«في عشكم ثعبان لا تعرفونه»...
أعيد تكرار العبارة التي قالها أحد الضباط الإنجليز في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1954 للمناضل الكبير عبدالعزيز سعد الشملان بعد إلقاء القبض عليه وعلى زملائه أعضاء هيئة الاتحاد الوطني...
في العمود السابق، كان الموضوع يدور حول «الثعابين» التي بقيت بعد رحيل «الثُّعبان» الكبير الذي لا أحب حتى ذكر اسمه لأنكم كلكم تعرفونه، فهذه الثعابين التي تعيش بيننا اليوم، نعرفها قطْعا وتعرفنا، لا همَّ لها الا العمل على تقويض استقرار البلاد والتأثير على السلم الاجتماعي...
يوم الخميس الماضي أشرت الى الثَّعابين التي حامت حول منزل الشيخ راشد المريخي ليلة زيارة السيد عبدالله الغريفي له في منزله بمنطقة البسيتين، ثم حاولتْ تنفيذ بنود أخرى من خططها التدميرية لكن لقاء وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، أحبط عملهم، إلا أنهم سيعودون إلى العمل من جديد، ولله الحمد، سيكون لهم من سيتصدى لهم! فهم، على رغم الجحور التي يختبأون فيها، فإن كل أهل المحرق من المخلصين لبلادهم، يعرفونهم ويعرفون نواياهم.
الثعابين في «دمستان» أيضا...
في كل قرى المنطقة الغربية - إن جاز لنا التعبير - يعبث بعض الثعابين... وما حادثة القاء الزجاجات الحارقة على ثلاثة من المواطنين إلا واحدة من الحالات البغيضة المقلقة التي يقوم بها الثعابين... سيان بين ثعابين تبث سموم الطائفية وتشعل نار الفتنة، وبين ثعابين تعيث فسادا وتحرق وتدمر وتعرض حياة الآخرين للخطر.
قبل ليلتين، التقيت الأخ حسن مشيمع، وتحدثت معه بشأن اللبس الذي يمنع «العيون» من أن ترى أن هذه الفعالية سلمية للمطالبة بالحقوق المشروعة وفقا للقانون وبما يمنع أية تجاوزات من أي طرف، وبين العمليات الإرهابية والتخريبية والتحريق التي يقوم بها ملثمون «من الثعابين» الذين لا نعلمهم! ما يجعل من التأكيد على دور أهل القرى للتصدي لأية ممارسة دخيلة وكشفها حتى «لا تصبح مسرحية من الحكومة»، مسئولية الجميع، وحجة على من يدعي!
كان لابد من الإشارة الى الحادث البغيض حتى لا يتهمنا البعض بعدم الإنصاف أو بالتستر على «أبناء جلدتكم» أو السكوت عما يفعله «الصفويون» أو ما شابه من عبارات هي في حد ذاتها «كريهة»! فالعنف وتعريض حياة الناس للخطر أمر لا يمكن قبوله شاء من شاء وأبى من أبى... لكن لابد من الإشارة الى أن الحديث عن الثَّعابين، لا يشمل خطباء ومشايخ وناشطين سياسيين ممن يظهرون للناس علنا... فهؤلاء، مهما يكن خطابهم، ومدى اتفاقنا واختلافنا معهم، فإنهم «رجال» ظاهرون أمامنا نراهم ونسمعهم ونستطيع الحديث والاختلاف معهم مباشرة...
لكن «الثعابين» هم أولئك الذين يتحركون في الظلام، ويختبئون في الجحور، ويبثون السُّموم الطائفية والعدوانية بين المواطنين بحذر شديد، حتى وإن كان هناك من يوفر لهم ما يعتاشون عليه، لذلك، سنتحدث عن قصة «الثُّعبان» الذي يظهر خفية بين أحياء وفرجان وبيوت وطرقات المحرق.. ثم يختفي خفية..
سيكون حديثا شيقا... قريبا؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 2225 - الأربعاء 08 أكتوبر 2008م الموافق 07 شوال 1429هـ