تستقطب أخبار «تحجب الفنانات» وخلعهم للحجاب أنظار واهتمام القراء دوما، ويعنى الكثيرون بالتعرف على تفاصيل الأخبار التي تحمل عناوين مثل «الفنانة الفلانية ترتدي الحجاب» أو «الفنانة العلانية تقرر ترك الحجاب»، إذ تبلغ نسبة قراء مثل هذه الأخبار أكثر بكثير من المهتمين بمعرفة تفاصيل خبر يحمل عنوانه تفاصيل مثل «مقتل عشرات في غزة» أو «إسرائيل تقرر إبادة منطقة سكنية»، رغم أن الفارق شاسع في مدى أهمية كلى الخبرين.

ومما هو واضح أن الطبيعة البشرية الميالة للفضول تدفع بالناس للاهتمام والتدخل في خصوصيات الفنانين، كونهم من الوجوه المعروفة لدى الكثيرين، فيما القتلى والجرحى هم مجموعات لا يعرفونهم، فينشد اهتمامهم نحو هؤلاء دون هؤلاء، وتغذي الوسائل الإعلامية هذه الرغبات من خلال التركيز على هذا النوع من الأخبار التي لا طائل منها سوى أن الفنان الميت يخلق لنفسه زوبعة في وقت أفل فيها نجمه، وذلك من خلال استعراض التدين بالحجاب أو إطالة الذقن واعتزال الفن، وكثيرا ما يقررون بعد ذلك العودة مجددا للحياة التي اعتادوا عليها، في صورة مفبركة يخرج بها الفنان في «لوكين» مختلفين يستحوذ بكليهما على الأضواء، بعد أن تأتي العروض والمغريات المادية للفنان مجددا فيعود إلى عمله.

ولا يغفل متدينو الفن التقاط الكثير من الصور التذكارية لهم لمثل هذه المناسبات، إذ تتفنن بعض الفنانات بارتداء حجاب وفق طرق حديثة ومبتكرة، لا تلغي كون النجمة «ستايل» حتى بالحجاب، أو أن النجم «كيوت» حتى لو ربى لحيته، وسار في دربه ليصبح شيخا جليلا.

هنا نسلط الضوء على ما تقوم به وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من تضخيم و «بروبوغندا» لمثل هذه الأحداث نظرا إلى افتقارهم لما هو مهم وجديد، إذ يشكل من جانب إلى جانب ما يبديه العموم من اهتمام لمثل هذه الأخبار البالية المضمون سببا للتلاعب باسم الدين من أجل الشهرة والظهور أمام العدسات، فما هو موقفهم إذا ما تحجبوا وأطلقوا اللحى، وقامت قناة بعرض فيلم لأحدهم في وضع حميمي، أو لبعضهم وهم يتراقصون ويتلاعبون؟

إذا، من يريد أن يتحجب، ليتحجب ويحتجب بينه وبين خالقه، ومن يريد أن يعتزل ليتدين، فلا داعي لأن يتصور بذقن وثوب أبيض كي يعرف الجميع أن الله أكرمه واهتدى