تستعد الكاتبة الأميركية ماري كونز Mary Coons لتوقيع كتابها في مكتبة جاشنمال وذلك تحت عنوانCulturally Speaking وهو مجموعة حوارات بين أميركيين وبحرينيين هدفت إلى التوعية بالخصوصيات الثقافية في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول.

تقول كونز في كتابها إنه وبالنسبة إلى العديد من الأميركيين يبدو العالم الإسلامي كما لو أنه عدو لهم؛ ولكنها تطرح فكرة توضح بأن العالم الإسلامي ليس عدوّا للأميركان، وإنما الجهل هو الذي خلق العداوة بين الجانبين، وهذا الجهل بُني على قوالب نمطية وتعميمات كاذبة.

ورغم أن الاستطلاعات الأخيرة أشارت إلى أن الأميركيين لديهم رغبة في التعرف على العرب والمسلمين، وعلى نسيج مجتمعاتهم، فإن الخرافات والأفكار الخاطئة مازالت تسيطر عليهم في الغالب.

وعليه، فقد قامت الكاتبة بزيارة البحرين في نهاية العام2005، وتحدثت مع عدد من الأشخاص والأسر وتعرفت إلى آرائهم بشأن الأميركان، كما قامت أيضا بالالتقاء بأميركان (في بلادها) لاستعراض الأفكار المطروحة في عالم اليوم الذي يعاني من ممارسات اضطهاد باسم الدين، أواللغة أو المنطقة أو الأصل.

إن جهود هذه الكاتبة ما هي إلا محاولة لخلق حوار وبناء الثقة التي تدفع نحو الانسجام بين الأميركان والعرب، وإن هذا الانسجام لا يتم إلا بعد تفهم كل طرف وجهة نظر الآخر.

مثل هذا العمل الذي سعت إليه هذه الكاتبة الأميركية, هو بلا شك ما نريده في الوقت الراهن في وطننا وداخل نسيجنا البحريني الأصيل بحيث يمكن أن يتحدث ويخاطب كتاب مماثل جميع الفئات دون تفضيل فئة على أخرى، ويسألهم بصراحة من دون لف ودوران عن رأيهم وذلك سعيا لإحداث الانسجام.

بكل تأكيد، هذا الأسلوب سيقودنا إلى فهم احتياجات بعضنا البعض بدلا من إلقاء اللوم وحياكة الأوهام من دون فائدة، سوى مزيد من الغضب والاحتقان الذي ينتهي إلى الفرقة وتشتيت الوطن بصورة لا تخدم مختلف أطياف المجتمع البحريني.

ربما قد نفهم الأسباب لمشكلات عديدة نعاني منها حاليا وتمر بها البلاد وبالتالي يمكننا أن نعزز ثقافة الحوار عبر الاستماع للآخر أولا، ومن ثم إزالة الخرافات والروايات من عقولنا التي يصيبها مرض مزمن ضد هذا وذاك وضد هذه الجماعة أو تلك التي تكون عادة نتيجة الجهل لبعضنا البعض.

إن استمر حال سوء الفهم بصورته الحالية؛ فإننا قد لا ننعم بالراحة والاستقرار لفترة طويلة، ومن يقول عكس ذلك فإنه يناقض الواقع المعاش وخصوصا أن هناك من يتحدث عن الشعور بالغربة داخل الوطن، وهو أمر صعب يزداد صعوبة مع استمرار تواجد وتكرار أفكار خاطئة عن بعضنا البعض في مجتمعنا الصغير. الاستماع الى الآخر - كما فعلت الكاتبة كونز - خير وسيلة لتحقيق الانسجام