العدد 2223 - الإثنين 06 أكتوبر 2008م الموافق 05 شوال 1429هـ

أموال الكادحين... ولا حق لكم فيها

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أموال صناديق الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي أموال الشعب العامل والكادح الذي يدّخر قوته يوميا من أجل تأمين ذلك المستقبل المجهول، تلك الأموال التي تجمع في تلك الصناديق التأمينية ليست من حق أحد سوى لأولئك المساهمين فيها، وليس لأحد حق فيها حتى وإن كانت السلطة التشريعية.

سمعنا أن الحكومة تبحث مع النواب في الآونة الأخيرة البحث لهم عن تأمين تقاعدي يؤمن لهم حياتهم الراغدة بعد رفض الشعب لهم وعدم انتخابهم من جديد في مجلس النواب، ولكن لا أعتقد أن السلطة التشريعية ونوابنا الكرام سيتجاوزون الخطوط الحمراء بحيث سيسمحون لأنفسهم بأخذ ما ليس لهم من مال المسلمين والمؤمن عليهم.

على أي أساس سيعطى النائب راتبا تقاعديا لا يقل عن 60 في المئة، وهو لم يساهم في الصناديق التقاعدية ولم يقتطع من أجره كما يحدث لأي مواطن؟، حتى وان أقتطع من أجره فيما بعد، فهل السنوات الأربع التي شغل فيها منصب نائب كافية ليحصل على 60 في المئة طوال حياته من أجره، فيما الكادحون ليلا ونهارا لا يمكنهم الوصول لهذه النسبة إلا بشق الأنفس وبعد سنوات طويلة؟

هل ستقف مسألة الحفاظ على المال العام والصناديق التقاعدية دون خط الإفلاس الاكتواري عن نوابنا ليدهسوها بأقدامهم من أجل عين تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، حتى وإن كان ذلك على حساب أجيال من المستضعفين؟ لماذا لا يقبل النواب بالحسبة المعمول بها في الهيئة الآن على جميع المواطنين، ومن ثم المساهمة في الصناديق بالاستقطاع من أجورهم كما يستقطع من أجور العامة، وشراء سنوات خدمة كما يشتري المواطنون، أليس هذا هو الإنصاف والعدالة والمساواة، التي تنشدونها من خلال مجلسكم؟

نوابنا الأعزاء، لا تلهيكم مصالحكم ودنياكم عن دنيا غيركم، ولا تغرنكم الحكومة بمكارمها عليكم فتنسوا واجبكم في الحفاظ على أموال الناس حتى من أنفسكم، وهي أعلى درجات الورع والتعفف، فهل أنتم قادرون عليها؟

ننتظر منكم رفض هذا التقاعد المخزي والمذل لكم أنتم كنواب شعب قبل أن يكون مذلا لشعبكم وناخبيكم، وأن تعودوا إلى صفوف الناس وألا تخلقوا لأنفسكم بروجا على أجساد الكادحين.

كنا ننتظر منكم التحرك لتعديل تقاعد الوزراء غير المنصف والعادل، والذي يعطيهم ما لا حق لهم فيه وهو الحصول على 80 في المئة أجرا تقاعديا مدى الحياة، حتى لو أصبح وزيرا ليوم واحد وحتى وان قامت الحكومة بتسديد الفارق من الاموال العامة، لا أن ترسخوا لنفسكم ما رسخ لهم وتنسوا من انتخبكم وجاء بكم لنصرته لا الانتصار عليه وسحقه.

نقولها لكم: أموال صناديق التقاعد أموال المواطنين الكادحين، لا حق لكم فيها، فلا تأخذوا ما ليس لكم، واتقوا الله قبل أن يأتي اليوم الذي يلعنكم فيه الناس

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2223 - الإثنين 06 أكتوبر 2008م الموافق 05 شوال 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً