انقضى شهر رمضان وانقضت معه الزوبعة الإعلامية وحشد البرامج واعتقد المشاهد أنه بات قادرا على تنفس الصعداء أخيرا والتنقل بين قنواته المفضلة دون التعرض لهوس الإعلانات والفوازير الرمضانية ومشاهدة بعض المسوخ البشرية في بعض المسلسلات المعروضة، بيد أن فرحته لن تكتمل فعلى غرار كل عام ما أن ينقضي الشهر الفضيل حتى يبدأ العرض الثاني لجميع مسلسلات وبرنامج شهر رمضان ولمن فاته عرض أحد المسلسلات يمكنه مشاهدتها مجددا على القنوات نفسها وفي الوقت نفسه وكأنما الزمان يعيد نفسه.
اللافت في الأمر أن بعض المسلسلات الرمضانية الخليجية منها والمحلية لا تستحق العرض الأول وسئم المشاهد من مشاهدتها من عرض أول حلقتين لها فما بالك بإعادة بثها على القنوات الفضائية وكأنها عقاب لا مفر منه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تناقل المشاهدون أحاديث عن مستوى وجودة مسلسل الممثلة السورية سولاف فواخرجي والذي يتناول قصة الممثلة الراحلة أسمهان والذي عرض في شهر رمضان ولم يتسنَ للكثيرين متابعته، فالإعادة في مثل هذه الحالة مجدية، في الوقت الذي نأمل توفير وقت إعادة مسلسلي زينب العسكري ومحمد القفاص و «المعنى في قلب الشاعر».
لعلّ جو شهر رمضان يسمح بمشاهدة تلك البرامج ويعطي متنفسا أكبر للمشاهدين لانتقادها أو مدحها إن وجب المدح، في الوقت الذي لا يجد فيه المشاهد متسعا من الوقت في ظل طول وقت الدوام والعودة لروتين العمل اليومي لمتابعة أو تقييم مسلسلات لا تستحق المشاهدة، وفي الجهة المقابلة نراهن قريبا على أن يطل علينا بعض القائمين على تلك الأعمال لتدشين مؤتمرات صحافية أو حفلات لقص كعكة نجاح هذا المسلسل أو ذاك فصدق من قال إن هناك شعرة رقيقة بين «الثقة والانغماس في عمق الوهم»
العدد 2225 - الأربعاء 08 أكتوبر 2008م الموافق 07 شوال 1429هـ