بداية لا بخس ولا تقليل من جهد كل من فاز بإحدى جوائز مسابقتي أفضل جائزة لكأس ولي العهد وأفضل جائزة لكأس الملك لكرة القدم، لكن سأتناول الطرح التالي من زاوية أخرى سبق أن نظرنا منها مع بعض الزملاء من مختلف الصحف المحلية وحذرنا من حدوثه وحاولنا ولو بالقول نقله إلى بعض المعنيين بهذه «المسابقة» للأخذ به بعين الاعتبار لكن دون جدوى.
المشكلة التي حذرنا من تبعاتها ليس في المسابقة نفسها بقدر ما كانت الآليات والطريقة والمعايير التي احتسبت بها، وليشهد الجميع أن صحافيين من مختلف ملاحقنا الرياضية انتقدوا وأبدوا تحفظاتهم على أسس هذه المسابقة منها الزميلتان الفائزتان، لكن للأسف أن القائمين على موضوع المسابقة ومن فوقهم اتحاد الكرة نفسه لم يحسنوا التعامل مع هذا الوضع المستحدث لدينا فوقعوا «ضحية الفزعة» التي أصابت الجهات المعنية بتنظيم البطولتين.
إن التوقف عند مبدأ تنظيم «أحسن تغطية صحافية لكأس الملك أو ولي العهد» يبدو غير مناسب في الوضع الإعلامي الحالي لدينا في البحرين وهو ما ذكرناه منذ البداية لأن تعاطي الصحافة الرياضية المحلية مع المسابقات الكروية المحلية ليس بالصورة المطلوبة بين جميع الصحف وهناك فوارق في الاهتمام والطرح خصوصا في الموسم الجاري «الميت»، وأعتقد ان اتحاد كرة القدم كان في أمس الحاجة لكسب جميع الصحف للاهتمام بمسابقاته وجاءت إليه الفرصة عبر هذه المسابقة التي لو استثمرها بذكاء وقام بتقدير الدور والجهد غير المسبوق الذي قامت به الصحافة الرياضية المحلية تجاه كأسي الملك وولي العهد وتكريم الصحف.
إنه حتى بعض الدول الخليجية التي دأبت على تنظيم مثل هذه المسابقات الصحافية قامت بانتهاج آليات ومعايير متنوعة تفاديا لأية انعكاسات سلبية ولتكون دافعا يكسب خلاله اتحاد الكرة الصحافة الرياضية لتكون داعمة قوية لإبراز مسابقاته المحلية بدلا من «تطفيش» وإحباط «بعض الصحف» التي كان لها الدور البارز في إنقاذ ما تبقى من سمعة دوري الدمج الفاشل أو كأسي الملك وولي العهد حتى دور نصف النهائي منهما قبل أن يدخل على الخط من فاق من سباته العميق على وقع «المسابقة المالية»!
ولكن يبدو أن اتحاد الكرة ومن كلفهم بمسئولية إدارة هذه «المسابقة» كانوا كذلك في سبات عميق طيلة الموسم ولم يعايشوا الوضع المأسوي الذي عاشته الفرق أو «بعض الصحف» على مدى عشرة أشهر ولعبت خلاله «بعض الصحف» دورا كبيرا في إبراز هذه المسابقات بالصورة التي كنا ننتقد عليها في تضخيم مبارياتنا المحلية وكل ذلك كان دون مقابل ولا إغراءات ولا توجد أية ضغوط على هذه «بعض الصحف» في تغطية مباريات الدوري والكأسين حتى دور نصف النهائي، وحدث كل ذلك قبل أن تقع الواقعة مع «فزعة نهاية الموسم»!
إنني لن ادخل وأسرد التفاصيل التي صاحبت هذه المسابقة منذ إعلانها بطريقة غامضة لغاية تسريب نتائجها قبل الخبر الرسمي المعتاد لأن نتائج هذه التفاصيل مأسوية وستجعل كل صحيفة سواء ممن فازت أو لم تفز تفكر مليون مرة قبل الدخول في هذه المسابقات مستقبلا.
وليعلم اتحاد الكرة ومن أدار هذه المسابقة أن ما كتب عنها أقل بكثير ممن تتحدث به الغالبية الصامتة بشأن تفاصيل هذه المسابقة والخوف من تبعاتها على التعاطي الصحافي مع مسابقاتنا الكروية المحلية إلا إذا كان اتحاد الكرة لا يهتم بمسابقاته كالعادة سواء فنيا أو جماهيريا أو إعلاميا!
أما لجنة الاختيار «الصورية» فحكايتها حكاية والحديث عنها يطول مع احترامنا لشخوصها ولكن ظلمها من عينها وهم ظلموا أنفسهم وهم لا يعلمون، وقاموا بإرسال ورقة معايير إلى الصحف تضمنت بنودا مقتبسة من كتب الجامعات واجزم أنها لو طبقت هذه المعايير لما فاز أحد وكشفت أن هذه اللجنة بعيدة جدا عن «الجو الرياضي العام» وتم تشكيلها وفق اختيار أفراد معينين بعدما تعثرت محاولات تشكيل لجنة متخصصة معايشة للإعلام الرياضي الفعلي ومنهم الكثيرون في المملكة.
وثمة نقطة نقولها من وحي معايشتنا وعملنا في الصحافة الرياضية منذ 19 عاما أن المستوى الصحافي الرياضي لدينا في البحرين متذبذب بين يوم وآخر ولا يمكن إعطاء حكم مطلق على الأداء المهني طيلة عشرة أيام متواصلة، فكل يوم وآخر نرى تميزا لصحيفة على أخرى!
إن توزيع بعض جوائز كأسي الملك والصحافة ذكرتني بطريقة معايير صرف علاوة غلاء المعيشة التي غالبية معاييرها ومعلوماتها خاطئة وهناك كثير من المستحقين مازالوا محرومين منها!... والمصدر في كلا الحالتين واحد هو أن المبالغ أصدرت من الديوان الملكي لكن المشكلة فيمن تولى إدارة العملية!
أعود إلى البدء لأقولها بصراحة أن اتحاد الكرة ومن أدار عملية المسابقة يتحملان مسئولية الأخطاء التي وقعت والتبعات وراءها في المواسم المقبلة... والله يهدي الجميع
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2515 - السبت 25 يوليو 2009م الموافق 02 شعبان 1430هـ