أثناء وجودي في دبي خلال الأيام الثلاثة الماضية كنت أتابع من خلال الصحافة والحديث مع من لديهم خبر بالوضع هناك عن أثر الأزمة المالية العالمية على دبي، كون الإمارة أصبحت جزءا مهمّا من الاقتصاد المعولم والمترابط مع بعضه البعض، وكون الأزمة في أميركا بدأت بمشكلات في الرهن العقاري. أحد الخبراء العاملين في دبي قال إن دبي تتضرر حاليا من اكتشاف عمليات فساد واحتيالات كبرى وإن المتورطين بينهم من كبار المسئولين. فقد اعتقل الرئيس التنفيذي لشركة «ديار» العقارية زاك شاهين، وتبع ذلك منتصف يوليو/ تموز إعفاء وزير الدولة خليفة بخيت من منصبه «على خلفية شكوى بخيانة الأمانة».

ويبدو أن حكومة دبي تسير في اتجاهين حاليا، الأول معالجة تبعات الأزمة، وقد أعلن أمس الأول عن اندماج بين شركتي «أملاك» و «تمويل»، وهما أكبر شركتين تعملان في مجال التمويل العقاري، وتقدر موجوداتهما المالية بأكثر من 27 مليار درهم.

وتنتشر تكهنات صحافية حول عمليات اندماج سيشهدها القطاع المصرفي وشركات التمويل والعقارات التي طالتها عدد من قضايا الفساد حيث يحقق حاليا مع مسئولين في شركة «تمويل» بتهمة تقاضي رشا.

وقد هبطت أسهم المصارف وشركات العقار في دبي ما بين 5 و8 في المئة، ونقلت وكالة رويترز عن أحد خبراء المال أن «القضية الرئيسية هي أن المستثمرين قلقون بعض الشيء إزاء حصول المقاولين على أموالهم من شركات التعمير... وإذا تعرض قطاع العقارات لمتاعب فستكون شركات المقاولات من بين أكبر الخاسرين».

الاعتقالات والإقالات مستمرة في دبي وقد طالت إضافة إلى المذكورين أعلاه مديرا تنفيذيا في بنك جي بي مورغان، ونائب الرئيس السابق لبنك دبي الإسلامي، والرئيس التنفيذي لشركة «تمويل»، و «نخيل» و «اتصالات» و «استثمار». أما الأرقام التي يتداول الحديث عنها فهي بالملايين والمليارات... فمؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) قالت قبل فترة إنها بدأت تحقيقا داخليا بشأن اختلاس مزعوم وذلك في أعقاب تقرير عن سرقة 27 مليون درهم (7,35 ملايين دولار)، وبسبب ذلك تراجعت أسهم الشركة قليلا.

السؤال الذي يتداول أيضا: ماذا سيحصل للمتهمين بالفساد؟ وأحد الأجوبةأن الحكومة ستأخذ كلَّ أملاكهم التي تثبت أنهم سرقوها، وإذا كان وزيرا أو كبيرا فسوف تنتزع منه كل ما حصل عليه من الدولة ويبقى بثيابه... ولكن هذه كلها أقاويل، والحديث عن سرقة المليارات يتداخل مع أحاديث عن شخصيات من الوزن الثقيل جاءت بالملايين والمليارات إلى دبي، وهذه مجتمعة لها أثر في دبي أكبر من أثر الأزمة المالية العالمية