياسية لنشر ثقافة الحوار.
وحذر الجودر في خطبته التي حضرتها «الوسط» أمس الجمعة في جامع قلالي، من الاصطفاف الطائفي الذي يسعى البعض إلى ترويجه في الساحات.
وأكد الجودر أن حادثتي «دمستان» و «الحالة» كانتا بمثابة المنغص على أبناء الوطن، إذ يراد من خلالهما زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، ونشر سموم العداوة والبغضاء بين أبنائه.
وقال الجودر: «لم نشأ التحدث عن تلك الحادثتين في حينهما لأن الأجواء كانت مشحونة، والنفوس مؤجّجة، ولكن اليوم بعد انكشفت كثير من خيوطها وجدنا أن هناك خللا كبيرا في التعاطي مع تلك القضايا، سواء أكانت على مستوى الأفراد أو المؤسسات».
وأشار الجودر الى «ان الحادثة التي وقعت أواخر شهر رمضان في منطقة الحالة، ليست بسبب موقف سيارة كما قيل، بل إن ارتباطنا بالمنطقة وأهلها يؤكد أن القضية كانت منذ أكثر من 5 سنوات»، وتابع: «الحادثة كشفت عن سوء التقدير لتأخذ أبعادا خطيرة، وعلى الرغم من أنها قضية جارٍ مع جاره، وليست أكثر من ذلك، إلا أنها كادت أن تأكل الوطن حينما تحولت إلى اصطفاف طائفي».
وأوضح خطيب جامع قلالي أن هذه الحادثة لا يهدف منها إلا التضخيم وقيام حرب أهلية، مؤكدا وجود عقول لا تؤمن بالقانون والقدر، وإلا لماذا ينتصر كل فرد لطائفته على حساب الوطن واستقراره؟، حسب الجودر.
ودعا الجودر أهالي المحرق إلى التمسك بوحدتهم، فهم أبناء الوطن القائم على التعددية والتعايش والوئام الاجتماعي، مشددا على عدم الانجراف وراء الفرقة والخلاف.
وتعرّض الجودر في خطبته إلى الحادثة التي وقعت في دمستان ثاني أيام عيد الفطر المبارك، إذ قال: «إن ما قامت به مجموعة متنكرة بعباءات نسائية تهاجم ثلاثة شبان بالمولوتوف والقنابل الحارقة يثير عدة تساؤلات عن السبب وراء هذا التنكر للقيام بأعمال عدائية، وعن سبب اختيار مناسبة كعيد الفطر؟»، وأضاف: «لماذا يستهدف الآمنون المستقرون، سواء أكانوا سنة أم شيعة، رجالا أم نساء، مدنيون أم عسكريون؟»، مشيرا أن هذه الأعمال تؤكد على أن المنطقة مستهدفة بأسرها لزعزعة أمنها واستقرارها.
وحمّل الجودر الجميع مسئولية ما يحدث على الساحة، وخصوصا أولياء أمور الشباب والناشئة، حسب وصفه.
ولفت الجودر: «لم يبق على الحج من يومكم هذا إلا قرابة الشهرين، فكأني بالحجيج وقد وقفوا في صعيد عرفة، او في مزدلفة يقضون واجب البيات، أو في منى يرمون الجمرات».
وحثَّ الجودر جميع المسلمين على المبادرة إلى تأدية فريضة الحج متى كانوا مستطيعين إليه، وألا يؤخروه، فإن تأخير حج النافلة مع المقدرة حرام، فكيف بالركن اللازم والفرض الواجب
العدد 2227 - الجمعة 10 أكتوبر 2008م الموافق 09 شوال 1429هـ