هل الفرد هو نتاج لعائلته ونشأته أو مجتمعه؟! أم أنها تكوينات لقراءاته وأفكاره؟! أم هم الأصدقاء من حوله وإفرازات ذلك المجتمع؟! كيف للشخصية أن تتكون... مع تراكم التجارب الإنسانية وتأثيراتها عليه، بحيث يصبح ما هو عليه في حياته؟!
أم هي الجينات الوراثية التي هي تحدد خط مساره بكل دقة سواء من الفواصل الإيجابية أو السلبية من قبول ورفض للأفكار؟ أو التعلق بمعتقدات؟ أو التملص منها على اختلافها؟ وان يكون ناضجا في تفاعلاته الحياتية أو قاصرا وبليدا؟! هي كل هذه الأسئلة؟! للتعرف على الكيفية التي يتشكل بها الإنسان!
لقد وُضعت الفرضيات الكثيرة والاتجاهات لوجود ذلك الرمز الجسدي في الحياة منها العلمية والفلسفية والدينية والاجتماعية... إلخ... ولكن مع كل ذلك يبقى الغموض محيطا بكل تلك التفسيرات وإلى الآن لم نتعرف بدقة وعلى وجه التحديد بالشيئ والسبب الكامن عن كل الحركة والديناميكية التي يتحرك بها القالب البشري! ولماذا أو إلى أين؟!
قد تكون هنالك عوامل غير مرئية ومازالت خارج نطاق العقل البشري وتفكيره أو إدراكه... وأمور غير ملموسة للذهن الوعي أوالعاقل ويصعب التواصل معها... وتبقى الحقيقة الوجودية غائبة... وان الحياة عبارة عن ومضات سريعة... نمر بها وتمر بنا تشكلنا ونشكلها من حولنا، وإلى ما نعتقده حقيقة الوجود... في غيبوبة الحياة والمستمرة منذ الولادة وحتى الفناء البشري! ولا أحد بإمكانه أن يحدد بدقة ذلك الومض السري! هي ومضات من السعادة والشقاء، الفرح والعذاب والأسى والتعب في مراحل العمر المختلفة، وإن التواصل مع الآخرين هو الحقيقة الوحيدة التي تشعر الإنسان بأنه يعيش ومضة الحياة! أحيانا!
والحقيقة الأخرى الوحيدة في الوجود أنه لا توجد حقيقة له حيث لا يوجد ممارس فعلي وأكيد لحقيقة هذا الوجود... وان جميع تلك الإجابات ناقصة تماما... حينما يذهب الكل لا ولن يعود ليؤكد نوع الحقيقة التي قد وجدها! وأين هو الجواب! لا شيء!
فالجميع يتحرك في بوتقة الحياة المؤقتة... وومضها السريع لاستمالة أية إجابة حقيقية... فالوهم والافتراض هما الإجابة لكل شيء!
إن من يعتقد أنه يعرف بعضا من الأسرار ويفرح لتفسير شيء عن الوجود أيضا يذهب ولن يعود! ويصبح في ماض سحيق ورمز في ذكرى الزمان! حينما يسجى ذلك الجسد، وتغيب عنه روح المعرفة إلى الأبد في الحياة الزائلة! المؤقتة!
حينما لا يعرف لماذا هو ذهب وبعد كل ذلك العناء ولماذا إذن أتى؟!
حينما تختفي برحيله كل الحقائق الوجودية وكالشهب التي تسقط فجأة، والتي عادت من حيث أتت!
بعدما كادت تعتقد أنها عرفت ما عرفت وحقيقة السراب أنه هو الأكيد...
وليبدأ غد آخر ومع قادم آخر من جديد وليعتقد أنه يدري الحقيقة التي لن تكون
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 2225 - الأربعاء 08 أكتوبر 2008م الموافق 07 شوال 1429هـ